إن صناعة الحياة، وبث فيها الروح التي تحمل أفكار هادفة وقيم ومبادئ سامية، لتحدد مسارات متنوعة تسلكها المجتمعات البشرية، سواء كانت تستوطن قمم الجبال أو ضفاف الأنهار أو حتى التي ترتحل عبر الصحاري، كل هذه الصور الإنسانية كانت تقلق صناع السينما في العالم منذ عشرات الأعوام؛ إلا ان الإيطالي جوزيبي فولبي استطاع أن ينظم أول وأقدم مهرجان سينمائي على وجه الكرة الأرضية في مدينة فينيسيا الإيطالية عام 1932 واسماه مهرجان الفلم الدولي.
ومنذ ذلك التاريخ وإلى اليوم، نظمت العشرات من المهرجانات السينمائية حول العالم، لتخلق ساحة واسعة وفضفاضة في بعض الأحيان، لصناع السينما بمختلف مسمياتهم، للتنافس في صناعة فلم ما يترك بصمة مؤثرة لدى المجتمع، ويرفع مؤشر صالات العرض السينمائية إلى الأعلى، بعدد المرات التي يعرض فيها.
أما مهرجانات السينما في أرض السواد “العراق”، فهي ليست بالشحيحة عكس ما تفتقر له العاصمة بغداد ومحافظات البلاد من دور عرض سينمائية، تليق بالإرث السينمائي العراقي.
وفي صعقة كهربائية أخرى، لإفاقة بكرة الفلم السينمائي في العراق، وإعادتها للدوران في دور العرض الشحيحة، أقدمت مجموعة قنوات كربلاء الفضائية العراقية، لتبني إقامت مهرجان للأفلام السينمائية في مدينة كربلاء، أسمته مهرجان النهج السينمائي الدولي في العام 2015.
وعملت الجهة المنظمة للنهج السينمائي على أن يكون هذا المهرجان الدولي كامل الدسم السينمائي، من خلال استقبال مشاركات مختلفة، تنوعت من الروائية والوثائقية والإنيميشن ومسابقة النصوص السينمائية، حيث استقبلت إدارة المهرجان في الدورة الخامسة له هذا العام، 2950 مشاركة من 120 دولة حول العالم، ليدخل 53 عمل سيمائي مضمار المنافسة على نيل المراتب الأولى في المهرجان.
ووقف على البساط الأحمر للنهج السينمائي خلال دوراته الخمس، العديد من الفنانين والمنتجين والصحافيين والمخرجين السينمائيين، أمثال الفنان المصري محمود الجندي، والفنان السوري زهير رمضان، والفنانة الإماراتية هدى الخطيب، والفنانة الإيرانية فاريبا كوثري، والصحافية الايطالية لورا سلفيا، والصحفي الياباني وتاي تاكا هيرا، ومحمود الجمني مدير مهرجان الفلم العربي القصير في قابس التونسية، وغيرهم الكثير من السينمائيين والنقاد والصحافيين.
تدور كل هذه المحاولات الإنسانية في العالم، من أجل بناء الإنسان وتقويمه وحثه على العمل والإبداع وتطوير العلوم وازدهار الشعوب والقضاء أو الحد من بعض السلوكيات أو النظم الشريرة، التي تشيع الفوضى والتناحر والتميز العنصري أو الطائفي أو الطبقي بين أبناء البشر.