ربما تأتي ( الديوانية ) من (ديوان ) 0 فأية مباهاة لديوان لا يؤسسه الجمال وهو يحتفي بالثقافة على انها ربيع مهرجان للمسرح ؟
أتكمن العبرة في اقامة هذا المهرجان ام في النجاح بإقامته على وفق ما يترك صداه الطيب في نفوس ضيوفه ؟
قدم مهرجان ربيع المسرح الثاني في الديوانية ما لا يدعو الى الربيع بكل معانيه حتى خيل الي انه الخريف بعينه
نزوع المهرجان لان يكون عربيا باشراك عرضين عربيين فيه كان سابقا لأوانه
لان البيئة التي اقيم فيها المهرجان تترك في اذهان الضيوف العرب معلومة تفيد بان العراقيين لازالوا يعيشون في القرون الوسطى لان غرف النوم في الفندق الذي اتخذ لسكن هؤلاء الضيوف كانت اشبه بردهات مستشفى تتكاثر فيها اسرة النوم وتصطف بانتظام دون خدمات تتعلق بأجهزة الاتصال وتكامل الخدمة في دورات المياه مع امكانية العثور على سكن ارقى لولا قصر اليد كما اظن وهذا ما دفع كما اظن ادارة الفندق بمطالبة اثنين من الفنانين قدما من محافظة قريبة بدفع اجور السكن للأيام اللاحقة بعد ضيافة لليلة واحدة ما دعاهم الى مغادرة المهرجان
وامتازت القاعات التي احتضنت عروض المهرجان بحاجتها الماسة الى الترميم لكونها متداعية والى اعادة تأثيثها وافراغها من الشوائب التي برزت ككراس محطمة وتزويدها بخدمات التهوية والتبريد والعناية بملحقاتها المتعلقة بدورات المياه بعد تنظيفها من قذارتها0 اما عن مستلزماتها الفنية فقد تولى الكادر الفني لدائرة السينما والمسرح وما جاء به من اجهزة انجاح المهمة المتعلقة بخدمات الصوت والاضاءة وما تتطلبه سينوغرافيا العروض
التباعد بين الامكنة ( الفندق ، قاعات العروض المسرحية ، مقر انعقاد الجلسات النقدية ) يوجب التنقل بوسائط لم يتم تأمينها ما استدعى استخدام التاكسيات او التخلف عن متابعة الفعاليات لمن لا يملك وسيلة نقل من الضيوف0 وهذا ما اخل باستجابة المعنيين لحضور الجلسات النقدية المنعقدة في وقت ميت ومكان ناء
لست جازما بانعقاد كل الجلسات لان العديد ممن رشحوا كمعقبين لها لم يسجلوا حضورهم في المهرجان والبدائل عنهم لم يكونوا على مستوى وقد يتخلف بعض المكلفين بالتعقيب عن حضور الجلسة النقدية وان ثمة مراقب صارم على القراءات النقدية يستخدم سلطته كمنظم للجلسات بتعنيف المعقبين بسبب قراءاتهم غير الموائمة لقواعد أكاديمية يلتزم بها ناهيك عن انه اقر جائزة النقد لعمل خارج منطقة المنافسة احياء منه لذكرى كيان ميت اسمه رابطة نقاد المسرح لا لشيء الا لأنه عضو فيه
وبعد00كيف لنا ان نقيم مهرجانا لن نتسيد فيه على وفق تفوق في التنظيم والانجاز الفني بما يثير الاعجاب لدى المشاركين فيه كي يدفعهم الى المشاركة في دوراته اللاحقة ؟00
على نقابة الفنانين في الديوانية اذن التفكير بتهيئة الارضية المناسبة لإقامة مهرجان ربيع المسرح العربي بالتعاون مع السلطات المحلية لتأسيس بيئة قوامها قاعات للعروض المسرحية تزهو بمعمارها وما يتوفر فيها من تقنيات وانتاج عروض مسرحية لا تخل بالإبداع ما يجعلها على تنافس حقيقي مع العروض المسرحية الوافدة كعرض المسرحية التونسية ( التفاف ) الذي جاء بعد عرض (العوادة ) بعقد من الزمن وقد اثبت العرضان براعة التونسيين في الاداء المسرحي بما يحيل الممثلين الى سحرة
تحية لمبدعي الديوانية 00منعم سعيد وسعد هدابي وفائز ميران وهم يقدمون منجزاتهم في بيئة بائسة ولمن تورط بالتعامل مع هذه البيئة ممن قدموا عروضهم المسرحية الوافدة ضمن هذا المهرجان ( مهرجان ربيع المسرح العربي)
واني لأعجب كيف لدائرة السينما والمسرح ان تتعاون في اقامة هذا المهرجان مع عدم توفر سبل انجاحه ومع ان في محافظات اخرى قد تتوفر ظروف افضل0
هل فكرت هذه الدائرة بتقديم العرضين العربيين في بيئة افضل نظرا لجديتهما وما يتوفر في ثنايا عرضيهما جوانب من ابداع ؟ والاهم تصحيح ما في اذهان ضيوفنا العرب عبر التطلع الى المشرق في مسيرتنا المسرحية