كل متابع منصف, للشأن العراقي, يقر بأن الإرهاب يأتي من مناطق الأقلية السنية.
مدن الرمادي والفلوجة والموصل وتكريت وحزام بغداد, كانت ومازالت مرتعا للتنظيمات المسلحة, وبؤرا إرهابية, أراقت دماء كثير من العراقيين, المؤمنين بوحدة العراق وسيادته.
هنا؛ لا نريد أن نقول كل السنة إرهابيين, لكن ما نؤكده هو إن كل إرهابي سني!.
مشكلة السنة في العراق, أنهم مازالوا يحلمون بالسلطة, ويظنون أن مشاركة باقي مكونات العراق, في إدارة البلد هي سلب لما يعتبروه حقا مخصوص لهم, كذلك هم –السنة- لا يؤمنون بالشراكة, وأطلقوا كذبة مولتها دول إقليمية, وهي التهميش الذي يعاني منه السنة.
تساؤل يفرض نفسه هنا!, ما هو التهميش الذي يتعرض له السنة؟! عن أي تهميش يتحدثون, وهم مشاركون فعليون في الحكومة؟!
بحسبة بسيطة نجد السنة, رغم أقليتهم, لكن المناصب السيادية, أغلبيتها لهم ونقصد هنا, رئاسة الجمهورية لسني كردي, ورئاسة البرلمان لسني عربي, في حين أن الأغلبية وهم الشيعة, ليس لهم سوى رئاسة الوزراء.
عودا على بدء, شعور السنة بالتهميش, أو كما قلنا “كذبة التهميش” فتحت الباب أمام دوائر إقليمية للتدخل في الشأن العراقي, بذريعة الدفاع عن حقوق السنة, وهنا إنبرت بخبث, كل من دول تركيا والسعودية والإردن وقطر وغيرهن الكثير, للإساءة للعراق وأهله.
مشكلة الحكومة العراقية, وباقي الدول الصديقة للعراق, والتي تريد التفاهم مع السنة, هي أن المتصدين من السنة كُثُر, وتحت مسميات مختلفة, وكلهم يدعي تمثيله للسنة.
يقول أحد المسئولين الأمريكان “لا توجد مشكلة في التعامل مع الشيعة في العراق, فهم لهم مرجعية هي من تحدد قراراتهم, وهم ملتزمون بها, كذلك الكورد فهم يسعون لمصلحتهم, لكن مشكلتنا الكبيرة هي مع السنة فلا نعرف مع من نتعامل أو نتفاوض”.
أثبتت الأحداث الأخيرة, إن السنة المتصدين من سياسيين في البرلمان أو الحكومة, ليس لهم تأثير على الشارع السني, فنحن نرى ومن على شاشات الفضائيات, سخط الشارع السني عليهم, حيث خذلوا أبناء مناطقهم, ولم يتواجدوا معهم للدفاع عن مناطقهم, بل راح بعض المواطنين السنة أبعد من ذلك, وإتهم القادة السنة علنا, بأنهم من أدخل داعش وتآمر على العراق.
السنة توزعت خارطتهم, على الفرق التي تدعي تمثيلهم, فالصحوات تدعي أحقيتها بتمثيل السنة, والقوائم السنية كمتحدون والوطنية وكتلة الحل وغيرها, تدعي أيضا تمثيل السنة.
قوى الأرهاب كالمجالس العسكرية, وما يعرف “بثوار الفنادق”, وداعش والقاعدة والنقشبندية أيضا, يدعون نفس الأدعاء.
مضت السنون, والسنة أضاعوا أنفسهم وأضاعوا العراق معهم, وما زالوا يتنافسون في حرق مدنهم وإحراق ما تبقى من العراق, ولا يحاولون إيجاد مخرج لأنفسهم قبل غيرهم.