7 أبريل، 2024 9:11 م
Search
Close this search box.

مهزلة لقاح فايزر في كربلاء

Facebook
Twitter
LinkedIn

سمعت من الاعلام بتواجد لقاح فايزر في مدينة الحسين الطبية في كربلاء فقررت الذهاب للاطلاع على الموضوع ومعرفة هل تنطبق علي الشروط لغرض اخذ اللقاح او لا فرأيت العجب العجاب ..
في هذا الظرف الوبائي الدقيق الذي نمر فيه يحدث كل هذا ؟؟ و يتم التعامل بهذه الطريقة الغريبه والعجيبه …
انه يوم الثلاثاء 13-4-2021 الساعة التاسعة صباحا …
باب مغلق تحلق حوله العشرات بعضهم يرتدي الكمامه وبعضهم لا يكترث اصلا بمن حوله بوجه عار يقف وسط الجميع محدقا في ذلك الباب المعلق .. وعند السؤال تبين أن الكادر ليس مكتملا بعد .. فبعضهم لم يحضر لحد الان !!!
بعد وقت ليس بالقصير فتح الباب واذا بوجه مقطب يقبل علينا طالبا ممن لم يسجل في الموقع ( الذي افتتحته الوزارة لغرض التسجيل للتلقيحات ) أن يغادر فورا .. اذا لم تكن مسجلا في الموقع ولم تأتيك رسالة من الموقع فغادر فورا ((بصوت اجش مرعد كانه يتحدث الى عبيد تحت يديه )) …
في هذا الظرف الصعب ووصول الإنسان الى هذا الموقع في هذه الأيام الحرجة و الموبوءة بالفيروس يتطلب جهد وشجاعه كبيرة .. بعض الناس لا تخرج من الدار اطلاقا الا لضرورة قصوى .. وقد وصلوا اليك بغية انقاذهم من هذا الوحش الفيروسي .. فتقوم بطردهم بهذه الوحشيه ؟؟؟
اغلق الباب … وغادر بعض الحاضرين وبقيت انا لمحاولة فهم ما يجري … جاء احدهم مع ثلاث نساء وقف جانبا واتصل بالهاتف .. سرعان ما تم فتح الباب وتم ادخاله مع النساء اللواتي معه وبعد وقت قليل خرجوا ملقحين مسرورين .
تكررت هذه الحاله مع اناس اخرين بينما نحن ننتظر خارجا ..
اخيرا جاء احدهم ليقوم باستلام هويات الحاضرين ممن سجلوا في الموقع وعدم استلام هويات غير المسجلين
السؤال هو … اللقاح وصل يوم أمس فكيف استطاع هؤلاء من التسجيل وحجز الموعد بهذه السرعة الفائقه ؟؟علما اني سجلت في الموقع في ذات اليوم ولم استلم موعد لحد الان بعد اربعة ايام لحظة كتابة هذا المقال وسجلت لاخي الذي يكبرني بعشرين عاما ولم يستلم موعد الى الان !!!!!!!
هذه علامة استفهام كبيرة … هل هؤلاء من غير المغضوب عليهم ولا الضالين أم ماذا ؟؟؟
العجيب ان بينهم اعمار صغيره جدا وتم ادخالهم لنيل اللقاح فعلا !!!!
في كل دول العالم يبدأ اللقاح لمن أعمارهم فوق الستين عاما لانهم احوج الناس قبل غيرهم اليه لانهم مهددون بالموت من قبل هذا الفيروس … فكيف يبدأ عندنا بمن اعمارهم 20 و 22 و19 عاما !!!
رايتهم بام عيني وهم يتلقون اللقاح النادر الذي وصل الينا باعداد قليلة جدا كهدية تختص بالدول الفقيرة (ونحن اغنى دولة لكن يحكمها قوم شح داخل نفوسهم ضيقوها علينا وملئوها بالخراب) انها كمية قليلة نادرة من هذا اللقاح كان يجب ان تصرف بحكمة و بعدالة لا بصلف وكبر وظلم …
كبار السن بالالاف بل بالملايين ينتظرون هذا اللقاح في حين ما يحدث أنه ومن اول يوم يدخل هؤلاء الفتية الصغار لتلقي اللقاح !!!!
ماهذا الاستهتار بحياة الناس ؟؟؟؟
لماذا اذن في موقع التسجيل على اللقاح تحتاج الى الأعمار وعدد الأمراض المزمنة عند ادخال البيانات بالموقع في حين أنك لا تلتفت ولا تكترث اصلا لكل ذلك وتأتي بأصغر الاعمار للتطعيم ومن اول يوم !!!!!!!!!!!!!
انا وقد جاوزت الخمسين من العمر كنت اضن انه ليس لي فرصة من الحصول على اللقاح لكون الاعمار التي تكبرني فائقة العدد وكميه اللقاح محدودة للغاية … وإذا بفتية صغار يتلقون اللقاح امام عيني وانا في امس الحاجه له منهم .. الامر بالنسبه لي حياة او موت و بالنسبه لهم لعب اطفال فالفايروس لا يصيبهم بمقتل ابدا مهما فعل
اية حكومة هذه في اصعب الظروف تستمر بممارسة عملها البغيض في الاستهتار بحياة الناس ومعاملة أناس معينين معاملة خاصة دون الآخرين ؟؟؟؟
توقفت للسؤال كيف لي ان احصل على اللقاح وانا في امس الحاجه اليه فاجابني صوت بغيض في كلمتين (تسجيل في الموقع)
سألت ثانية .. هل سيراعون كبر العمر والأمراض المزمنة و يمنحوني موعدا اقرب … الصوت البغيض يجيب ثانية … لا أعلم .. وطلب مني المغادرة بصوت مرتفع !!!!
لا اعرف اي باب وقفنا عليه ليتم اهانتنا والتجاوز علينا بهذه الطريقه ؟؟ ما الذي يخفونه في الداخل ولا يريدون الكشف عنه ؟؟ ولا يدخله الا من اوتي حظ عظيم
حتى انني رايت طبيب اطفال حضر أمام الباب وتم رفض ادخاله والتجاوز عليه ووصل صوت صراخه الى البنايات المجاورة .. في حين يتم ادخال بعض الاشخاص مباشرة وبعضهم بالتلفون كما أسلفت …
وقف أحدهم وله من العمر 28 سنه تقريبا ليقول ( قبل فتح الباب ونيله اللقاح ) لم احضر اصلا الا بسبب الايفاد ولولاه لما قدمت لأجل اللقاح !!!!!!!!!!!!
أي إيفاد يتحدث عنه ؟؟؟ الناس تصارع الموت بل وتصارع الحياة ايضا وهذا يمنح ايفاد بل ويمنح تذكرة مجانيه للدخول لأخذ اللقاح من أيدي من هم أحوج منه إليه ومهددون بالموت !!!! أي خيارين عجيبين ايفاده ام حياتي ؟؟ وقد اختاروا الخيار الأول فايفاده اهم من حياتي بكثير .
واقع مرير و حياة تعيسه نعيشها على ايدي من لا يحترمون الناس ولا يكترثون بموتهم من حياتهم
حسبنا الله ونعم الوكيل
جررت نفسي وقد اصابني الذهول من هول ما رأيت وسمعت .. وأول ما فعلته عند الوصول للبيت هو التسجيل في الموقع في التاريخ المذكور اعلاه وسجلت لاخي كذلك وهو يكبرني عمرا بعشرين عاما لارى من يحصل على الموعد قبلا …
ولم اقم بكتابة هذا المقال في نفس اليوم لانني اردت كتابته في لحظة وصول موعد اللقاح الي عبر محمولي .
وبما انه الى الان لم يصل ولم يصل إلى اخي كذلك موعد اللقاح المرتقب وقد نضب معين اللقاح حتى اخر قطرة ويأسنا من وصول رسائل التبليغ بالجنه .
اكتب هذا المقال وفي صدري جرحا لن يندمل حتى قيام الساعه فقد كنت قاب قوسين أو ادنى من اللقاح ولم احصل عليه في حين رأيت فتيه صغار امامي يحصلون عليه .. فكان الامر كرمي ماء بارد على الحصى امام اعين من قتلهم الظمأ في يوم شديد الهلاك

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب