18 ديسمبر، 2024 7:13 م

مهازل البث المباشر

مهازل البث المباشر

عالم النت عالم كبير وجميل حينما يُستخدم بالطريقة العلمية والأدبية المفيدة لكل شريحة من شرائح مجتمعات هذا العالم من أقصاه الى أقصاه. كلما جلستُ أمام الشاشة وإمتطت أناملي لوحة الكتابة أشعر أنني أمتلك هذا العالم بكل زاوية من زواياه لا بل أشعر أنني مخلوق جاء من عالم آخر ليحط على كوكب ألأرض – لدي القابلية لمخاطبة الشاعرة شروق ألمرسومي بأي لحظة من لحظات الزمن وأستطيع أن أصل الى الشاعرة ميسرة هاشم في أي وقت من أوقات الليل والنهر لا بل أتحدى كل الحدود الفاصلة بين حدود العراق الجريح وجميع دول العالم وأتمكن من مخاطبة الكاتب العملاق ملهم الملائكة في أي دولة من دول العالم كان قد سافر إليها في تلك اللحظة . الغريب في ألأمر أنني أستطيع بضغطة زر أن أستمع الى كل خطابات رؤساء أمريكا منذ تأسيسها حتى هذه اللحظة وأستطيع أن أدرس كل ملابسات الحرب العالمية ألأولى والثانية بالصوت والصورة وحتى ألأسباب المباشرة وغير المباشرة لأسباب إحتلال الموصل ومن كان المسؤول عن هذا الحدث الكبير في حياة العراقيين وأستطيع أن أعرف السبب الشخصي الذي يجعل المفكر العراقي حسن العلوي أن يحمل في جيب – سترته- 8 آلاف دولار أينما يذهب ولا يسمح لأي أحد من ألاقتراب منها إلا بعد موته …وأشياء كثيرة جداً جداً معروفة للجميع. أليس هذا عالم جميل رائع ؟؟

لكن الشيء المزعج الذي إكتشفته أن هناك من يستخدمون هذا البحر الهائل في أشياء سخيفة تجعلني أحقد على كل من يحاول أن ينشر أشياء مزعجة لاتصب في أي هدف من أهداف جمال الكلمة والصورة على حدٍ سواء. من ألأشياء التي وصلت لي بالصدفة حالة الصبي المراهق من السعودية المدعو – أبو سن- في بثهِ المباشر وأنا أسميه البث الفاجر وهو يتحدث مع فتاة أمريكية لاتقل سقوطاً عنه إسمها – كريستينا- والغريب أن لغته ألانكليزية – صفر- وهو يحاول أن يشدها إليه ويمثل عليها دور المحب لها وهي لاتفهم مايقول لها إلا بشق ألأنفس . حاولت أن أصل الى نهاية أحدى حلقاته بَيْدَ أنني لم أستطع بسب القرف الذي تلبسني من قمة رأسي حتى أخمص قدماي. شعرت بوضاعة هذه الحالة وسو إستخدام الوقت وهذا التطور العلمي الرهيب بطريقة فاجرة مزعجة. كتب أحد الصحفيين البارزين من السعودية عن هذه الظاهرة حينما قال ” … “هذه القصة تشير إلى أزمة تربوية خطيرة، ولدت مع تفريخ هذه التطبيقات (تطبيقات التواصل الاجتماعي والبث المباشر)، وإتاحة المجال لكل من هبّ ودبّ للإبحار الحر في منصات التعبير، الصوتي والمرئي والنصي، وصارت هناك حسابات لأطفال، أطفال فعلا بسن السابعة والثامنة، ينشرون مقاطع، ويقلدون مثل أبو سن هذا مثلا، والأب والأم يضحكان ببلادة على هذا الهبل”. أتمنى أن تنتهي هذه الحالة يوماً ما لأنها تشكل فوضى للمجتمع وتدل على وضاعة من يستخدم هذه الطريقة .