23 ديسمبر، 2024 12:18 ص

مهزلةٌ في البرلمان..!!!

مهزلةٌ في البرلمان..!!!

ما جرى في البرلمان العراقي،لايمكن حدوثه في أي برلمان آخر في العام،لسببين، الأول هو خرق نائب ريس المجلس لقانون المجلس، لمجريات الجولة الثانية ،وإيقافها بحجة واهية ،لاتستند الى القانون، وتأخير إنعقاد الجلسة لخمس ساعات، والنواب داخل القاعة، بحالة من الهرج والمرج ،وصلت حدّ الإشتباكات بالأيدي ،والتراشق الكلامي البذيء،والسبب الثاني إستحداث فريّةّ(هيئة رئاسة البرلمان)،التي لاتوجد في قانون المجلس،وإبتدعته كي تسيطر جهة واحدة على المجلس ،ولكي تمرّر مايطلبه منها،مَن يريد إقصاء النائب الأقوى الشيخ شعلان الكريم، وتثبيت مرشح الإطارالتنسيقي النائب محمود المشهداني،كلُّ هذه المهزلة حدثت،أثناء إنعقاد جلسة لإختيار رئيس مجلس،مايعنينا هنا،أن ألإطار التنسيقي بإصراره على إفشال عمل البرلمان، بفرض إرادته السياسية ،على بقية الكتل الأخرى ،التي إختارت مرشح حزب تقدم ، ولم تختر مرشح الإطار،ومن ضمنها أعضاء من داخل الإطار التنسيقي ،إنتخبوا مرشح تقدم،وهذا فشل آخر للإطار، بأنه لم يكن متجانس ولا متفاهم مع بقية أعضائه، ويفتقر الى المركزية وفقدان الثقة بين أعضائه،بالرغم من اجتماعات مكوكية لزعماء الإطار المنقسم على نفسه،هذه الجلسة أفصحت ،أن الاطار التنسيقي مخترق، وكل جماعة فيه (تغني على ليلاها)، ولاتخضع لأي طرف أو شخصية،ويؤكد ماحدث أن الإطار مهلهل وفضفاض، ولايستطيع قيادة نفسه، فكيف يقود مجلس نواب، لمكونات عراقية لاتتفق معه في الرؤية والهدف والايدولوجية، ولايجمعها معه إلاّ قاعة البرلمان، وهذه طامة كبرى، يصرُّ عليها الإطار، في إستمرار فشل وتعطيل البرلمان وتشريعاته حتى الانتخابات القادمة ، لغايات وأهداف تخدم الإطار ولاتخدم العراق،بل تزيد من معاناة أهله، وتزيد من الفوضى السياسية ،أكثر مما هو فيها،نعم إصرار الإطار التنسيقي ،على إفراغ البرلمان من محتواه القانوني ،كجهة تشريعية فاعلة، وتحوّله الى برلمان خاضع وتابع لقرارات ورغبات الإطار التنسيقي،فإقصاء (الشعلان) كان فضيحة يرتكبها مَن أخرج (بطاقة الإجتثاث الحمراء)،كما أشهرها من قبل ،في وجه الحلبوسي ونجم الجبوري محافظ نينوى وغيرهما كثر،في وقت كان الشعلان لثلاث دورات برلمانية نائباً فاعلاً في البرلمان ،بل ومقرباً جداً من بعض زعماء الإطار ،فما حدا مما بدا،أكيد جاءت الإشارة من الخارج ، لإقصاء الشعلان، وخلط الأوراق وتعطيل عمل البرلمان ، الى يوم الإنتخابات المقبلة في نيسان القادم،أن التدخل الخارجي،في عمل البرلمان، لايصبّ في مصلحة حتى الإطار التنسيقي، الذي يشهد انشقاقات واضحة وخلافات وصراعات،وغياب برنامج حكومي وبرلماني، خاصة في قضية إخراج الامريكان من العراق،والذي يصرُّ جزء من الإطار على تنفيذ عملية غلق القواعد العسكرية الامريكية والسفارة في بغداد،ويضغط بقوة هذا الطرف على رئيس الحكومة السوداني، لتنفيذ طلب طرد جميع الأمريكيين من العراق، ويسميّهم(المحتلين)، هذه إزدواجية الإطار التنسيقي، في التعامل مع قضية كبيرة جداً، لايمكن أن تتحقق في ظرف حرب غزة ،وتوجه المنطقة كلها الى الذهاب الى حرب عالمية ثالثة، بعد دخول الفصائل الولائية في العراق، واليمن ولبنان وسوريا، في حرب غزة ضد الكيان الصهيوني، وقصفهم اليومي لمدن اسرائيل، وإقتراب المواجهة المباشرة بين أمريكا والفصائل في اليمن، تنذّر بحرب مفتوحة في المنطقة، خاصة بعد دخول بريطانيا الحرب بشكل مباشر في قصف مدن اليمن وباب المندب،مع أمريكا،لهذا نعتقد أن إخراج الامريكان (يجب) أنْ تحسب لتداعياتها الخطيرة جدا ،على مستقبل العراق، وإبعاده من دائرة الصراع والحرب الاقليمية في المنطقة ،وعدم السماح لجعله ساحة حرب مدمرة،كما يحصل الآن في غزة ،من تدمير وإبادة بشرية وحشية يقوم بها الجيش الاسرائيلي والامريكي ،ماجرى في البرلمان هو عمل متعمّد ومنظّم ،فما جرى في البرلمان هو يزيد الطين بلة ،في سعي الحكومة والبرلمان لإخراج القوات الأجنبية،ويقوّي الحجُج الأمريكية، بأن العراق غير مستقر سياسياً وأمنياً ،وهذا يحتاج تواجد أمريكي طويل الأمد،فما جرى في جلسة البرلمان ـيؤكد هذه الحجج الأمريكية ،ويعزّز رؤيتها في البقاء،نعم ماجرى هو مهزلة خطيرة على مصير العراق،في إبقائه بدائرة الفوضى الخلاقة ،التي تريدها أمريكا والدول الاقليمية لآمد طويل كي يبقى العراق ضعيفاً وعليلاً وممزقاً،حقيقة ماجرى تحت قبة البرلمان مهزلة سياسية بإمتياز..