بعد ان تم اسقاط طائرة اسرائيلية في سوريا واصابة طائرة ثانية
وعودتها الى قاعدتها . واصابة طيارين اثنين احدهما بحالة خطرة نتيجة الهجوم الجوي الاسرائيلي على قواعد عسكرية سورية ، صرحت القيادة العسكرية الاسرائيلية ان سوريا تلعب بالنار . ونحن لانعلم حقا من الذي يلعب بالنار . حيث ان الحرائق مشتعلة في سوريا ورئيس الوزراء الاسرائلي بنيامين نتانياهو يلعب بالحبل فوقها مطمئنا من ان النار سوف لن تصل اليه . كيف ذلك وهو مع امريكا من سمح لايران بعبور الحدود العراقية السورية وانشاء قواعد عسكرية فيها تحت لافتة مكافحة الارهاب . ومن ناحية ثانية تساعد اسرائيل عناصر من
جبهة النصرة وغيرها سواء بالمعلومات او بمعالجة الجرحى وربما باشياء اخرى اكثر خطورة
يبدو من كل هذا ان اسرائيل ومن يساندها كانوا مطمئنين من الحروب الجارية في المنطقة على وفق قاعدة الجيل الرابع من الحروب اي ان الاطراف المحلية هي التي تحارب بدل الجيوش الغربية او الاسرائيلية . وفق المثل اللبناني فخار يكسر بعضه
لعل المهمة المرسومة لم تنجز بعد رغم تدمير سوريا والعراق ولم يعد احدا يهدد اسرائيل ولو حتى بمجرد كلام للاستهلاك المحلي كالذي تعودنا سماعه طيلة سنوات عديدة
ان النظام السوري والنظام الايراني حريصين على بقاء نظام الحكم لديهما اكثر من حرصهما على الرد على اسرائيل وسيكتفي الطرفان بما يدعيانه من انجازات . ونسمع نفس الكليشة السابقة مرى اخرى وكل مرة وهي انهما سيردان في الوقت المناسب ولانعلم متى سيكون الوقت مناسبا للرد
وكيف يمكن لايران ان تطمئن لاسرائيل او للشيطان الاكبر امريكا وهي تصول وتجول في المنطقة بعد الاتفاق النووي الايراني دون محاسبة او اعتراض ؟ او ان شئت اعتقدت ايران ان هذا هو الثمن الواجب دفعه اليها بعد هذا الاتفاق ولكن على حساب شعوب واراضي المنطقة . وهل اطمأنت ايران فعلا من ردود فعل اسرائيل او امريكا تجاهها بعد كل هذا التوسع . سؤال هو الاخر بحاجة للاجابة عليه
ورئيس روسيا بوتين المناور الذكي كيف سمح لاسرائيل في مرة سابقة لقصف قواعد عسكرية سورية بعد اقل من اسبوع من زيارة نتانياهو لموسكو . . وها هي تعاود الكرة ولكن بالقرب من القواعد العسكرية الروسية في سوريا . وبوتين حتى لم يجرؤ على ادانة القصف الاسرائيلي لسوريا واكتفى بدعوة الاطراف لضبط النفس وهو يستشيط غيضا من تعرض جنوده لخطر القصف الاسرائيلي بالقرب من قواعده
وبالاضافة الى هذا وذاك فان اسرائيل تدعي انها انتصرت في هذه
المعركة بعد ان دمرت 12 قاعدة سورية وايرانية . وكذلك سوريا وحلفائها يجاهرون بنصرهم ايضا لانهم غيروا قواعد اللعبة باسقاطهم طائرة اسرائيلية لاول مرة منذ عام 1982
وتركيا المتحالفة مع روسيا حاليا ومع اسرائيل منذ مدة طويلة اتخذت
من عفرين معركتها الاساسية بحجة مكافحة الارهاب ايضا ولا يبدو انها ستحقق الانتصار الناجز هناك قريبا
اما امريكا فانها ستوسع من خططها في ترسيخ وجودها العسكري والسياسي في سوريا فقد تبدلت سياستها بعد تزايد النفوذ الروسي وستعمل على زيادة قواعدها مع عدم التخلي عن حلفائها المحليين قوات سوريا الديموقراطية (قسد) رغم التهديدات التركية التى لم تلق اي استجابة
اي لعبة هذه التي تقع على رؤوسنا ونحن حتى الان لم ندرك من يلعب على من بالنار . . والنار قد احرقت اليابس والاخضر فينا وفينا فقط . ومازالت الحروب مستمرة والنار مشتعلة فينا