18 ديسمبر، 2024 7:43 م

مهزلة أخرى تضاف الى مهازل الحكومة!!!

مهزلة أخرى تضاف الى مهازل الحكومة!!!

المتقاعدون، هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع العراقي، التي أفنت سني عمرها في بناء الوطن، وبني العراق، مؤسسات ودوائر ومصانع ومدارس ومستشفيات وغيرها، على اكتافها. عان هؤلاء المتقاعدون من شظف العيش وقلة الاهتمام والعوز المادي على يد كل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق، ناضل المتقاعدون بعد سقوط النظام الدكتاتوري المباد، عبر جمعياتهم وتظاهراتهم من أجل تحسين حياتهم المعيشية، واثمرت تلك النضالات عن تشريع قانون التقاعد الجديد، بالرغم من ذلك فأن معاناة المتقاعدين لم تنته، ففي كل شهرين يقف هؤلاء طوابير امام المصارف، تحت لهيب
 حرارة الشمس صيفا وبرودة الجو شتاءا لكي تتكرم المصارف بدفع رواتبهم التقاعدية، واحيانا يصل الانتظار لساعات، ولا يهتم أحد من المسؤولين بتلك المعاناة، وهم يعلمون علم اليقين بأن معظم هؤلاء المتقاعدين يعانون من امراض الشيخوخة، فجلهم تجاوز العقد السادس من عمره، كل ذلك لا يحرك ضمائر من بيده الأمر.
أما المهزلة الاخيرة التي نحن بصددها، فهي ان المتقاعدين توجهوا الى المصارف ومكاتب الصرف ليستلموا رواتبهم لشهري مايس وحزيران، بعد شهرين من استلام الرواتب مع الزيادات بأثر رجعي، كان ذلك قبل الانتخابات الاخيرة بفترة قصيرة، أقول توجه هؤلاء المساكين لاستلام الرواتب، فأستلم قسم قليل منهم والاكثرية المتبقية تم اخبارهم من المصارف بصدور تعليمات بأيقاف صرف الرواتب بسبب وجود اخطاء في الحسابات!! عاد هؤلاء الى بيوتهم خائبين حائرين كيف يتدبرون أمور عوائلهم المعيشية، ويساور المتقاعدون القلق من الغاء الزيادات او تنقيص رواتبهم التقاعدية،
 الم يفكر المتربعين على كراسي الحكم والذين جاء معظمهم عبر اصوات المتقاعدين وهم يشكلون مئات الالاف من المصوتين؟ كيف يتدبر هؤلاء معيشتهم، علما ان كبار المسؤولين يتقاضون رواتب خيالية، تأتيهم الى بيوتهم ومكاتبهم؟ وهم يطنبون الآذان بالمظلومية ويتاجرون بأسم المستضعفين؟ أم ان اللعبة انتهت بأنتهاء الانتخابات؟ وسرقة اصوات الناخبين؟.
نحن حائرون ولا ندري كيف نفسر الامر؟ هل هو جزء من التخبط والجهل والفساد والفشل الذي يضرب اطنابه في دوائر الدولة العراقية؟ أم هو ضحك على الذقون بعد حصد الاصوات؟ فهذه القضية اثبتت ان هذه الحكومة فاشلة في كل المجالات وهذا ابسط مثال على فشلها المريع، والمشكلة ان رأس الحكومة ما زال مصرا على البقاء رغم كل ما يتعرض له البلد من مآس وويلات وتخبط في السياسات ومنها عدم تمكنها من ضبط مسألة بسيطة كرواتب المتقاعدين؟ فكيف بهؤلاء يديرون دفة الحكم؟