7 أبريل، 2024 2:41 ص
Search
Close this search box.

من يمول داعش بالاسلحة؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كل الدلائل والمعطيات على الساحة العراقية عموما والانبارية على وجه الخصوص تعطي دليلا قاطعا لا يقبل الشك بان الانبار سلمت لداعش كما سلمت شقيقاتها نينوى وصلاح الدين قبل سنة.

فمن غير المعقول؛ ومما لا يقبله عقل او منطق ان يشن مائتي عنصر او ربما مائة فقط  كما نقل عن مصادر في الدولة هجوما على جيش تعداده سبعة الاف عنصر مدرب وبتشكيلات مختلفة وباسلحة ممتازة وذخيرة كاملة ومساندة كبيرة من قبل العشائر في مدينة مثل الانبار ويحتلوها بسهولة وببضع ساعات، وينهزم السبعة الاف تاركين ورائهم معداتهم ومخازن اسلحتهم الكبيرة والتي كلفت العراق ملايين الدولارات.

والانكى والادهى من ذلك، ان هذه القوات انسحبت بطريقة عشوائية غير منظمة ولا مهنية تاركة ورائها ابناء عشائر المدينة المسادنة لهم باسلحة متواضعة وخفيفة هدفا سهلا لداعش، وهو ما اجبر ابناء العشائر الى الانسحاب باتجاه قوة من الفرقة الذهبية كانت متواجدة هناك، وهي تعد من اعتى القوى العسكرية في العراق وقد اسست في زمن المالكي كجيش نخبوي لحسم المواجهات من هذا النوع، واراد ابناء العشائر وهم يعرفون طبيعة ارضهم ومدينتهم وتفاصيلها ان يحصلوا على اسناد من الفرقة الذهبية للحفاظ على ما تبقى من ارض داخل المدينة، لتفاجئ هذه العشائر بأن داعش قد حل محل الفرقة الذهبية التي اختفت وانهم وقعوا في مصيدة كبيرة، اعطوا عبرها شهداء كثر.
سقطت الانبار بيد داعش، وسيطر هذا التنظيم المتطرف على كميات هائلة من الاسلحة؛ قيل انها تكفي للقتال مدة سنتين متواصلة، وهي المرة الثانية التي تمنح حكومة عراقية وجيشها داعش صفقة اسلحة كبيرة جدا بعد تلك التي سلمها الجيش في حكومة المالكي عندما انسحب من الموصل تاركا 2300 عربة مدرعة نوع همر وعشرات مخازن السلاح.

هذه الاسلحة لم تعط لداعش قوة على الارض فحسب، بل خففت عنه عناء امداد عناصره بالاسلحة والذخيرة، ومنحته فرصة الهجوم على بقية مدن الانبار خلال يومين من سقوط الرمادي.

تسريبات عن اجتماع الرئاسات الثلاث الذي تلا سقوط الرمادي تقول ان حيدر العبادي سؤل عن الاوضاع في الرمادي فقال: ماذا افعل اذا انسحب 7000 جندي مدرب امام 200 عنصر؟ فرد عليه المالكي بل كانوا 100 فقط، سؤال آخر يطرحه المالكي وماذا عن الاسلحة التي تركوها؟ رد العبادي لقد اعطينا طائرات التحالف احداثياتها وتم قصفها، فرد المالكي: نشتريها ثم نعاود قصفها..!!

كميات السلاح هذه كبيرة جدا، اشتراها العراق في ظروف مالية صعبة، وقد  سلمت لداعش  كما سلمت الاسلحة في الموصل دون ان يتكلم احد.

السؤال هنا.. لماذا اذا لا تمنحون العشائر السنية المقاتلة اسلحة؟ ولماذا كلما طالبت هذه العشائر بالتسليح اتهمت انها ستعطيها لداعش؟ والحقيقة ان داعش ليس بحاجة لهذه الطريقة المعقدة والملتوية لتسلم الاسلحة، فهو ياخذها من الحكومات العراقية بشكل مباشر، بينما يبقى ابناء العشائر هم المتهم الاول بذلك على الرغم من انهم لم يحصلوا من الحكومة  الا على بضع مئات او اقل من بنادق كلاشنكوف قديمة، ربما يخجل بعض الانباريون ان يطلقوا فيها النار بحفلة عرس.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب