انها مهزلة بحق ان يصل هذا الانفلات الأمني لهذه الدرجة من التردي وغياب سلطة القانون والدولة، وإطلاق العنان للجهلة والمخبولين وبيادق الأحزاب والكتل والمليشيات، وهي تصول وتجول دون رادع أخلاقي، ولا وازع ديني، ولا حتى ذرة من السلوك الآدمي الذي يحض على احترام الآخر وعدم التصرف باتجاه بسط سلطة القرار البربري الأرعن بتغليب قوة العضلات والبطولات الزائفة، إذا ما أردنا لحياتنا المبتلية بتناسل الرعاع بشكل مخيف، أن تتحرر من نوازع العدوان والهمجية التي تربّت عليها أجيال مستلبة منذ أن أسس نظام البعث الفاشي هكذا بلطجيات منفلتة، لترث ميليشيات القتل والخراب القادمة من خارج الحدود، بعيد انهيار النظام الصدامي، هذا المنهج العبثي. وقد أذيب الأنسان في مصهر الحقد والضغينة وكره الآخر، حتى بدون أسباب موجبة لذلك، أن الشاب الذي يفتح عينيه على خوف وحقد وبغضاء وهو محمل بقيم منافية للمنطق والعقل والمروءة، تحكمها سلوكات بهيمية لا تعرف من يومها غير تطبيق مبدأ “أنا ومن بعدي الطوفان”، فماذا تنتظر من هكذا مد تخريبي مدمر لحامله؟ ومن شحنه؟ ومن موله؟ ودعّمه؟ وبارك فيه؟ لأن المتخفي وراء قيم تحاكي سليقة رعاع وغير منضبطين من البشر، وهو يراقب ما تؤول اليه هذه البوصلة المدمرة قصد فرض الأمر الواقع وهو متحرر من الخوف من الرقيب الذي ينبغي هنا أن يرصد مثل هكذا انفلاتات خطيرة، ثم من يجد الداعم له ممن يطبقون مبدأ “حاميها حراميها”. لتتحول أدوات الفناء التي يحتكمون عليها إلى سبيل لفرض الهيمنة، طبعا هم لا يبتعدون في تفكيرهم أكثر من أرنبة أنوفهم، لأن هذه القوى الشريرة التي يدفعونها لهذه الأفعال الخسيسة ستنقلب حتما عليهم أنفسهم، مثلما ذلك المخلوق المسمى، “فرانكشتاين” الذي شبع من القتل حتى حين لم يجد ما يشفي غليله من سيل الدماء قتل “خالقه”. وهكذا في عراق ما بعد التغيير سيتحول الجميع ممن هم على ها النمط السادي البشع إلى أعداء بعضهم للبعض الآخر ويقع التهام كل شيء، “ليضيع الخيط والعصفور”
العدوان الفاشي الذي وقع على اتحاد الأدباء والكتاب في العراق قبل أيام، والذي يحمل رقما جديدا، يبدو أنه مخطط له ضمن سلسلة تعدد الهجمات على هذه المؤسسة التي تعتبر القلب النابض لكل العراق، وخيمة المثقفين العراقيين الذين هم في الحقيقة النخبة الوطنية الوحيدة في هذا المد المتلاطم من تردي القيم وإشاعة التوحش، وهم إلى جانب القوى التقدمية الديمقراطية من يعرف الوطنية الحقة، وهم من يسعى لحفظ وحدة العراق والحفاظ على كرامته وسمعته بين الأمم الأخرى، وهم من يدافع عن هذا البلد الجريح بكل ممكناتهم دون السعي للوصول لأهداف مشبوهة، كما هو الحال لدى العديد من سياسيي الصدفة ومسؤولي “حي الله”، وهم أيضا الأمل والضوء المتبقيان في نفق “الحرمنة” والخيانات اليومية، وهم من يعمل بصمت ودون بهرجة إعلامية كما لدى المنتفعين
وأصحاب المال الحرام ممن استحوذوا على أموال العراق بعد أن كانوا يستجدون الفتات على أبواب الدول التي كانت تؤويهم على مضض.
فلماذا تحديدا بيت الأنقياء والشرفاء والوطنيين الأحرار دون غيره؟ بيت المبدع الخلّاق الذي هو من يمثل العراق في المحافل، أفرادا أو جمعيات، فمن يعرف يا ترى “فلان وعلان” من النكرات في أرجاء العالم من العراقيين، سوى نخبة العراق من المثقفين والمبدعين وهم في حراك لا يكل ولا يمل، وفاء للعراق وأرضه الطاهرة، كرد للجميل، لا نكرانه كما نعيش اليوم مرارات الأخبار التي تصلنا من التمادي في الفساد وافلاس العراق، ليبقى فقراؤه ومحتاجوه “على الحديدة”، “والبكه بعين اللصوص”.
إنها الطامة الكبرى والزلزال المدمر، حين يصل مستوى الوعي إلى هذا الحد من الغياب والتردي، عندها أقرأ على العراق السلام. لأن الحياء قد أزيح عن جباه هذه المخلوقات، وهنا نستشهد بالقول المأثور:
“إن كنت لا تستحي فأفعل ما شئت”، والاستحياء هنا أن يعي المرء خطورة أفعاله وما يترتب عنها من نتائج قد تكون كارثية، وها هو العراق يعيش في حالة حرب شرسة من أعداء موغلين في السادية، همهم تحقيق الفناء وازالته عن الخريطة، ولم يعد له وجود جيوسياسي، وبدل أن تتوجه كل الجهود للمعركة الكبرى، وهي تحرير العراق من نجس داعش البهيمي، وإعادة الأراضي المستلبة، وهنا تكمن الوطنية الخالصة والانتماء الصادق للعراق، يسعى الجهلة وذوو العقول الصدئة لزيادة الطين بلة، دونما وعي لا من قريب أو بعيد، لأن مثل هذه الأفعال البشعة والمجرمة من شأنها أن تشجع كل أعداء العراق في مخططهم التقسيمي الخطير. وتهدد وحدة العراقيين. وبالتالي يقينا ستصل النار لبيوتهم وأسرّة نومهم، ولكن من أين نأتي بعقول أخرى ونزيح عقولهم المخرومة،
فهل هذه المليشيات تحتكم على ذرة تفكير آدمي، لتعرف خطورة سلوكها الأرعن؟
نريد فقط أن نعرف كيف جرى ذلك؟ ولماذا اتحاد الأدباء تحديدا؟
بظني ان العراق متوجه الى فوضى كبيرة وقد صعد على مسرح الطائفية، صبيان يافعون، وجهلة عبئوهم بما يكفي من الحقد واقصاء من لا يلطم معهم، نفاقا طبعا، وهو يمر بمرحلة عصيبة، والدولة غائبة في كل مفاصل الادارة وحضورها باهت تماما، والفساد سيد الموقف، حيث ان هؤلاء البلطجية المنتمين لأحزاب ظلامية متخلفة على يقين بأنهم هم السلطة الفعلية على الأرض، وهم محملون بكل الأمراض النفسية والعقد التي ما انزل الله بها من سلطان، بعد ان شحنهم أسيادهم الجهلة وكل من لا يريد الخير للعراق الذي لم يعد موجودا أصلا إلا في صدورنا الكليمة وعلى الخارطة الممزقة والمهترئة. بكل هذا الكم الهائل من الحقد والبلطجة الرعناء.
ان من يحرك ويدعم ويمول ويشحن هذه الفلول البهيمية لاختيار مراكز الاشعاع في العراق، مثل المؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية وكل مؤسسة يصدر منها بريق قد يبقي على الجزء المشع من لون العراق الرمادي، نابضا بالأمل، هم اعداء العراق الحقيقيون والذي ينبغي التصدي لهم قبل انفلات الوضع ليصل الى مديات يصعب التحكم بها، وهذا كلام موجه لكل من له سلطة قرار في العراق ويأمل للعراق الخير.
وإلا سنقرأ على هذا البلد السلام، إن لم تكن بوادر ما ذهبنا اليه قد لاحت، وقوى الشر والظلام تسعى لتحقيق هذا الهدف الاجرامي البغيض، لتكملة مسلسل الخراب بعد أن تأكدوا من وضعهم المالي من السحت الحرام وتبييض اموال فقراء العراق وباسم الدين والمذهب والمكون، وكل هذه المقدسات بريئة منهم ومن نفاقهم.
الله الله فيك يا عراق وانت موزع تحت رحمة هذه الفئة الضالة، وهذا المكون المعادي لك، وفلول القتل الداعشي، وبقايا أزلام البعث المنهار، واللصوص والفاسدين، فكيف لك أن تتماسك وأنت وسط هذا الطوفان المخيف والكل يسعى لتدميرك.
والناس “في دار غفلون” ، كما يقول الأحبة المغاربة، وقد وصل السيل الزبى، والبرابرة لم يعودوا على الأبواب، بل يعشعشون في كل تفاصيلك، فماذا تنتظرون أيها العراقيون؟
*كاتب وشاعر ومترجم عراقي مقيم في المغرب
من يوقف فلول الرعاع والبرابرة؟
انها مهزلة بحق ان يصل هذا الانفلات الأمني لهذه الدرجة من التردي وغياب سلطة القانون والدولة، وإطلاق العنان للجهلة والمخبولين وبيادق الأحزاب والكتل والمليشيات، وهي تصول وتجول دون رادع أخلاقي، ولا وازع ديني، ولا حتى ذرة من السلوك الآدمي الذي يحض على احترام الآخر وعدم التصرف باتجاه بسط سلطة القرار البربري الأرعن بتغليب قوة العضلات والبطولات الزائفة، إذا ما أردنا لحياتنا المبتلية بتناسل الرعاع بشكل مخيف، أن تتحرر من نوازع العدوان والهمجية التي تربّت عليها أجيال مستلبة منذ أن أسس نظام البعث الفاشي هكذا بلطجيات منفلتة، لترث ميليشيات القتل والخراب القادمة من خارج الحدود، بعيد انهيار النظام الصدامي، هذا المنهج العبثي. وقد أذيب الأنسان في مصهر الحقد والضغينة وكره الآخر، حتى بدون أسباب موجبة لذلك، أن الشاب الذي يفتح عينيه على خوف وحقد وبغضاء وهو محمل بقيم منافية للمنطق والعقل والمروءة، تحكمها سلوكات بهيمية لا تعرف من يومها غير تطبيق مبدأ “أنا ومن بعدي الطوفان”، فماذا تنتظر من هكذا مد تخريبي مدمر لحامله؟ ومن شحنه؟ ومن موله؟ ودعّمه؟ وبارك فيه؟ لأن المتخفي وراء قيم تحاكي سليقة رعاع وغير منضبطين من البشر، وهو يراقب ما تؤول اليه هذه البوصلة المدمرة قصد فرض الأمر الواقع وهو متحرر من الخوف من الرقيب الذي ينبغي هنا أن يرصد مثل هكذا انفلاتات خطيرة، ثم من يجد الداعم له ممن يطبقون مبدأ “حاميها حراميها”. لتتحول أدوات الفناء التي يحتكمون عليها إلى سبيل لفرض الهيمنة، طبعا هم لا يبتعدون في تفكيرهم أكثر من أرنبة أنوفهم، لأن هذه القوى الشريرة التي يدفعونها لهذه الأفعال الخسيسة ستنقلب حتما عليهم أنفسهم، مثلما ذلك المخلوق المسمى، “فرانكشتاين” الذي شبع من القتل حتى حين لم يجد ما يشفي غليله من سيل الدماء قتل “خالقه”. وهكذا في عراق ما بعد التغيير سيتحول الجميع ممن هم على ها النمط السادي البشع إلى أعداء بعضهم للبعض الآخر ويقع التهام كل شيء، “ليضيع الخيط والعصفور”
العدوان الفاشي الذي وقع على اتحاد الأدباء والكتاب في العراق قبل أيام، والذي يحمل رقما جديدا، يبدو أنه مخطط له ضمن سلسلة تعدد الهجمات على هذه المؤسسة التي تعتبر القلب النابض لكل العراق، وخيمة المثقفين العراقيين الذين هم في الحقيقة النخبة الوطنية الوحيدة في هذا المد المتلاطم من تردي القيم وإشاعة التوحش، وهم إلى جانب القوى التقدمية الديمقراطية من يعرف الوطنية الحقة، وهم من يسعى لحفظ وحدة العراق والحفاظ على كرامته وسمعته بين الأمم الأخرى، وهم من يدافع عن هذا البلد الجريح بكل ممكناتهم دون السعي للوصول لأهداف مشبوهة، كما هو الحال لدى العديد من سياسيي الصدفة ومسؤولي “حي الله”، وهم أيضا الأمل والضوء المتبقيان في نفق “الحرمنة” والخيانات اليومية، وهم من يعمل بصمت ودون بهرجة إعلامية كما لدى المنتفعين
وأصحاب المال الحرام ممن استحوذوا على أموال العراق بعد أن كانوا يستجدون الفتات على أبواب الدول التي كانت تؤويهم على مضض.
فلماذا تحديدا بيت الأنقياء والشرفاء والوطنيين الأحرار دون غيره؟ بيت المبدع الخلّاق الذي هو من يمثل العراق في المحافل، أفرادا أو جمعيات، فمن يعرف يا ترى “فلان وعلان” من النكرات في أرجاء العالم من العراقيين، سوى نخبة العراق من المثقفين والمبدعين وهم في حراك لا يكل ولا يمل، وفاء للعراق وأرضه الطاهرة، كرد للجميل، لا نكرانه كما نعيش اليوم مرارات الأخبار التي تصلنا من التمادي في الفساد وافلاس العراق، ليبقى فقراؤه ومحتاجوه “على الحديدة”، “والبكه بعين اللصوص”.
إنها الطامة الكبرى والزلزال المدمر، حين يصل مستوى الوعي إلى هذا الحد من الغياب والتردي، عندها أقرأ على العراق السلام. لأن الحياء قد أزيح عن جباه هذه المخلوقات، وهنا نستشهد بالقول المأثور:
“إن كنت لا تستحي فأفعل ما شئت”، والاستحياء هنا أن يعي المرء خطورة أفعاله وما يترتب عنها من نتائج قد تكون كارثية، وها هو العراق يعيش في حالة حرب شرسة من أعداء موغلين في السادية، همهم تحقيق الفناء وازالته عن الخريطة، ولم يعد له وجود جيوسياسي، وبدل أن تتوجه كل الجهود للمعركة الكبرى، وهي تحرير العراق من نجس داعش البهيمي، وإعادة الأراضي المستلبة، وهنا تكمن الوطنية الخالصة والانتماء الصادق للعراق، يسعى الجهلة وذوو العقول الصدئة لزيادة الطين بلة، دونما وعي لا من قريب أو بعيد، لأن مثل هذه الأفعال البشعة والمجرمة من شأنها أن تشجع كل أعداء العراق في مخططهم التقسيمي الخطير. وتهدد وحدة العراقيين. وبالتالي يقينا ستصل النار لبيوتهم وأسرّة نومهم، ولكن من أين نأتي بعقول أخرى ونزيح عقولهم المخرومة،
فهل هذه المليشيات تحتكم على ذرة تفكير آدمي، لتعرف خطورة سلوكها الأرعن؟
نريد فقط أن نعرف كيف جرى ذلك؟ ولماذا اتحاد الأدباء تحديدا؟
بظني ان العراق متوجه الى فوضى كبيرة وقد صعد على مسرح الطائفية، صبيان يافعون، وجهلة عبئوهم بما يكفي من الحقد واقصاء من لا يلطم معهم، نفاقا طبعا، وهو يمر بمرحلة عصيبة، والدولة غائبة في كل مفاصل الادارة وحضورها باهت تماما، والفساد سيد الموقف، حيث ان هؤلاء البلطجية المنتمين لأحزاب ظلامية متخلفة على يقين بأنهم هم السلطة الفعلية على الأرض، وهم محملون بكل الأمراض النفسية والعقد التي ما انزل الله بها من سلطان، بعد ان شحنهم أسيادهم الجهلة وكل من لا يريد الخير للعراق الذي لم يعد موجودا أصلا إلا في صدورنا الكليمة وعلى الخارطة الممزقة والمهترئة. بكل هذا الكم الهائل من الحقد والبلطجة الرعناء.
ان من يحرك ويدعم ويمول ويشحن هذه الفلول البهيمية لاختيار مراكز الاشعاع في العراق، مثل المؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية وكل مؤسسة يصدر منها بريق قد يبقي على الجزء المشع من لون العراق الرمادي، نابضا بالأمل، هم اعداء العراق الحقيقيون والذي ينبغي التصدي لهم قبل انفلات الوضع ليصل الى مديات يصعب التحكم بها، وهذا كلام موجه لكل من له سلطة قرار في العراق ويأمل للعراق الخير.
وإلا سنقرأ على هذا البلد السلام، إن لم تكن بوادر ما ذهبنا اليه قد لاحت، وقوى الشر والظلام تسعى لتحقيق هذا الهدف الاجرامي البغيض، لتكملة مسلسل الخراب بعد أن تأكدوا من وضعهم المالي من السحت الحرام وتبييض اموال فقراء العراق وباسم الدين والمذهب والمكون، وكل هذه المقدسات بريئة منهم ومن نفاقهم.
الله الله فيك يا عراق وانت موزع تحت رحمة هذه الفئة الضالة، وهذا المكون المعادي لك، وفلول القتل الداعشي، وبقايا أزلام البعث المنهار، واللصوص والفاسدين، فكيف لك أن تتماسك وأنت وسط هذا الطوفان المخيف والكل يسعى لتدميرك.
والناس “في دار غفلون” ، كما يقول الأحبة المغاربة، وقد وصل السيل الزبى، والبرابرة لم يعودوا على الأبواب، بل يعشعشون في كل تفاصيلك، فماذا تنتظرون أيها العراقيون؟
*كاتب وشاعر ومترجم عراقي مقيم في المغرب