19 ديسمبر، 2024 8:53 ص

مهرجان المربد الشعري ثمة الكثير من المراجعة!!

مهرجان المربد الشعري ثمة الكثير من المراجعة!!

لا أريد أن أضع حكما جاهزا على مهرجان المربد الشعري، ولا حتى التماهي مع التصورات العمومية التي لها أحكامها الجاهزة على كل المشهد الثقافي العراقي، لكني أود هنا أن أقرأ الاشياء في سياقها الواقعي، وفي ضوء كل التحديات التي تواجه حياتنا وتضع كل الاشياء التي نصنعها في حالة غير ناجزة بالكامل…

وإذا كان البعض يقول: إذا إتركوا الاشياء لحالها، واكتفوا بالفرجة، أو ضعوا أقداركم بيد السياسيين واصحاب الأكياس، وفكروا بطريقة أخرى للتعاطي مع احلامكم الثقافية..

من هنا لايمكن إعطاء صفة لأية فعالية ثقافية الاّ بكونها مغامرة، أو محاولة لمواجهة العتمة الثقافية بشيءٍ من الاضاءات التي قد تبدو للبعض غير كاملة، وهو مايحتاج للنقد والتقويم والمراجعة وليس للشتائم والرفض وفرض ارادة التعطيل..

تثير تبديات الواقع الثقافي العراقي حولها الكثير من الاسئلة الملتبسة، فبعضها يتعلق بسؤال الحرية، وهل استطاع الادباء ان يضعوا حريتهم في السياق الصحيح؟ وبعضها الاخر يتعلق بطبيعة المؤسسات الثقافية، والتي لها علاقة مركزية بالمهرجانات والمؤتمرات منذ ان عرفنا يوميات المربد والى اليوم، فهي الجهة التمويلية الكبيرة، وحيث أن المؤسسات المدنية لاتملك قدرات مالية كافية، فإن اللجوء للمؤسسة الرسمية قد يعيدنا الى العلة القدمة، والى شروط مايمكن أن تفرضه..

مهرجان المربد هذه السنة قد لايختلف كثيرا عن السنوات الماضية، فهو مهرجان جماهيري للشعر والنقد، وليس فعالية مهنية لها توصيفها وهوية عملها المحددة، وهذا بطبيعة الحال ينعكس كثيرا على طبيعة الحضور، وعلى امكانية تأمين ظروف مناسبة لابراز المهرجان في صورته المقبولة، وامكانية تجاوز الأخطاء الادارية والتنظيمة التي يقع فيها..

هذه الاخطاء للأسف تكررت كثيرا، رغم الحديث عنها طويلا، لاسيما في التعاطي مع إسكان الضيوف العرب وبعض موظفي الوزارة، والذين تُخصص لهم فنادق خاصة، مقابل اسكان الاخرين في فنادق اخرى، وهذا بطبيعة الحال يُفقد المهرجان عنصر التفاعل والتعرّف والمشاركة، فضلا عن الارباكات التي تتعلق بتأمين الخدمات اللوجستية للمشاركين على مستوى النقل والطعام، أو على مستوى تنظيم الفعاليات في أماكن تتناسب وأهمية المهرجان ورمزيته، فضلا عن تكرار المشكلة القديمة والتي تتعلق بمشاركة الادباء العراقيين في المهرجان وتحديد اعدادهم، لأن امكانات مدينة البصرة لاتتحمل استيعاب الكثيرين، وهو مابات موضوعا للغط البعض ممن يتم الاعتذار عن دعوتهم، وهو مايثير شكوكهم حول جدوى مثل هذه المهرجانات، واتهام الجهات التنظيمية بالاخوانيات وغيرها، رغم أن واقع الامر ليس بهذا التبسيط، لأن مايجري يواجه الكثير من التعقيدات، ومنها ضعف دعم المحافظات للبرامج الثقافية، وعدم وجود بني تحتية مناسبة لتنظيم مثل هذه البرامج..

أحدث المقالات

أحدث المقالات