لاشك أن المرجعية الدينية في النجف الاشرف خط أحمر . ولايمكن ومن غير المقبول شعبيا وجماهيريا عند أبناء الطائفة التعرض ( السمج ) من قبل بعض المتصيدين بالماء العكر . فالمرجعية الرشيدة هي التي حفظت العراق وأبناء العراق على مختلف طوائفهم . وعاملت الجميع باحترام وعندها كل أبناء الوطن سواسية كأسنان المشط . وهي التي حفظت تراث الاسلام والمسلمين طيلة سنوات .
هي كعبة يحج اليها القاصي والداني من كل دول العالم وليس من العراق فقط !!
وهي منارة لكل المعارف وعلوم الدين ومدرسة للاجيال وفقهها متجدد في كل عام .
وأما مدينة النجف فهي أشهر من نار على علم التي يتواجد فيها المراجع العظام .
وأنت عندما تتوجه لزيارة السيد السيستاني حفظه الله ورعاه تمر في ( دربونة ) وسوف تجد بيت متواضع يؤمه أغلب ساسة العراق الكبار في ساعات المحن !!
من هذا البيت البسيط والمتواضع تخرج الحلول والافكار والنظريات العلمية الرصينة والفتاوى التي تنظم المجتمع العراقي وتحدد له طريق النور من الظلام .
لاتبخل المرجعية على أحد في النصيحة وهي عادلة مع الجميع . واتباع السيد السيستاني بالملايين . وهم مؤمنون ويثقون بايمان وخط المرجعية وماتمثله لهم من رمز حقيقي . دول كبرى وشخصيات سياسية على مستوى العالم تقف على باب المرجع السيد السيستاني . وهم عندما يمرون عبر الدربونة يلتفتون يمينا ويسارا فاغرين الفم متعجبين مذهولين وبعض الاحيان يقفون متسمرين وكأن على رؤوسهم الطير مما يشاهدوه من هذه البساطة . شخصية عظيمة وكبيرة مثل السيد السيستاني يسكن في دربونة وبيت متهالك في منطقة بعض مساكنها آيلة للسقوط . في هذا المكان البسيط يقبع أكبر مرجع لشيعة العالم . ومن هذا المكان ينبعث نور الايمان والطمأنينة والسكينة . تشعر وكأنك في مكان أمين دون أن تفكر ولو لحظة !!
أولا أن السيد السيستاني صمام الامان للجميع . وثانيا المرجعية تفرض موقفها عندما تصدى سماحة السيد السيستاني والذي اثبت بما لايدع مجالا للشك لكل المعاندين للاتفاقية الامنية ( كمثال ) بين الحكومة العراقية وقوات الاحتلال الامريكي واضعا فيتو على بقائها ومنهيا لأي امل في تفاوض قد يؤدي الى موقف وسطي يقبله الطرفان العراقي والامريكي . اية الله السيد السيستاني أثبت بما لايدع مجالا للشك انه الضامن الرئيس لأي انحراف في مسيرة القيادة السياسية العراقية . لانه المرجعية المتفق عليها والرؤية الشرعية المحترمة لدى المرجعيات السياسية والتي لايمكن تجاوز رأيها في حال قررت . وان المرجعية حافظت على البعدين الشرعي والقيمي من الانتهاك . ولكن واحدة مثل النائب مها الدوري تحاول شق الصف الشيعي في سابقة خطيرة لم يسلك احد قبلها مثل هذا الطريق الملتوي في عكس الحقائق وتغييب الصورة الحقيقية . وهذا سلوك سياسي منحرف بكل معنى الكلمة !!
لذا ندعوا السيد مقتدى الصدر ( لجم ) مها الدوري وايقافها عند حدها عندما تخرج على الفضائيات وهي تستخف بمقدسات وقيم المجتمع العراقي . عندما وصفت المرجعيات الشيعية بأوصاف ماانزل الله بها من سلطان . وهذا اسلوب المنحرفين والذين يكنون العداء للمرجعية وللشعب العراقي . ويمثل تهديد شديد للمنظومة الاخلاقية التي رسختها تضحيات المراجع الكرام في عقول ونفوس العراقيين . وان اساءة مها الدوري مهما تكون فهي تدل على أنها أما مريضة أو انها مدفوعة الاجر على التصريح بما لايليق ضد المراجع الذين لهم مكانة في قلوب كل العراقيين ودول العالم . لان تطاول النائبة مها الدوري بهذه الطريقة يعكس مدى ثقافتها الخالية من قواعد الادب والاحترام . وأن تصريحات اغلب نواب كتلة الاحرار هذه الايام في الفضائيات الصفراء يدل على منهج واحد الا وهو التغطية على فسادهم المالي والاداري في فضيحة البنك المركزي المتورطين فيها !!
وأن هذا ( الزعيق ) ماهو الا فشل ذريع في عدم تقديمهم أية خدمة للوطن والمواطن . وبدل أن يشكروا المرجعية الرشيدة على وجودهم في هذه المراكز الحساسة هذا اليوم تجدهم ينهجون منهج ( العفالقة البعثيين ) في كل مايقولون .
وعليهم أن يعلموا أن كل هذه التصريحات لن تثني الجماهير من الالتفاف حول المرجعية بل سيزيدهم قوة واصرار للتمسك بها . واقول اخيرا كما قال أحد النواب الى أن المرجعية الدينية اكبر من أن ترد على مثل هذه التفاهات .
واكرر طلبي للسيد مقتدى أن يضع حدا لكل ماتقوم به الدوري في كل لقاء تلفزيوني . واذا استمر الحال هكذا هذا يعني أما ان سيد مقتدى موافق على تصريحاتها ويجيزها التصريح بما تقول أو انه عاجز عن ايقافها لان الامر خارج عن ارادته .
والايام القادمة سوف تكشف للجميع ردود فعل سيد مقتدى سلبا أم ايجابا . لان هذا التطاول يعد خروجا عن خط المرجعية وانحرافا واضحا سوف لايمحى من ذاكرة المواطن حتى ولو بعد حين .