ربما هي أقدار العراقيين أو مصائرهم التي لا مناص من الخوض فيها وإتيان منابعها بشيء من الجد والحذر ، حيث نُبتلى على مدى التاريخ بحكم الزعاطيط وسلوكياتهم الرعناء ، فمن حكم الملك الموُصى عليه ، لرعونة عداوي وقصاوي أكل الخنازير ، لحمودي المالكي مفتعل الخوارق وألامجاد على طريقة أفلام الكرتون وربما العاب الاتاري حتى انتهى بناء المطاف عند مهدي طيارة .
ولا عجب بعد ما ذكرناه حينما يستفحل علينا هؤلاء الشرذمة من المعاقيين فكريا وعقليا وسلوكيا ويصبحون ويمسون وهم الامرون الناهون في حياتنا التي اكتضت سنواتها العجاف بمآسيهم .
فمهدي طيارة ودون شك يعيش حياةً مرّفهه في ظل وزارة والده ومنصبه الذي ما كان يخطر له على بال ولو في أسمى وأحلى لحظات حلمه وتأمله ، وفي أيام عجاف يغرق فيها الشعب ببحر من دماء الفرقة والتمزق والمؤمرات والقتل والإرهاب ، يعيث طيارة في المتعة والرفاهية في العواصم متنقلا من طائرة الى اخرى ومن عاصمة عربية الى أُخرى أوروبية يقيناً منه أن العراق أصبح طوع أمره وطائراته ومطاراته ومنتسبيها هم ملك له ولأبيه .
ولكن هيهات ثم هيهات يا طيارة ، فالعراقيون ما أحبوكم منذ أبغضوكم ، لأنكم مكشوفين ومفضوحين ولكم معنا نحن أهل العراق صولة كما كانت مع غيركم ممن عاشوا في وهم التسلط علينا والطغيان فينا .
[email protected]