لا ادري من الذي ابرم عقدا مع شركة الطاقة الذكية لاستلام رواتب المتقاعدين . لربما هي مفسدة اخرى من مفاسد النظام السياسي والمصرفي في عراقنا الحبيب .فخدماتها الهزيلة وسوء الادارة والمشاكل التقنية بالاضافة الى قدم وتخلف اجهزتها يجعلها أقرب الى جماعة تحلب المتقاعد العراقي المظلوم وتجعلها اقرب الى الغبية منها الى نظام متطور وذكي .
في الناصرية يقع مركز البطاقه(كي كارد) مجاور مديرية التقاعد في غرفة بائسة ضيقة لاتتجاوز مساحاتها 10 امتار مربعه تضيق بمراجعيها من كبار السن واغلبهم من ذوي الامراض المزمنة وسط جو خانق وضبابي وبخمسة موظفون متعبون ومرهقون وسط الزحام الشديد والحاح الناس للايفاء بوعودهم .
حالما تسلم مستمسكاتك الى موظف يكاد لاينطق حتى يرميك بموعد لايقل عن اسبوع لكي تنظم لك بطاقة ثم يقتطع منك مبلغ عشرة الاف مقابل اصدار البطاقة وهي سابقة لاتفعلها كل الانظمة المصرفية المشابهه. والتي تمنحها مجانا باعتبار ان الشركة ستستفيد باقتطاع مبالغ ليست بالقليلة كفوائد وهي تشمل ملايين المتقاعدين الذي ابتلوا بجلالة بطاقة ال (كي كارد).
فمثلا أنا استخرجت البطاقة في 25-6-2016 ولغاية يومنا هذا فهي غير مفعلة اي ان المواطن ينتظر اكثر من ثلاثة شهور لكي تفعل الية البطاقة وتستلم بها .فبربك اي ذكاء واي تقنية هذة .اصطحبت مصورا وزميلا اخرى لنرى مالمشكلة .وعند وصولنا لموظف تكاد لاتراة من ازدحام المراجعين وفزت فوزا عظيما بالوصول الية .شكوت اليه الحال ودون ان يرفع عينة . قال لي (عمي ياتفعيل ..ماكو شي اسمة تفعيل …أنتظر فترة وتتفعل ).ولكني منذ شهرين أنتظر .أجابني وهو متثاقل (أنتظر ..أنتظرر ).شرائح كثيرة من المتقاعدين رفضت التعامل مع هذة المهزلة ومنها نقابة المعلمين في ذي قار اليوم ،والذين يرفضون بشكل قاطع استلام رواتبهم عن طريق البطاقة الذكية او ما يسمى بالكي كارد ، وانهم يريدون الابقاء على الطرق التقليدية في التوزيع ، لان المحافظة لا تمتلك الاليات الكافية للتوزيع عن طريق البطاقات..
نقيب المعلمين في ذي قار حسن السعيدي قال في وقت سابق لشبكة اخبار الناصرية ، ان مديرية التربية في المحافظة باشرت مؤخرا باجراءات عملية لتحويل رواتب المعلمين من الطريقة التقليدية الى نظام البطاقة الذكية ( الكي كارد ) ، الا ان معلمي المحافظة يرفضون هذه الالية لانعدام الامكانيات والبنى التحتية الكافية للشروع بها .
وتابع ، لا احد ينكر ان الكي كارد نظام حديث ومتطور في استلام الرواتب ، لكنه غير صالح مع الامكانيات الضعيفة في المحافظة حيث توزع الرواتب عبر دكاكين صغيرة لا تمتلك ادنى مقومات العمل السليم ، وقد عانى المتقاعدون منها الكثير خلال الاشهر الماضية .واكد ان مكاتب الكي كارد لن تكون قادرة على استيعاب الاعداد الكبيرة من المعلمين الذين تفوق اعدادهم الـ45 الف معلم ومدرس ، ما سيجعلهم مضطرين لترك مدارسهم والجلوس بانتظار الدور او بانتظار الاشارة الالكترونية للرواتب ، فضلا عن احتمال خضوعهم لابتزاز اصحاب المكاتب .وان المعلمين يطالبون مديرية التربية بالغاء فكرة الكي كارد ، والابقاء على الطرق التقليدية في التوزيع. .
هذا غيض من فيض لمأساة البطاقة الذكية في الناصرية تتبعها ضعف خدمة الانترنيت وصعوبة ظهور بصمة الاصبع في أجهزة تكاد تكون قد أنقرضت في الانظمة المصرفية الحديثة .وهي دعوة للسلطة المحلية ووسائل الاعلام للاطلاع عن كثب لمال ال الية حال المواطن والمتقاعد في ذي قار من مهازل البطاقة الذكية .