قال تعالى:( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
هكذا اعتدنا على الوضع في العراق، فبعد كل خلاف سياسي وأزمة، نشاهد سيل من دماء الأبرياء في العاصمة بغداد.
الخلافات في حكومة علاوي، جلبت لنا تنظيم القاعدة، وأحدثت حرباً في النجف، الخلافات في حكومة الجعفري، أججت نار الطائفية، وتفجير قبة الإمامين العسكريين عليهما السلام، أما الخلافات في حكومة المالكي، فحطمت الأرقام القياسية من بين الحكومات.
خلاف المالكي مع الهاشمي، وخلافه مع العيساوي، وخلافه مع الصدر وعلاوي والكرد والنجيفي، كان حصاد هذه الخلافات، حرب البصرة، الأعتصامات، احتلال داعش، وطوفان من الدماء أغرقت البلد.
تقول الحكمة:(في التجارب علم مستفاد)، ومن الغباء أن لا تستفاد الحكومة، والأجهزة الأمنية من التجارب السابقة، وتشدّد من أجراءتها الامنية، حين تحدث أزمة سياسية في البلد، وكذا المواطن العراقي، وخاصة أهالي بغداد، فلو كان المواطن العراقي، استفاد من التجربة، وأخذ الحيطة والحذر، لما خسرنا اليوم عشرات الأرواح البريئة من المؤمنين، في تفجيرات مدينة الصدر، والكاظمية، وحي الجامعة.
جاء في صحاح السنة، حدثناعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا وقال”ص أيضاً:(ان لزوال الدنيا أهون عند الله من دم أمرئ مسلم)، فلماذا السياسيون،والنواب، لا يتورع بالدماء؟!
كل سياسي عراقي، يقول أنا أمثل الشعب، وأريد مصلحة بلدي، وأبناء بلدي أولاً، وأبناء طائفتي ثانياً، ثم يفتعل الأزمات، والخلافات، التي تسيل وراءها الدماء، هو كذّاب أشر، ودجال ومنافق، وهو من يقتل بالعراقيين، من حيث يشعر أو لا يشعر.
يذكر بعض أهل الفضل:ان الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، خيّر بين أن يترك هو،ولكن تلاحق شيعته وتقتل، وبين أن يسجن ليحفظ شيعته، فأختار السجن.
نحن الآن لا نريد من السياسي الشيعي ان يجعل نفسه قرباناً للشيعة، بل نريده ان يتعامل مع الوضع السياسي، والمكونات الأخرى بحكمة وحنكة، ويجنّب البلد الفتن، والشيعة القتل، ولايثير الأزمات من أجل منصب زائل، يكون نتيجته دماء الناس الأبرياء.
على كل السياسيين العراقيين، التعامل فيما بينهم وفق منطق القرآن الحكيم:( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، والحكمة تقول أيضاً:أحبك يا نافعي!