23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

مهدي كروبي وحسـين موســوي … وعمـار الحكيـم ومقـتـداه…

مهدي كروبي وحسـين موســوي … وعمـار الحكيـم ومقـتـداه…

إعترض كلا من الشيخ مهدي كروبي ومير حسين موسوي على نتائج الإنتخابات عام 2009 التي فاز بها الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد ، ودعا أنصارهما للنزول الى الشارع والتظاهر للمطالبة بإلغاء نتائج الإنتخابات وإعادتها تحت ذريعة التزوير ، كان هذان المرشحين يتلقيان دعما من الخارج وخططا لتخريب النظام السياسي في ايران بمساعدة دول معروفة بعدائها للجمهورية الأسلامية.

نعتقد أن أحد أهم أسباب فوز أو خسارة الحزب ورئيسه ومرشحيه في الإنتخابات هو خطابه السياسيي الموجه للجمهور والواقعية التي يمتاز بها عن غيره ..أي كلما كان خطابه قريبا من مطالب الجمهور ومزاجاتهم ومشاعرهم وتطلعاتهم وكلما كان واقعيا بعيدا المبالغة ، كان جديرا و قريبا من الفوز على أقرانه وغرمائه ومنافسيه ، والعكس صحيحا.

وهذا ما قام به السيد نوري المالكي في الإنتخابات الأخيرة فجاء خطابه واقعيا ومنسجما تماما مع تطلعات الشعب في الوسط والجنوب الى درجة عالية ، والأمثلة كثيرة على ذلك ، بعكس خطابات السيدين عمار الحكيم ومقتدى الصدر اللذين لم يلتفتا الى ذلك فابتعدا عن تطلعات الشعب وجاءت أغلب كلمات السيد عمار الحكيم بأفكار طوباوية خيالية وبنبرة قديمة وطويلة مملة وكلمات مكررة ومشاريع ومبادرات لا أساس لها على أرض الواقع ، أما خطابات السيد مقتدى الصدر فأغلبها سُباب وشتائم لأتباعه قبل أغلبية الشعب فكانت فارغة لا معنى لها في عالم السياسة ، وهذا كان سببا في خسارتهم وكأنهما يروجان لأجندة خارجية يريدون فرضها على الشعب دون مراعاة تطلعاته..! وعلى سبيل المثال لنأخذ الموقف من محاربة الأرهاب في الأنبار والفلوجة ، يقف السيد المالكي بشجاعة محاربا يصد هجمات هؤلاء المارقين القتلة لحماية العراق ومقدساته وهذا مايريده الشعب في الوسط والجنوب لأنهم يرونه يحارب الخطر الذي يهدد وجودهم.

أما السيدين عمار الحكيم ومقتدى وزعماء تياراهما مثل باقر صولاغ وعادل عبد المهدي وأمير الكناني وبهاء الأعرجي وغيرهم قدموا لأبناء الوسط والجنوب صورة مقلوبة تماما لهذه الحرب ويصفونها أنها حرب موجهة ضد السنة في العراق وهذا خطاب غريب جدا ومزعج للأمة الشيعية ليس في العراق بل في كل دول المنطقة….هذا مثال واحد على الخطاب السياسي ناهيك عن المسائل الأخرى مثل الموقف من الكرد وتركيا والسعودية وغيرها ….

يبدو أن نتائج الإنتخابات العراقية الأخيرة ستأتي بأغلبية للسيد نوري المالكي وهذا ما لا يقبل به خصومه السيدين عمار الحكيم ومقتدى الصدر وحلفائهما مثل أسامة النجيفي وأياد علاوي والدول الداعمة لهم

تركيا والسعودية ، ولهذا سيعملون جميعا على الطعن بنزاهة الإنتخابات ومصداقية نتائجها وتحريض أتباعهما للنزول الى الشارع وبدعم من أحد رجال الدين الذي أقحمه السيد عمار الحكيم في هذه الأزمة فزج نفسه في أتون السياسة حيث صرح قبل الإنتخابات قائلا: (( اذا بقي المالكي في السلطة فسوف أنزل للشارع بنفسي…. )). هذا الموقف يذكرنا بموقف مهدي كروبي ومير حسين موسوي في ايران عام 2009 ورفضهما لنتائج الإنتخابات فأدخلا السجن بتهمة الخيانة العظمى ، هذا الموقف في غاية الخطورة اذا ما تبنياه السيدان عمار الحكيم ومقتدى الصدر فسوف يُتهمان من شيعة العراق قبل الحكومة بالخيانة العظمى لأنهما ينفذان بهذه الطريقة أجندة خارجية تكن العداء للشيعة في دول المنطقة.

*[email protected]