22 نوفمبر، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

مهرجانات وزارة الثقافة .. واقع الحال

مهرجانات وزارة الثقافة .. واقع الحال

بديهة لا يختلف بشأنها اثنان ان المهرجانات والاحتفاليات والمعارض وغيرها من الاستعراضات التي تقام امام الملأ تكون حصيلة ازدهار ذلك الحقل الذي يحتفى به .ولكننا للاسف نخادع انفسنا باقامة فعاليات كان من الاجدى توفير تكاليفها للحقل المحتفى به والذي يعيش حالة من البؤس . مثلا نحن نقيم مهرجانا للطفولة ونصورها باسعد حال والقائمون على المهرجان أدرى بالوضع المزري الذي يعيشه اطفالنا . ونقيم مهرجانا للفن ولو اطلع احد على واقع الفن والفنان العراقي لرأى الوضع الماساوي الذي يعيشانه . و نقيم معرضا للكتاب ونحن نعلم ان دار الشؤون الثقافية على سعة حجمها تطبع سنويا اقل مما تطبعه اصغر دار طباعة في سوريا او لبنان او مصر وغيرها . في العام الماضي حضرت المهرجان الذي اقيم بمناسبة عيد السينما العراقية . المهرجان اقيم في سينما سميراميس، اجرة شَغل السينما لذلك اليوم تبرع بها صاحب السينما وكان الحضور يسبحون بالعرق بسبب الجو الخانق .عرض فيلم عن تاريخ السينما العراقية بلا صوت ولاصورة …!!! وتوالت كلمات المسؤولين رجال الكلام ، والغريب في الامر اتت كلماتهم متناقضة ، ( مسؤول سينمائي.. !! ) اخذ يتحدث عن المعجزات التي اجترحتها السينما العراقية بالوقت الحاضر بالرغم من ضعف الامكانات ثم اعتلى المنصة الاستاذ جابر الجابري الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة سابقا وقال بمنتهى الصراحة ( اذا ظل الحال كما هو عليه من اهمال وتهميش للسينما وعدم دعمها ماديا من قبل الدولة فلن تكون هناك سينما عراقية حتى لو بعد مئة سنة ) . قبل ايام رأيت في التلفزيون فعاليات مهرجان للطفولة عرض خلالها مسرح الدمى وتحدثت مسؤولة عن مدى امكانية هذا المسرح في ادخال البهجة الى نفوس الاطفال في المدارس وتقبلهم المعلومة والتوجيهات والارشاد وتمنت ان تعمم التجربة على كافة مدارس الاطفال .اقول تمنت ليس الا . ترى اما كان من الاجدى بالجهات المعنية التحرك فعلا والاتصال بادارات المدارس لاقامة ورش للدمى والعمل على اتمام التجربة ونجاحها . بلدنا بلد غاية في الثراء وشعبنا اذا ما نال حقه المشروع في الحياة الكريمة يستطيع ان يجترح المعجزات ويقدم للعالم في مجالات العلوم والفنون والاداب كافة مايذهله. فالعقل العراقي اذا ما لقي الاهتمام الذي يليق بقدراته اجزم ُانه يتفوق على أدهى العقول . ولكن السياسة واكاذيبها والاعيبها قتلت كل ما فيه من نقاء وقدرات. ترى الى متى نظل نكذب ونصطنع لانفسنا انتصارات لااساس لها.؟ لم لانتصارح ونشير بالفم الملآن الى عللنا ونعمل على معالجتها . ام نظل نقيم المهرجانات البائسة والاحتفالات وغيرها وحالما تنتهي ايامها نفيق من وهمنا لنعود الى بؤس الحال .

أحدث المقالات