23 ديسمبر، 2024 1:16 م

من يمسك بزمام الأمور

من يمسك بزمام الأمور

المهاتما غاندي أو الروح الكبيرة تعلم الكثير من الإسلام حتى أنه قال تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فأنتصر وفعلا إنتصر الرجل  ، فقد بنى دولة الهند والتي هي دولة واسعة مترامية الأطراف يعيش فيها الكثير من الأجناس البشرية والمئات من الأديان والمعتقدات إن لم إكن مبالغا ، فكيف إستطاع هذا الرجل من توحيد الهند . الأمر ببساطة أنه كان وكلما إختلف الفرقاء السياسيين أضرب عن الطعام ولدرجة أنه يشرف على الهلاك مما يضطر الجميع أن يتنازلوا عن مطاليبهم حتى يرضى عنهم الروح الكبيرة .

لعل البعض يتسأل لماذا لم آتي بمثل على الموضوع من واقعنا الإسلامي الذي له من السعة التي تملئ الخافقين وحتى تكون الدلالة أعمق وأقوى ولكني أتيت بغاندي مثلا حتى أقرع في فراغ رؤوس البعض ناقوس الذاكرة وأقول لهم هذا البوذي يتعلم من إمامكم فكيف بكم وأنتم تخالفون مراجعكم . تلك المرجعية التي أقل ما يقال عنها أن الراد عليها كالراد على ألإمام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه . المرجعية التي قاتلت منذ التأسيس ولحد اليوم لحفظ ماء وجه الإنسانية ولأننا أبناء اليوم ونستظل بالظلال الوارفه لمرجعية الإمام السيستاني دام ظله نجد أنه حفظه الله قد مسك بزمام الأمور منذ يوم التغيير ولست هنا بصدد مراجعة ما قام به هذا الإمام الهمام فأعماله أكبر من تحجبها غرابيل المشككين والمتطفلين والطارئين على العراق وأنصاف السياسيين فهل يمكن نسيان تصديه لبرايمر ومشروعه المنحرف لإقامة قانون إدارة الدولة المؤقت وإصراه أن يكتب الدستور العراقي من قبل العراقيين أنفسهم . الإمام السيستاني دعم الإنتخابات وكان على بعد واحد من شرائح المجتمع وكان همه أن تخرج لنا من بين صناديق الإقتراح حكومة وطنية تهتم بإمورالعراقيين جميعا دون تميز أو تهميش لأحد وكان بابه مفتوح لكل من يريد البناء حقا أو حتى من يدعي أنه يريد البناء فنحن نأخذ الأمور على ظاهرها والقوم أقسموا بالقران على خدمة العراق فتبين أنهم يخدمون أنفسهم أولا وأنفسهم ثانيا و طوائفهم ثالثا فصار العراق الموحد طوائف وفرق ومذاهب وأعراق وتنبه الإمام لما يجري وحاول الإصلاح عن طريق صفحته الرسمية في خطبة الجمعة التي تلقى في كربلاء المقدسة ولكن القوم لم يهتموا فجاء الحل الأمثل وهو غلق أبواب المرجعية بوجه كل مسؤول ساهم في إضاعة فرص البناء وهذا بحد ذاته صفعة قوية بوجه الحكومة السابقة التي إنتهجت نهج حزبي ضيق وسياسة طائشة أثقلت كاهل ميزانية العراق وأوصلتها الى الحضيض وكذلك ادخال العراق في أزمات كبيرة وصراعات عقيمة ولا جدوى منها .

غلق باب المرجعية أدى إلى عزلة الحكومة وسحب الثقة منها من قبل الشارع العراقي وأجهزت عليها في مطالبتها بضرورة التغيير وتغيير الوجوه بالتحديد , وما أن إنتهت الأزمة وأنتخبت حكومة جديدة فتحت أبواب المرجعية وأستقبل المسؤولون وطرحت رؤى المرجعية لهم فعليهم أن يتعضوا بما فرط به السابقون ولا يخطأوا نفس الخطأ فالقرب من المرجعية لا يحدث الإ إذا إقتربت الحكومة من المواطن وإهتمت بحل مشاكله وتقليل همومه .

كل ما تقدم يبين لنا شيئا واحد إن المرجعية هي صمام الامان وهي التي تمسك بزمام الإمور وهي الراعي لشؤون العباد والبلاد وليطرق من لديه اعتراض رأسه بأقرب جدار .