23 ديسمبر، 2024 4:30 ص

من يتفحص الخريطة العربية يصاب بالوجوم من هول ما يرى ويحدث للعرب في بقاعهم, حيث لاترى إلا الخراب والموت يلفهم لفا ويحصدهم حصدا ,ويلقي بهم ذات اليمين مرة ,وذات الشمال مرة أخرى, ولا تدري الشعوب العربية أين يذهب بها هذا المجهول المدمر الذي أكل الاخضر واليابس ,وقد يكون بعضا منها للأسف لايعي ما يدور وما يجري من حوله. اين ماتذهب يجدك الموت وتجده في بلاد العرب, فالناظر لوادي الرافدين وما يحصل لها وفيها لهي المأساة المطبقة على شعبها, تكاد تقضي عليه بل ,الله أعلم, هي في الرمق الأخير والناظر ايضا لبلاد الشام وما يجري فيها هي المأساة ,والمحنة ذاتها ,حيث الموت والدمار في كل مكان إلا حواشي السلطان ,مرورا بلبنان عروس الشرق الاوسط كما كان ,هو الان على شفا حفرة من نار,وغير بعيد عنها مأساة الفلسطينيين المستمرة منذ عشرات السنين التي عجز العرب فيها وركعوا وأشبعتهم ذلا ومهانة , وها هو الموت يزحف نحو اليمن السعيد وحتما سوف لايبقي ولا يذر لاسامح الله إن استعر , ثم ينتقل الموت الى ارض الكنانة حيث الرعب والخراب والقتل في سيناء وما حولها ولا يمر يوم إلا وتسمع عن موت في أنحائها هنا وهناك و في طرابلس الغرب حيث لامكان للهدوء ولا للسكينة في بلاد كانت هادئة, ساكنة بجوار البحر لايعكر هدوئها إلا هيجانه أو مده وجزره ,وقد نسي العرب أن لهم في القرن الافريقي شعوبا وقبائل وهم في طي النسيان تماما ولا احد يتحدث عن موتهم ,وجوعهم, وخرابهم, وقهرهم وقد استبيحت عندهم كل الاشياء صغيرها وكبيرها , هذه خريطة العرب شرقها وغربها , بدل الكرامة , ملايين المتسولين . بدل الحياة الكريمة . ملايين الجثث المتناثرة في الطرقات , بدل العز .
ملايين الخيام منصوبة في الصحاري بدل الجامعات ,ملايين العاطلين عن العمل , بدل الثروات الهائلة , ملايين اللصوص. بدل التسامح والصفح والعفو . احراق الأحياء ,بدل النخوة اليعربية الاصيلة , النساء اليعربيات بيعن في سوق الرق والنخاسة ,وغيره كثير في دفتر مأساة العرب . السبب كله يرجع لسلاطينهم الذين باعوا شعوبهم واشتروا كراسيهم, باعوا شرفهم واشتروا دنانيرهم , باعوا قيمهم, واشتروا ذلهم وخنوعهم, باعوا كرامتهم حتى يمشوا على سجادة حمراء مغمسة بدم الأبرياء وقد ورد في الاثر ( أن الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقران)  فلأن سلاطيننا أنبطحوا فانبطحت شعوبهم وتمزقت وأهينت, وذلت وتشرذمت , فمن بعد بلاد العرب أوطاني  ,ما عاد للشعوب العربية أن تعرف مدن الموت فيها لكثرتها, وما عادت الشعوب العربية تتغنى بشهدائها, لأنهم قوافل تتبع القوافل,وما عادت الشعوب العربية تتغنى بجيوشها, لأن أكثرها تحول الى ميلشيات لاتعرف اين تقاتل ومن تقاتل ,  العراقيون يتقاتلون  والسوريون كذلك واللبنانيون  في الموقف ذاته واليمنيون  على وشك التقاتل ,والليبيون  طحنهم الموت والمصريون تقاتلهم في ازدياد ,  ألا تتفقون معي أنه خليط عجيب لايعرف كنهه إلا الله ,ولم تصل العرب الى ما هي عليه إلا بسبب السلاطين الذين ابتلت بهم الشعوب العربية ,لأن وجود السلطان القوي الامين صلاح للأمة, أما وأن ابتلينا بالضعفاء الخانعين فأضحى حالنا هذا الذي ترون