27 ديسمبر، 2024 6:53 ص

مهرجان المربد الفاشل و أدباء الفيسبوك

مهرجان المربد الفاشل و أدباء الفيسبوك

كان أخر مهرجان للمربد في العراق له قيمة أدبية و حضور أدباء – حقيقيين- في سبعينات القرن الماضي – – و بعدها تحوّل هذا المهرجان الى مظاهرة لتمجيد الصنم المقبور و نظام البعثيين الفاشستيين و الترويج الرخيص لأفكارهم و التطبيل لحروبهم العبثية التي دمّرت البلاد و أنهكت العباد في بداية الثامنينات حتى سقوط الصنم المقبور عام 2003 حيث سخّر الصنم و زبانيته أموال الشعب العراقي الصابر المبتلى لتمجيد الطاغية و التسويق لنظامه حيث كان ينفق على هكذا مهرجان تافه بكل سخاء و غباء حيث كان عدد المدعويين بالألاف و تصرف لهم مخصصات 400 $ كل يوم طيلة أيام المهرجان و تحجز لهم أجنحة في كل الفنادق الراقية في العراق الى درجة كانوا يدعون حتى أصحاب ( الأكشاك ) الذين يمتهنون بيع الصحف و المجلات و ليس لهم أية علاقة لا بالشعر و لا بالأدب لا من قريب و لا من بعيد – – أمّا أبواق النظام المقبور فكانت لهم صولات و جولات في أيام المربد و كونّوا علاقات أدبية و في النشر في طول و عرض الوطن العربي و سوّقوا أنفسهم ك أدباء و شعراء حقيقيين بينما الحقيقة انّ مواهبهم أقرب الى القاع بل وصل الأمر بهم الى تكوين علاقات جنسية و عاطفية مع الضيوف و هذا كله بعلم و مباركة نظام الصنم المقبور – – و لا تختلف الحالة كثيرا ألان بعد التغيير منذ 2003 الى لحظة كتابة هذا المقال فقد ظهر على السطح جيل ممن تمسحوا بأدباء النظام المقبور و كوّنوا أسماءهم و تسنموا مناصب لا يستحقون حرفا واحدا منها و أصبح هؤلاء الغوغاء أسوأ خلف لأسوء سلف و أصبحوا يتزعون مهرجان المربد و يتحكمون بتوجيه الدعوات الى الأدباء سواءا داخل او خارج العراق من العراقيين و العرب – – امّا الكيفية التي يتمّ بها أنتقاء أسماء المدعويين فهي طريقة لم يصل لها و لم يفكر بها حتى من وضع سيناريوهات الكارتون ( توم و جيري ) فهم يوجهون دعوات لأصدقائهم في صفحات الفيسبوك ممن يطري و يعلّق على منشوراتهم السخيفة و التي ليس لها أية علاقة بالأبداع مطلقا لكن يحصلون على تعليقات بالمئات على كتابات اقل ما يقال عنها تافهة و بلا قيمة – – و هكذا يتمّ دعوة أدباء الفيسبوك الى مهرجان المربد الشعري بهذا الطريقة المخجلة و الا أخلاقية – – و بهذه الطريقة تم تشويه صورة البلد الذي كان يتباهى في سبعينات القرن الماضي بمثل هكذا مهرجان بغياب تام للسلطة و لمحافظ البصرة و دوره الرقابي على هؤلاء الأمعات الذين يتحدثون بأسم العراق العريق تأريخا و حضارة و أدبا و شعرا – – لديّ صديق أتحفظ عن ذكر أسمه كلما بنشر مدونة او منشور في صفحته تنهال عليه التعليقات و هي عبارة عن مجاملات رخيصة مثلا : دراسة ممتازة – – مجهود تنظيري رائع – – ألخ و حدث ذات يوم ان طلب رأيي بما كتب فقمت بمحاولة فتح الرابط في صفحته في الفيسبوك فلم يفتح بالمطلق فقلت له أنّ الرابط لا يفتح فتعجب فحاول فتحه لكن دون جدوى فلم يفتح مطلقا – – عندها أستغرب فقال لي كيف يطري عليّ هؤلاء عن دراسة لم يقرأوا حرفا واحدا منها ؟!! ثمّ قلت له تأكد من بقية الدراسات التي في صفحتك و التي تمّ التعليق عليها من قبل هؤلاء و هكذا ذهب الى بقية الدراسات و اذا بالمفاجأة و لا رابط منها يفتح بالمطلق – – و ذات المعلقين يكتبون له : دراسة راقية و أسلوب متين و لديك رؤيا نقدية دقيقة – – و لكن الحقيقة انّ جميع هذه الروابط لا تفتح بالمطلق و لم يقرأوا حرفا منها !!! هل تعرفون من هم المعلقون عليها ؟ أوّلهم مسؤولون مهرجان المربد و ثانيهم ضيوف المربد و ثالثهم من يضعون أ -د أمام أسمائهم و غالبتهم أساتذة جامعات ورابعهم نقاد كبار و لهم أسماؤهم في عالم النقد – – عندها قال صاحبي : هذه مهزلة و مسخرة و لن أحترم أيّ منهم بعد الآن !!! نعم هي مهزلة و مسخرة و هؤلاء الذين قاموا بهذه المسخرة أصبحوا مسوؤلين يوجهون دعوات الى المدعوين لحضور مهرجان المربد – – و من هم المدعوون ؟ في الحقيقة هم أصدقاؤهم في صفحات التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك – – بهذه الطريقة الفجة يتمّ إدارة مهرجان عريق في العراق الجديد ك مهرجان المربد البصري – – و لا أعرف أيّهما أكثر سوءا العهد القديم حيث الصنم و زبانيته ام العهد الجديد و أبطاله من الفيسبوكيين ؟ لكنّي أقول قول الشاعر : بليت بأعور فعدلت عنه – – فكيف و قد بليت بأعورين ؟