7 أبريل، 2024 9:03 ص
Search
Close this search box.

من ينقذ جاري علي

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل كورونا عندما كنا نلتقي كأصدقاء نتبادل فيها اطراف الاحاديث وما جرى في المنطقة من حوادث أو خلافات او اي شيء نحاول أن نسترجعه لنتهكم عليه ونطلق النكات وكان أكثر ما نذكره في حديثنا أحد الأشخاص و سأسميه هنا علي.
كنت اكره علي ولا اعرف لماذا ،عندما أراه اتكلم علية بالسوء امام اي شخص دون أي سبب.
كان علي يستفزني بشكله وتصرفاته وطريقة كلامة .
علي متزوج من امرأة أضخم منه سليطة اللسان دائما ما تضربه او تطرده من البيت وفي نهاية اليوم يرجع صاحبنا علي يتوسل بها من اجل إدخاله الدار فهو لا يعرف احدا غيرها ولا احد يرغب باستقبال علي كل ليلة أو يتدخل بين علي وزوجته ويكون عرضة لكلماتها اللاذعة.
وفي احد الايام كنت جالس انا وأصدقائي وإذا بعلي يجلس معنا ويبدأ بالشكوى لنا عن ما يعانيه وكيف ضاق به الأمر من زوجته وأنه يتحمل ما يجري فقط من أجل أطفاله، كنت ساكتاً طول فترة شكواه مع أنني أقرب الجالسين لعلي لكن اصدقائي هم من يجيبونه وينصحونه .
وإذا بعلي يلتفت لي ويسألني ان انصحه فأنا خريج جامعة وافهم بالتأكيد بالعلاقات الزوجية وكيفية التعامل مع النساء حسب ما يرى هو.
فقلت اسمع يقال والعهدة على الراوي ان كلب من الكلاب السائبة الموجودة في البلد بعد أن سئم ضرب الناس له في كل مكان وبعد أن اهلكه الجوع والامراض قرر الهرب من البلد وترك كل شيء وراءه وفعلا واتته فرصة للهجرة والذهاب الى اوروبا .
بقي فيها فترة فتحسنت حالة وسمن وفارقته الأمراض بعد أن أخذته عائلة من الشوارع وأسكنته في بيتها فأصبح مدللها ينام ويصحو وقت ما يشاء ويأكل اطيب الاكلات ويتنزه في اجمل الاماكن ويعاشر اجمل الإناث .
كانت أخبار الكلب تصل لأصدقائه وعائلته وجميع معارفه من الكلاب ويتحسرون على حياتهم ويحسدونه على النعيم الذي يعيش فيه ويتمنون أن يحظو بنص ما وجد .
وفي احد الايام وبينما الكلاب السائبة كانت تركض هاربة من مجموعة من الأطفال التي تطاردها متحاشية ضربات الحجر شديد الصلابة ووقفت لتلتقط انفاسها ولعق جراحاتها فأذا هي تفاجئ بصاحبها الكلب يأتيهم راكضا ومداعبا لهم .
كانت مفاجئة لهم رجوعه لهذا الجحيم فسألوه عن سبب رجوعة
اجابهم صاحبهم الكلب يا اخواني الكلب ما يحس بنفسة كلب إلا بهذا البلد
فيا أخي يا ابو حسين انت لا تقدر ان تعيش بدون زوجتك لانها الوحيده التي تعرف قيمتك .
بعد ان اكملت قصتي تناولني علي بضربة بيده على وجهي لولا اني تفاديتها كنت غارق في دمي واصدقائي يضحكون علينا انا وعلي وفي نفس الوقت يلوموني بأني سأكون السبب بقتل الرجل زوجته إذ ذهب غاضباً والشرر يتطاير من عينية .
وفي اليوم التالي بعد ان نسينا ما جرى واذا بعلي يأتينا ورأسه مشدود بقطعة قماش بيضاء وتحتها جرح كبير في رأسه.
هذه الأيام تتعالى الأصوات حول العنف ضد النساء لكن من ينقذ جاري علي منذ سنوات وهو يعنف ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب