15 أبريل، 2024 5:49 ص
Search
Close this search box.

مهزلة لقاح فايزر في كربلاء 2

Facebook
Twitter
LinkedIn

تحدثنا في مقال سابق عن عجائب لقاح فايزر في كربلاء – مدينة الحسين ع الطبية وما رأيته اليوم كان أعجب وافضع ..
مر الآن 34 يوما ولم تردني رسالة تحديد موعد اللقاح من قبل الموقع المخصص لهذا الغرض من قبل الوزارة (الذكية) حتى الآن وقد كان تسجيلي في الموقع يوم الخامس من نيسان ولاشئ يذكر فقد انتهى لقاح فايزر بسرعة كبيرة بعد كثرة (الخمط) الذي تعرض له من قبل (الجيوش البيضاء) .
سمعت اليوم بتواجد اللقاح إذ وصلت وجبة جديدة منه فقررت الذهاب للاستعلام عن الموضوع
انه يوم الاربعاء 19-5-2021 … الساعة الثامنة صباحا وجمهور كبير من الناس تحلق حول ذلك الباب 90% منهم من الأعمار الشابة 18-22 سنه وكثير منهم ممن لم يكتمل ظهور (الشارب ) على وجهه أصلا وهذا في منتهى الغرابة أن يتم تلقيح الشباب قبل كبار السن الذين هم في موضع أخطر بكثير منهم .
بعد قليل فتح ذلك الباب واطل علينا نفس الوجه المقطب الذي خرج علينا سابقا بصوته المزنجر المرعب قائلا (( فقط الذين سجلوا لدينا هنا يوم امس يدخلون والباقي عليهم بالرحيل فلا فائدة من وجودهم ولن نكون موجودبن حتى يوم الاثنين القادم .. (يله روحو)…. ))
ضاربا بعرض الحائط مواعيد الوزارة الممنوحة عبر الموقع الإلكتروني .. فرحل كثير من الناس بينما دخل المبشرون بالجنة , وبقيت انا خارجا لارى وأقف على حقيقة الموضوع فلا يعقل ان احظر مرتين الى هنا في هذا الظرف الوبائي الحساس ولا احصل على شئ .
الداخلون وعددهم كبير نسبيا ادخلوا في غرفة صغيرة استطيع ان ارى ذلك من خلال فتحة الباب الخارجي الضئيلة .. وبدأت تلاوة الاسماء عليهم من خلال قائمة .. الله وحده يعلم من اين اتت وكيف دخلت هذه الأسماء لتلك القائمة ..
أحد الأشخاص يقف بقربي نادبا حظه قائلا هذه سادس مره احضر هنا بدون جدوى كل يوم يعطوني موعدا جديدا على الرغم من أن موعد الوزارة الممنوح لي عبر الهاتف مر عليه وقت طويل الآن ..
حشد من الناس في غرفة صغيرة دون رعاية لشروط السلامة في انتقال الفيروس وهذا عجيب فلو كانت هذه إحدى الدوائر الخدمية كالبلديه او التسجيل العقاري لاعطيناهم بعض العذر فليس من اختصاصهم مسألة التباعد الاجتماعي رغم انهم غير معذورون اصلا فالكل يفهم الآن آلية انتقال العدوى ..
لكن أن يحدث هذا في قلب مستشفى !! والكادر الصحي الذين من المفروض انه من دقيق اختصاصهم رعاية التباعد الاجتماعي بغية ايقاف انتقال العدوى ؟؟؟ علامه استفهام كبيره جدا …
بعد وقت قصير وصلت سيارة باللون الرصاصي لم اتمكن من حقظ رقهما لكن اتذكر فيها (سليمانيه قرب الرقم) ولا احد يقدر ان يصل بسيارته الى هذا الموقع إلا إذا كان من غير المغضوب عليهم ولا الضالين من امثالنا .
نزل منها شخص معين يدخل مباشرة الى الداخل ويخرج ومعه عبوتين كبيرتين من لقاح فايزر ( تكفي لعدد كبير من الناس ) في حافظة كانت معه مسرعا لسيارته وينطلق بلمح البصر الى جهة مجهولة ,,
السؤال هنا … كيف استطاع ان ياخذ هذه العبوات ؟ والى أين يأخذها ؟ هل المنزل حيث الاهل والاصدقاء والاقرباء ؟ ام الى مقر معين لاصحاب الحظوظ الكبيرة الذين تربعوا على خيرات هذا البلد ولا يريدون الاختلاط بعامة الناس ؟؟ ام للبيع ؟؟ ام الى اين ؟؟؟
ما يحدث في هذا البلد اغرب من الخيال فانت لن ترى النور اذا كنت مواطنا بسيطا بدون قرابة او علاقه باحد اصحاب الحظوظ الكبيرة .
اخذ الذهول مني كل مأخذ وانا ارى حقي يهدر أمام عيني .. قيل لنا سابقا اشكروا الجيوش البيضاء على جهودهم في هذه الأزمة .. الطيبون منهم مشكورون طبعا .. لكن الموجودين هنا لا يمكن اطلاق ذلك عليهم بل اللقب الأكثر ملائمة لهم هو اللصوص البيضاء .. اذ سرقوا حقي وحق غيري لتتمتع به عوائلهم واقربائهم .
قررت الانصراف فلا جدوى من الانتظار فاستوقفني وصول احدهم ليقف خارجا ليتصل بأحد ما لا اعلم اين .. قائلا (( قيل لنا هنا ان عليكم الانصراف والحضور يوم الاثنين القادم فهل انصرف او انتظر منك شيئا ؟؟ ))
لا اعرف بماذا أجابه الصوت لكنه رد (( حسنا سأقف في الباب ))
توقفت عن الرحيل لارى هذا الموضوع الشيق ..
وإذا بصوت من الداخل بعد عشر دقائق يطلب اسما معينا صرخ هذا الشخص (نعم) وانسل داخلا كانه ممن سجلوا لديهم منذ زمن …
يا رباه !!!!
هل حقيقة ما جرى أمامي ام خيال ؟؟؟
هل اصبحت حقوقنا الآن تاخذ بالهاتف وتسلب امام عيوننا ؟؟
لملمت شتات نفسي وخرجت اجر نفسي جرا و كلمة حسبي الله ونعم الوكيل لا تفارق لساني .
فتعسا لبلد حتى في موضوع الحياة والموت يقرر مصيره حثالة من البشر تسلطوا على رقاب الناس البسطاء فأوغلوا فيها فسادا وعبثا ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب