فلسطينيو العراق منذ سنوات يعانون من اوضاع قاسية دون أن يلتفت إليهم اي مسؤول . فالكل تخلى عنهم وليسوا في ذاكرة احد وعلى رأسهم مفوضية اللاجئين التي قطعت عن ٢٠٠ عائلة فلسطينية بدل الايجار ليكونوا ضحية الزمن الصعب الذي لا يرحم .
هذا الزمان أتعب ابن الوطن نفسه فكيف بلاجئ لا يملك سوى الكرامة التي بدت تتلاشى لعدم الانتباه لهذه الشريحة المهمشة أو الاهتمام بها ؟ .
فلسطينيو العراق اعتبروا أن جنسيتهم الفلسطينية سبب بلائهم وهي من جعلتهم ليكونوا بؤساء محطمون مذلولون بلا كرامة . فالكل يعتاش على قضيتهم ويتاجروا فيها و يوعدون بحلها خاصة بدل الايجار . وبدل الايجار حق شرعي وليست مساعدات مثلما يتحدثون الداعون بحقوق الإنسان .
في اليوم استلم عشرات المكالمات من فلسطينيين قطعت عنهم مفوضية اللاجئين ايجار شققهم واخرهم اللاجئ الفلسطيني ايوب الذي حلفني أن أكتب عن معاناته الملتهبة . ايوب الذي يبلغ فوق الخمسين من العمر . يعيش وحيدا فريدا بعد أن توفت اخته التي كانت تعمل خادمة في نادي حيفا الفلسطيني يعطوها اجر بخس . ايوب الذي يعاني الأمراض و يشتري الدواء بأسعار غالية لتثقل كاهله وتمنعه من سداد ايجار شقته الصغيرة وكأنها كهف مظلم فايوب هو انموذج بين ٢٠٠ من ارباب العوائل .
في الآونة الأخيرة تعرض الكثير منهم لجلطات قلبية ودماغية ومنهم من مات ومنهم من حاول الانتحار بسبب عدم تمكنهم من دفع الإيجار في ظروف صعبة للغاية . وصاروا هؤلاء المظلومون يعدون في اصابعهم عن كل وفاه تحصل ليدونوها في سجل عزائهم التي لا تنتهي ما دام مفوضية اللاجئين تتعامل معهم وفق ما تقتضيه حاجتهم السياسية ؟! ..