مهرجان بغداد السينمائي.. حين تتحول السينما إلى علامة على تعافي وطن

مهرجان بغداد السينمائي.. حين تتحول السينما إلى علامة على تعافي وطن

في أجواء استثنائية، تشهد العاصمة العراقية بغداد انطلاق  مهرجان بغداد السينمائي وسط حضور جماهيري وفني متنوع ، محلي ودولي، ليعيد إلى الأذهان صورة المدينة التي لطالما ارتبط  اسمها بالثقافة والفنون.

المشهد لا يقتصر على عروض الأفلام أو جلسات النقاش فحسب بل يتجاوز ذلك ليصبح رسالة أمل تقول للعالم: إن بغداد عادت لتصنع الفرح  وإن العراق يكتب فصلاً جديداً من تاريخه هذا الحدث لا يقرأ بوصفه  مجرد عرض للأفلام، بل هو إعلان حي عن تعافي وطن يستعيد ثقته بنفسه عبر الفنون والثقافة

السينما ذاكرة الشعوب ومرآة الواقع

تاريخ السينما في العراق ليس وليد اللحظة، فمنذ منتصف القرن الماضي، كان للعراقيين  تجاربهم السينمائية التي وثقت تحولات المجتمع وأحلامهورغم ما مربه البلد من عقود عصيبة أثرت على الإنتاج الثقافي والفني، فإن الروحالسينمائية لم تنطفئ

عودة المهرجان اليوم تعني أن تلك الروح استعادت أنفاسها، وأن الفن السابع بات قادراً على أن يلعب دوره من جديد كذاكرة للشعوب ومرآة لواقعها

كثرة المهرجانات دليل عافية

في السنوات الأخيرة، شهد العراق ازدياداً ملحوظاً في عدد المهرجانات الفنيه والثقافية ، من بغداد إلى البصرة وأربيل وكربلاءهذه الظاهرة ليست حدثاً عابراً، بل مؤشر على أن المجتمع بدأ يستعيد ثقته بنفسه وأن الفضاء العام أصح  أكثر استعداداً لاحتضان الفنون

إن كثرة المهرجانات هي انعكاس مباشر لحالة تعافي وطن بدأ يتجاوز محنته ويؤكد ان الثقافة  هي أداة من أدوات النهوض وبناء المستقبل.

الفن كقوة ناعمة

بينما ارتبط اسم العراق لسنوات طويلة في الإعلام العالمي بأخبار الازمات والحروب ، تأتي المهرجانات لتمنح البلد قوة ناعمة جديدة، تبرز وجهه الحضاري والانساني فاستضافة سينمائيين من دول عدة، وفتح أبواب الحوار الثقافي يعيد وضع بغداد على خريطة المهرجانات العربية والعالميةوهكذا، يصبح الفن أداة دبلوماسية، ورسالة تقول إن العراق ليس فقط أرضاً للنفط والتاريخ، بل ايضاً فضاءً للفكر والإبداع

شهادات من الداخل

الفنانون المشاركون، يؤكدون أن هذا المهرجان يفتح لهم نافذة على جمهورهم المحلي  ويمنحهم فرصة للتواصل مع العالم.

النقاد، يعتبرون أن انتظام هذه التظاهرات هو السبيل لإعادة بناء صناعة سينمائية عراقية قادرة على المنافسة.

أما الجمهور، فقد وجد في المهرجان متنفساً واحتفالاً بالحياة، حيث تحولت قاعات العرض إلى مساحات للبهجة والأمل.

خاتمة

حين يرفع الستار في بغداد وتعرض الأفلام أمام جمهور متعطش،فإن المشهد لا يروي فقط حكاية سينمائية، بل يروي قصة وطن يتعافى إن مهرجان بغداد السينمائي ومعه كثرة المهرجانات الثقافية  في ربوع العراق، يمثلان شهادة بأن هذا البلد قادر على النهوض من جديد وأن الفن يمكن أن يكون جسر العبور نحو الغد

بكل بساطة، ما يحدث اليوم في بغداد هو أكثر من مهرجان… انه علامة على تعافي وطن

إقامة مهرجان بغداد السينمائي ليس مجرد حدث ثقافي عابر، بل هي رسالة سياسية وحضارية تقول إن العراق بنهض ويستعيد مكانته وان كثرة المهرجانات في بغداد هي بمثابة براهين حية على إن الوطن يرتقي  وأن الفن هو لغة الحياة التي تتغلب على ركام الحرب.

أحدث المقالات

أحدث المقالات