23 ديسمبر، 2024 11:13 ص

مهد الحضارة.. قصة موت بطيء

مهد الحضارة.. قصة موت بطيء

من هي أور,؟ وهل تم استغلالها بالصورة الصحيحة,؟ هل تم التعرف على ثرواتها,؟ حكومات تتابعت في حكم هذا البلد, مركزية ومحلية, ولكن للأسف,! لم تتمكن هذه الحكومات من معرفة الثروة التي بين يديها, أور هي عاصمة الدولة السومرية, المدينة التي أطلقت للعالم أهم اكتشاف للإنسان, على وجه البسيطة ألا وهو الكتابة!!, الدولة التي وضعت أول قانون عرفته البشرية, وهو قانون اورنموا, الدولة التي وصل التطور بها إلى أوجه آن ذاك.
لا يمكن إحصاء ما توصل أليه الإنسان السومري, في عصر فجر السلالات,  وما قبله وبعده, حيث سبق الفراعنة بأعوام عديدة, الكثير من الدول اليوم تعتبر السياحة فيها رأس مال, يدر للدولة أرباحا تضاف إلى إرباحها, وتعتبر جانب مهم في تبادل العملة, والنهوض بواقع البلد, ورسم صورة عن حضارته, وجلب السياح من مختلف دول العالم.
وتنشيط طابع السياحة والسفر منه واليه, وخصوصا أذا كان هذا المكان مقدس, لدى ديانة معينة, ألا وهي المسيحية!, حيث يعتبر مهد إبراهيم الخليل, وبيته في أور الناصرية, إذ سيكون له جانب الحج في كل عام, أسوة بحج المسلمين, لبيت الل.. الحرام، ولكن هذا الأمر, يحتاج إلى اهتمام الدولة, والمحافظة على أثارها, وتهيئة الأماكن المناسبة للسياح, ورسم خريطة تستهوي السائحين, لشد الرحال لهذه المناطق.
لاسيما ان أكثر المناطق لم تنقب بعد, حيث إن المكتشف من الآثار, في مدينة الناصرية وما حولها,ارض بلاد سومر القديمة, جزء قليل جدا جدا,! وعليهم أعطاء أهمية لهذا الجانب, أسوة بالجوانب الحيوية للبلد, كالنفط أو غيرها, إذ هي لا تقل شئنا عنه, لا بل مدعاة فخر واعتزاز لهذا البلد, ومحفز ودافع له, لاستنهاض قدرات أبنائه, وتذكيرهم بما وصل إليه آبائهم, وسابقيهم على هذه الأرض, من التطور والأعمار, الذي بقى عالقا على مدى قرون.
لكن أين السبيل لذلك,؟ وابن هذا البلد يدخل جانب التعليم, وينهيه وهو لم يصادف معلومة كافية تخبره, عن سومر وحضارتها,! بل راحت تخط مناهجنا, سطورها بالثقافات الكونفوشيوسية الصينية,!! والسقراطية الأثينية,!! متناسين كلكامش وملحمته,!! وحمورابي ومسلته، وكوديا وقصيدته،؟ هل يعرف شبيبتنا, من هي أور,؟.وما هي زقورتها, ان الحفاظ على تراث هذا البلد, واجب شرعي كما نادت به مرجعيتنا, وهو عرفي اجتماعي كما نادت به عاداتنا وتقاليدنا, إذا كل شخص مسؤول عن كل شبر فيها!!, في وجدانه وضميره.
قبل كل شيء, وهو دعوةٌ لحكومتنا, أن تولي أهمية خاصة وعناية شديدة بهذا الجانب, لا سيما وان آثار هذا البلد تملئ المتاحف العالمية,أما متاحفنا ستدثر من كثرة الغبار الذي بات يعلوها,
هل ستنفض أور غبار السنين عنها,؟ أم ستبقى تعاصر الم الرحيل.؟