7 أبريل، 2024 8:43 م
Search
Close this search box.

مهزلة الحداثه ….في الشعر

Facebook
Twitter
LinkedIn

لكي اتجنب الاطاله التي لم ترق للبعض من الذين يقراون لي واهتم لرأيهم …ساتجنب الاغراق او التوسع الى مفاهيم اخرى ذات صله للتفريق عما انا بصدده ..من مثل “ التجديد في الشعر “ كفعل ايليا ابو ماضي وسعيد عقل رغم وجود الجواهري واحمد شوقي ” او “المحدث في الشعر كفعل بشار بن برد وابي نؤاس والاندلسيين ) وما الى ذلك من الحركات الشعريه المعتبره التي انطلقت من الموروث وتجاوزته وابدعت في ابتكار شيء على اسسه
الخلاف معك ليس في ماتقوله ..قل ماتشاء ولو كان هذيا ..فانت حر …لكن الخلاف هو ان تسمي ماتقوله على هواك ..تصنف ماتقوله ، على انه شعر مثلا ، وهو ليس كذلك ..وتريد ان نعدك مع الشعراء وانت ليس منهم ..وتسيء الى الشعر وقوانينه فيتبعك بعض الجهله ويصدقونك .فيصبح لك اتباع ومقلدون حتى تكون مدرسه “مسائيه !!“ للشعر وتثبت الامر ثم يصبح واقعا مفروضا على الذوق العام .
” في اول الامر جاؤوا بشيء اسموه (القصيده النثريه ) ..وهو ترجمه غبيه من الادب الفرنسي. ل(Le poème en prose).والتي تعني القصيده بالنثر ..ولعل اللبنانيين او اهل الشام والمغرب هم من بدا بذلك كونهم على احتكاك مع هذه اللغه اكثر من العراق ومصر وواضح لك التلاعب او التحايل على التسميات لاتخاذها معتذرا يدخلون به عالم الشعر ويعدون انفسهم- تعسفا- مع الشعراء ..وهم ليسوا اهلا لذلك …
فالنثر ليس له قصيده ..وانما له قطعه نثريه او مقامه او مقاله ..وماالى ذلك ..فاذهب وانشيء في هذا الفن ولن يلاحيك احد الا على قدر ماتجيد او تخفق هناك ..اما ان تاتي بسياره لتتسابق بها مع فرسان الخيل ..ثم تقول ..انظروا ..انا ايضا امتطي واقطع المسافات ..فاجعلوني في ناديكم للفرسان ..فلا يستقيم عقلا ..ولا يقبل عدلا ..اذهب وكن مع متسابقي السيارات وتفوق عليهم ..او تعثر بحادث مميت ان شئت وأرح الناس من تفهك ….
.فتحت هذا المسمى وهذه الحجه دخل الى عالم الشعر كل من عرف او لم يعرف حتى كيف يصنع بيتا واحدا من الشعر الصحيح ..ذي النغمة والموسيقى والاثر والتاثير والحس والروح والوجدان ..ان لم نرد ان نشدد فنقول: والوزن والبحر والقافيه والبديع والبيان..
وانا اذ اقوم بدوري هنا ..فاني اشير الى المساهمين في انتشار هذا الاسفاف وبالاخص المنابر الاعلاميه والادبيه بكل اشكالها وانواعها فان مجرد تسليط الضوء على اناس او نصوص تافهه مثل هذه من قبل اي منبر اعلامي او كاتب متخصص او شاعر مجامل لصديقه ..او حتى لمهاجمة ديوان من هذا القبيل وما اكثرها اليوم واسهل طباعتها ..فانك تعطيه قيمه ..فضلا عن ابداء الاعجاب للمجامله على صفحات التواصل الاعلاميه ..تستضيف محطة اعلامية ما ..شخصا هو ابعد الناس عن ان يكون شاعرا ..ثم تقدمه بالقاب وتخصص له وقت ..واذا به يصدق نفسه ثم يصدقه الاخرون ..فاني ادعوالى الوعي النقدي ..وارجو ان يتوسع ويتصدى ..
الذين اخترعوا الحداثه في الشعر من اهل الغرب ..انطلقوا من التراث ثم تجاوزوه ..اما التقليد فهو انك تتوقف عند الموروث وتلازمه ولاتقبل بسواه ..وهذا ايضا من غير الصحيح في الادب كمجال ابداع ولا نلزمك به ولا ندعوك اليه ..فلك ان تحدث في الشعر كما احدث الذين من قبلك من شعراء بني العباس كبشار وابي نؤاس ، وتغير كما غير الاندلسيون وتلاقح في البحور ..وتتجرا كما تجرأ شعراء المهجر ايليا ابو ماضي وجبران خليل ورفاقهما .. على ان تلتزم بمعايير عامه لهذه الصنعه ..ولك ان تضيف كما اضاف من قبلك ..ولك ان تكون شعرا حديثا ..ولك ان تمازج بين الحداثه ..(بتعريفها على انها الاستجابه لمقتضيات التطوروالابداع والتفاعل لتجاوز المالوف او الموروث الشعري مقترن بالزمان ومتطلبات العصر) والموروث..ولكن ان تنقض الموروث كله ..فانك منسلخ وبدون هويه .احمل هويتك بجيبك وانطلق الى عوالم اخرى ..لن يعيقك ذلك بل يقويك .
فاذا كان المقصود بالشعر الحديث مافعله السياب ونازك الملائكه وتابعهما فيه ادونيس وصلاح عبد الصبور ورفاقهم ومتابعوهم- الذي احتفظوا بالتفعيله على قدر ما ..والاوزان بشكل ما ، حتى انهم كانوا ينظمون على مجزوء البحور ..اي انها بحور الخليل نفسها الا انها مشطوره او مجزوءه ..فلا زلت تسمع النغمه الشعريه وتحسها ووقع الموسيقى .اضافة الى دلالة المعنى بحسب امكانية كل شاعر ..وتظل كمتلقي ..ا تعجب من التاليف الشعري وتجد نفسك عاجزا ان تفعل ما هؤلاء الشعراء يفعلون . والسبب .ببساطة شديده ،لانك لست بشاعر ، فتظل مستمتعا بوقتك وقرائتك في خانة المتلقين الذواقين -فاهلا وسهلا…اما ان يكون الكلام مرسلا ومهلهلا ..جمل لاتصح حتى ان تكون نثرا محترما ….كلام ليس له قيمه تجعل من يتلقاه لا يفرق بينه وبين من يهذي في نومه ..وتريد ان نعده لك شعرا ونسمي لك ذلك قصائد ..فهذا لايصح ..ولن نسمح لك بما اوتي النقد من سلطة على ان تمرر ذلك وتنال به مكانة بين الشعراء ..فهذه ليست حداثه ..وانما مهزله ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب