يعزُّ علينا أن نرى الجيش العراقي بهذا المستوى بما جرى عليه في ما يعرف بـ( نكبة الموصل ) ذلك الجيش الذي كانت تُصرف عليه ثلث من موازنة العراق سنوياً .. تأخذ من أفواه الفقراء والمساكين وتُصرف على فِرق وألوية وأفواج يقودها مجموعة من القيادات المنخورة والخاوية والبالية في أداء واجباتها العسكرية ، وكان من بين هؤلاء القادة الفريق : مهدي الغرّاوي الذي كان يتمتع بمنصب ” قائد عمليات الموصل ” ويا للأسف أن هذا القائد أطل علينا مؤخراً من شاشة البغدادية في لقاء متعدد الحلقات .. ذلك اللقاء الذي شدَّ أنظار كل العراقيين ، وهو يروي لنا قصة سقوط الموصل بمنظره ( المخجل ) حيث اللحية الطويلة والملبس البائس .. وعينهُ مخصومة وكأن الشد العصبي السابع أصابها بسوء .. وفمهُ أيضاً ليس طبيعياً كما كان عليه من قبل .. ماهكذا كان مظهر وهيبة ( الفريق الركن مهدي الغرّاوي )
هل راجعت نفسك جيداً وبحثت عن هذه الأسباب التي جعلتك بهذا المستوى المتدني .. هل تذوقت طعم الذل جيداً .. هل شعرت بمظلومية الجندي الذي تتركونهُ وحيداً في سوح القتال بلا إسناد وبلا مأكل وبلا مشرب , بينما أنتم تعيشون في مقرّات محصّنة بالجدر الكونكريتية المحاطة بالحمايات الشخصية المجهّزة بأحدث الأسلحة ، والسيارات التي لايخترقها رصاص البنادق
ثم لايفوتني أن أشكل عليك فوق كل هذه الظروف التي مررت بها وأنت تسرد لنا قصة سقوط الموصل ، وهي مسألة ( التبليغات )
بلّغت عدنان الأسدي
بلّغت دولة رئيس الوزراء
بلّغت القائد س , و القائد ص .
بلّغت … بلّغت … بلّغت …
هذا كلّه مقبول عقلاً ومنطقاً
ولكن غير المقبول هو :
تبليغك لوكيل المرجعية الدينية الشيخ ( عبد المهدي الكربلائي ) فإن الشيخ لاعلاقة له بما جرى .. هل يستطيع الشيخ الكريم محاسبة من تعكزت على اخطائهم من قادة الجيش المتواطئين مع ماحدث في هذه القضية وهل يمتلك الشيخ السلطة لردع هؤلاء !؟
هل المرجعية الدينية ( البنتاگون ) حتى تستعين بها !؟
هذه أمور عسكرية والأمور العسكرية تحتاج الى قرارات سياسية يكون إرتباطها مباشرةً برئيس الوزراء ، اليس هو القائد العام للقوات المسلحة وبالتالي هو القائد المطلق والمباشر على جميع القادة وفي طليعتهم أنت ؟.
أعتقد أن الله قد عاقبك على ماإقترفته من ذنوب في كثير من القضايا سواء كانت تتعلق بالمال العام أو بحياة المدنيين .. وأقصد بالمدنيين ممن وقع عليهم الظلم بجريرة الإرهاب .. وإن الله ليس بظلام للعبيد ، وأنا لست متشفياً ولاشامتاً بما حلّ بك .. لكنّها عقوبة السماء التي مهما إستطاع المرء أن يتخلّص من القوانين الوضعية ، لكنّه لايستطيع أبداً الخلاص والإفلات من القوانين السماوية العادلة .. كما جاء في كتاب الله ” عز وجل ” في سورة الرحمن : (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان .. ) .
ختاماً :
أتمنا من كل مسؤول عسكرياً كان أو سياسياً ، أن يأخذ العبرة والموعظة من أحداث الموصل ويستفيد من هذه الكارثة التأريخية المؤسفة على العراق والمؤسسة العسكرية صاحبة التأريخ العظيم .