22 ديسمبر، 2024 2:10 م

من يمتلك قرار الحرب ضد الاكراد؟

من يمتلك قرار الحرب ضد الاكراد؟

ينشغل زعماء الدول المجاورة وغير المجاورة والاعلام والشارع العراقي اليوم بقضية استفتاء اقليم كردستان، وهناك مخاوف حقيقية من قيام حرب مع ابناء المكون الكردي، الا ان الاكراد وعلى رأسهم مسعود البرزاني لا يريدون خوض حرب خاسرة وكلامهم عنها ووصفهم بان ( الميدان مفتوح ) ماهو الا رد ليس اكثر على تصريحات غير جدية تتوعدهم بالخيار العسكري.
ان اتخاذ قرار الحرب ليس بالامر السهل وقبل ان يتخذ قرارا مثل هذا يجب دراسة التاثيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومن ثم العسكرية، وبما ان الحكومة الحالية المتمثلة بشخص السيد رئيس الوزراء ضعيفة، فلايمكنها اتخاذ قرارها لوحدها بل تنظر الى المرجعية وهي ترفع صوتها لتنتظر بيانا ينقذها ويحسم الامر. ان خوض اي حرب في العراق خاصة في حكومة السيد العبادي اصبح من شأن المرجعية فهي التي تعطي الضوء الاخضر او تبادر الى حل الازمات بحكمة ومثالا على ذلك عند احتلال الموصل من قبل تنظيم داعش الارهابي لم تحرك الحكومة ساكنا لمدة عام كامل حتى اتاها امر المرجعية بفتوى الجهاد الكفائي وتشكيل الحشد الشعبي والتحرك لتحرير الموصل، ومع ان ذات المرجعية لم تعلن اي جهاد ضد الاحتلال الامريكي!، وساهمت في خمد مايسمى بصولة الفرسان، وقبلها الاقتتال بين قوات الجيش في حكومة علاوي وقوات الصدر في النجف الاشرف، ومع كل هذا فالمرجعية لم تسعف حكومة العبادي بقضية الاكراد حتى اللحظة .
يصعب الامر على المرجعية في التوفيق بين الطرفين وذلك لان حكومة مسعود لا تلتزم بكل ما يبدر من المرجعية اتجاهها على عكس حكومة بغداد، والمرجعية تعلم ذلك ومحاولة ارسال وفد كردي الى سماحة السيد السيستاني هو للتاثير على حكومة بغداد دون تقديم تنازلات كرديه مما ادى الى رفض سماحته النقاش بموضوع الاستفتاء مع الترحيب بالوفد الكردي، وهذا كله يعطينا ادلة واضحة على ان فكرة سماحة السيد المرجع الاعلى تدور حول حل الازمة سلميا دون اراقة قطرة دم واحده.
بقي ان نسلط الضوء على تحركات القيادة الكردية التي تعرف تماما بان الحكومة العراقية ضيعفة، وان المرجعية لن تتخذ قرار حرب ضدها لذا فهي واثقة من من رفع سقف مطالبها ورفض المبادرات التي لا تخدم قضيتها ولا تخدم العائلة البرزانيه، وستمضي قدما لاجراء استفتاءها حتى يقدم لها اكثر ما يمكن تقديمه، هذه فرصة مسعود البرزاني الذهبية واستغلها بطريقة بشعة، وياليت لنا من يستغل الاخرين ابشع استغلال للحفاظ على وحدتنا وامننا واستقلالنا.