23 ديسمبر، 2024 6:01 ص

مهاجمو اتحاد الأدباء .!

مهاجمو اتحاد الأدباء .!

: إطّلعتُ واستطلعتُ معظم ما تناولته الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى حول الهجوم المسلّح على مقرّ اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين مؤخرا , ومن زواياً مختلفة , ولعلّ كلّ ما ذكره ” الإعلام ” لا يشكّل سوى الجزء اليسير من ردود الأفعال الملتهبة من كافة المواطنين ,
 2 : لستُ بصدد التطرّقِ هنا الى الحتميّة التي جعلت اعداد المهاجمين ليبلغ نحو خمسين مسلّحاً  بالزيّ الأسود < اي ما يعادل نحو نصف سريّة عسكرية في كلّ جيوش العالم > , بينما كان افراد شرطة حماية الأتحاد لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة مع ضابطٍ واحد من وزارة الداخلية , وجرت مصادرة اسلحتهم فور بدء الهجوم الكاسح .
 3 : كما سوف لا اتعرّض هنا , عن اسباب عدم توجّه السادة المهاجمين لأخذ مواقعهم في جبهات القتال مع داعش , فلعلّ اولويّاتهم في مهاجمة والأعتداء على الأدباء والكتّاب هي اكثر اهمية من داعش , اذا ما كان لهؤلاء من اولويات !
 4 : سوف لن اشير ايضاً الى الضرورة التي دفعت القوة المهاجمة الى ضرب عمّال النظافة البنغاليين العاملين في مبنى الأتحاد , فهذا ليس موضوعي .!
وايضا , وكذلك , سوف لا تتضمّن المقالة ” هنا ” التعرّض الى مسألة مصادرة او سرقة اجهزة ” الموبايل ” العائدة لكلّ من كان موجودا اثناء الهجوم , وسوف لا افترض جزافاً أنّ الغرض من ذلك هو بيعها بأرخص الأثمان والأستفادة من مبالغها مهما بلغت , فلا شأن لي في ذلك .!
 5 : قد اذهب بعيداً لأقول , أن لا علاقةَ لشهر رمضان بالعدوان العسكري الغاشم على مبنى الأتحاد , فالمنتدى الأجتماعي الملحق بالأتحاد قد تمّ إغلاق و إقفال بوابته قبل بضعة ايامٍ من حلول الشهر الفضيل , بينما نوادٍ اخريات معروفةٍ ومشهورة ” يرتادوها ساسةٌ كبار ” لم تكن قد اغلقت بواباتها الروحية والكحولية .
  لن انجرّ في سرد مثل هذه التفاصيل وما رافقها , ولا اودّ أن اكتب ما اكتب بصفتي عضو في الأتحاد , انّما وبكلّ حياد فسؤاليَ الأساس هو : –
 < لماذا لا تعلن ولا تكشف ” الجهة المهاجمة ” عن هويتها عبر وسائل الإعلام .؟ هل هي خجلى .! واذا كانت خجولةٌ فلماذا فعلتْ فعلتها الشنيعة .!! > ثمّ , لماذا لا يحاول المهاجمون وخصوصاً قيادتهم من محاولة تبرير  اعتدائهم ” ولو عبثاً ” وتحت اية مسوّغات .! فعسى ان يكسبوا حدّا ادنى لشرعية العدوان .!
وأُرفقُ تساؤلي هذا بملاحظتينِ صغيرتين : –
A – إنّ هذه الجهة المسلحة المهاجمة تدرك مسبقاً أنّ ما قامت به مؤخرا لايمكن ان يُسكت الأفواه والأقلام الأدبية والإعلامية في مطالباتها بأحقاق الحق , بل أنّ النبرة ستشتدّ حدّةً , والصوت المدوّي سيتّسعُ مساحةً ومدىً , فما الهدف من استهداف الأتحاد .؟ هل هو ” مثلاً ” لتشتيت الرؤى عمّا يجري في البلد .! وهذا أمرٌ لا يمكن الجزم به , ولا هو اتّهامٌ للحكومةِ بالوقوف من ورائه , إنّه لأمرٌ يغلّفه الإبهام الى حدٍّ كبير , ولعلّه فرض إرادةٍ ما على الدولة , ونحن هنا نحسب و نتحسّب لقيام اعمالٍ عدوانيةٍ مسلحة اخرى لأهداف مقاربة ومشابهة لأتحاد الأدباء والكتّاب .
B – نرى فيما نرى أنه لأصعب من الصعوبة ذاتها أنْ لا تعرف ولا تعلم  قياداتٌ ما في البلد وخصوصا بعض قيادات الأحزاب  عن هوية الجهة التي قامت بعدوانها المسلّح , ولا نتوقّع بالطبع , ولا تخالجنا تصوّراتٌ ما بأنها ستفصح وتكشف عن عائدية المهاجمين , اذا ما صحّتْ معرفتها بهم .
 لكنّي هنا , وبالأصالة عن نفسي وعن معظم زملائي الأعضاء في الأتحاد , فأستطيع القول ” وبأرتياح ” أنَّ الجهة المهاجمة هي ليست داعش ..! , واقولُ ايضاً : – لماذا لم يجرِ ايقاف الموكب او رتل الخمسين مسلّح من المعتدين ” بعد انتهاء غارتهم ” وهم في طريقهم يقطعون الشوارع والتقاطعات .!