منذ أن بدأت ساحات الاعتصام في الانبار على خلفية الخلافات مع حكومة المالكي حتى تعالت الأصوات بالمطالبة بحقوق السنة العرب في العراق والتي تغير مجراها وأهدافها مع دخول العناصر الإرهابية ومن تعاون معهم من بقايا النظام السابق والذين اعتبروا هذه الاعتصامات مطيّة للوصول للأهداف والغايات مما سبب خللاً في الوضع الأمني خصوصاً في الانبار والتمهيد للسيطرة عليها وإسقاطها رسمياً بيد ما يسمى بتنظيم “داعش” ، هذه الساحات التي صنعت جيلاً داعشياً خطيراً ، وتربيتهم جيل من الشباب على أسس طائفية وأفرزت مدارس داعشية خطيرة .
بعد سقوط ثلاثة محافظات سنية ” الانبار والموصل وصلاح الدين ” ازدادت هذه الأصوات والتي تطالب مرة بمنع دخول الحشد الشعبي الى هذه المحافظات ، أو التي تدعوا إلى مشاركة هذه الطلائع الجهادية في تحرير أراضيهم من سيطرة داعش .
وهنا لابد من طرح تساؤل : من يمثل السنة ف العراق ؟
هذا السؤال هو الأكثر حساسية من بين الأسئلة التي لا توجد لها إجابة ، لان الإجابة عليها مرتبط تماماً بالحرب على تنظيم داعش ومساعي الدولة العراقية ومساندة التحالف الدولي في القتال ضد الآرهاب الداعشي .
يمكن لنا تصنيف المكوّن السني الى ثلاثة تصنيفات :-
الاول ) السياسيون السنّة ، وهم السياسيون المشاركون في الحكومة سواءً على المستوى البرلماني او الحكومي او غيرها من مؤسسات الدولة ، وهولاء يسعون الى المحافظة على امتيازاتهم ومناصبهم ، ولايقفون كثيراً عند مطالب جماهيرهم السنية او خلال محافظاتهم من سيطرة داعش الارهابي ، كما ان البعض منهم ربما قد غض الطرف عن دخول داعش لمحافظته ، ومنهم من ساند بالمال او السلاح او اصبح وامسى حاضنة للارهاب في تلك المناطق ، ومع كل هذا لايمكن أن نرى تمثيلاً حقيقاً للسنة في العراق ، لان ازمة التمثيل السني ف العراق مرتبطة بقيادة السنة للدلوة العراقية لعقود طويلة مضت ، وبعد احداث عام 2003 كانت الارضية ملائمة للشيعة في ظهور تمثيل لهم لوجود المرجعيات الدينية او من خلال الاحزاب الكبيرة الممثلة اليوم قي السلطة،كذالك الجانب الكردي الذي كان واضحاً في التمثيل من خلال الحزبين الكرديين وبرز الاحزاب الاسلامية الكردية فيما بعد التي هي الاخرى كانت واضحة التمثيل عن المكون الكردي الامر الذي سهل عملية السير في اقتسام السلطة تاركين السنة متخبطين في البحث عن ممثلين لهم في الدولة العراقية . لايمكن القول ان الطبقة السياسية السنية الحالية يمكن ان تمثل السنة جميعهم لان البعض منهم اما مرتبطين بالنظام السابق او حزب البعث او المجموعات المسلحة التي كانت تقاتل وتقف بوجه الحكومة العراقية او البعض منهم يسير بتوجيهات دينية او بأجندات اقليمية ودولية .
2) العشائر السنية والتي هي الاخرى ليست بأفضل حال من السياسين فمواقفهم لا تسير باتجاه واحد فمن هم من اغلب ابنائه هم مع داعش ويقاتلون الى جانب المقاتلين العرب من الافغان والشيشان وغيرهم من جنسيات متعدد اما البعض الآخر فلا يمتلكون المصداقية الحقيقية على الأرض وهي منقسمة على نفسها وبشكل حاد جداً في داخلي مكوناتها .
3) سنة الخارج وهؤلاء سكنة القصور والفنادق في الأردن والإمارات ولبنان وقطر امثال الخنجر والدباس وغيرهم الذين لا يملكون شيئاً سوى المال فهم يدعمون السياسيين السنة ليكونوا لهم أجندة في البرلمان والحكومة ومثل هؤلاء لا يمكن الاعتماد او التعويل عليهم لان موقفهم مبني على المصالح الشخصية ويحاولون فرض الأجندة التي تعزز الطائفية والاقتتال الداخلي بين ابناء البلد الواحد .
كما ان الفترة الماضية لحكم المالكي لم تساعد السنة على البحث عن إجابات لهذه التساؤلات في إيجاد ممثلين حقيقيين لهم بل سعى المالكي الى ضرب الشخصيات السنية والتي كانت مؤهلة ان تشكل نوات التمثيل السني ناهيك عن الشخصيات السياسية السنية والدينية والقبلية والتي تعرضت للاتهامات والأحكام القضائية بدعم الإرهاب التي لم تكن مؤهلة للحديث بأسم السنة وظهور رجل دين عبد الملك السعدي بعد تظاهرات عام 2011 كمرجعية سنية هو الآخر لم يستمر طويلاً بسبب الموقف المتذبذبة والخطاب الإعلامي ذات الأجندة الطائفية .
اعتقد من الضروري ان يكون هناك ممثلاً حقيقياً للسنة سواء على المستوى السياسي او على المستوى الديني او على المستوى القبلي كما يجب توحيد الخطاب السياسي والإعلامي والخروج برؤية موحدة أمام رؤية الشيعة والأكراد فإذا تمكنا من الوصول إلى هذه النقطة نكون قد حققنا جزء مهما من تقارب وجهات النظر وحلحلة الخلافات بين المكونات في البلاد .