التغير الذي حدث في العراق لم يكن مجرد تغيراً غيّر حكومة وأتى بأخرى يرغب بها الشعب وأنتهى الأمر ، بل كان تغيراً عظيماً قلب الموازين وأربك الخطط وأثار كل الضغون التي أخفاها غبار التاريخ الطويل من حكم الأقلية وأظهر المخاوف من مستقبل مجهول تقوده الأغلبية المملؤة حتى الهامة بشعارات الأحرار وطموحاتهم التحررية ، فكان تغيراً في حكم العراق ولكنه كان بركاناً تفجر في العالم العربي فالجميع قد أخذ منه ما يحتاج إليه فالشعوب العربية أخذت منه الثورة والنضال ضد الأنظمة الفاسدة والحكومات الظالمة أخذت منه الحذر والتخوف من المستقبل القادم التي تقوده الشعوب المحرومة التي ترفض حكم الأنظمة الطائفية البغيضة ، فقامت أنظمة الخليج وخصوصاً آل سعود وآل ثاني تبذل قصارى جهدها من أجل ضرب هذا التغير العظيم وإرجاع الأقلية الى حكم العراق ، فستعانت بعلماء الجور الذين يفتون بما يرغب به الحاكم فكانت فتاوي التكفير والقتل والإبادة ، ولم يكن العراق جميعه قد رحب بالتغير بل بعضه قد رفض هذا التغير جملةً وتفصيلا وأصبح يد الأنظمة الطائفية لضرب العملية السياسية الجديدة التي أنبثقت من رحم هذا التغير الكبير ، فكان التحدي كبيراً والأعداء كثر من الداخل والخارج والأسلحة المستعملة مختلفة تدعمها وتقويها الفتاوي التكفيرية الشيطانية ، ولكن السوأل الكبير والخطير في نفس الوقت ماذا فعلت الحكومة العراقية من أجل حماية شعبها أولاً والعملية السياسية ثانياً ؟؟؟؟؟ ، نلاحظ الأختلاف الكبير ما بين عمل الجهتين فألإرهاب ومن يدعمه يعمل ما يريد في العراق بل يتحرك على جميع المستويات السياسية والإقتصادية والإرهابية ، فألكثير من قادة الإرهاب هم شركاء في العملية السياسية بل يجلسون على أهم مقاعد في العملية السياسية ، والدول التي تدعمهم بشكل علني ومبطن تمتلك علاقات جيدة مع الحكومة العراقية والبعض منها تتشوق الحكومة العراقية على إعادة العلاقات معها ولكنها هي التي لا تريد بل ترفض الإعتراف بحكومة تقودها الأغلبية الشيعية ، أما الإقتصاد فجميع الدول الداعمة للإرهاب فشركاتها تسيطر على الإقتصاد العراقي وقادة الإرهاب هم كبار التجار الذين يديرون عمل هذه الشركات بل أصبح تمويل العمليات الإرهابية من خلال العمل التجاري لهذه الشركات ، أما الإرهاب فيستطيع أن يضرب اي منطقة في العراق وفي الوقت الذي يريده ويختاره ، والحكومة العراقية ليس لها مكان بل غائبة من كل هذا وكأن الأمر لا يعنيها والأنفجارت الدموية التي تعصف بالعراق في بلد أخر ليس في بلدها والضحايا من شعوب أخرى وليس ابنائها ، فلم تتخذ أي إجراء رادع يضرب الإرهاب ومن يدعمه في الداخل والخارج ، فلماذا لا تضرب من يقود الإرهاب في داخل العراق كائناً من كان وإذا لم تستطع ضربه فالتخبر الشارع العراقي بالأدلة القاطعة وليس التسقيطية والسياسية لكي يعرف الشعب أعداءه من قادته والمدافعين عنه ؟؟؟؟ ، لماذا لم تعاقب الحكومة العراقية الجناة عندما تقبض عليهم فتتركهم في السجن حتى تحين فرصة الهرب أو العفو ؟؟؟؟ ، لماذا لا تستعمل الحكومة العراقية الأقتصاد كسلاح وضغط بوجه الدول الداعمة للإرهاب في العراق ، كطرد أي شركة تعمل في العراق أو منع الإستيراد من أي دولة يثبت أن حكومتها متورطة بدعم الإرهاب أو الدفاع عنهم ، كطرد الشركات التركية والاردنية والسعودية والقطرية وكذلك الإماراتية وأي دولة تتلاقا مصالحها مع تدهور الحالة الأمنية في العراق ، أما مواجهة الإرهاب بشكل مباشر من قبل القوات العراقية الداخلية والدفاع فهذا الأمر كأنه غير موجود بل اصبح في مستوى العدم نتيجة التفجيرات التي تضرب مدن العراق كافة وفي أي وقت واي مكان فاين هذه القوات وقادتها الأمنيين ؟؟؟؟ ، أين الحكومة العراقية من تسليح الجيش والقوات الداخلية العراقية بأحدث الأسلحة من أجل حماية شعبها وحدودها ؟؟؟؟ ، علماً لقد أستطاعت الحكومة العراقية أن تحمي المسؤول العراقي من وزير أو عضو برلمان أو مدير عام أو شخصيات دينية وأجتماعية معروفة بأفضل الطرق من سيارات مصفحة وأسلحة حماية وأجهزة أتصال متطورة ، ولكنها لم تقدم للشعب العراقي 10% مما قدمته للمسؤول العراقي الذي يسبح بالرفاه والراحة والأمن الرخاء والسعادة ، نعم التحديات كبيرة والأمر خطير وعظيم ولكن الحقيقة الخطيرة التي يجب أن نعترف بها بأن قادتنا المتصدين الأن لم يكونوا على مستوى هذا التحدي بل فشلوا بقيادة العراق خلال هذه المرحلة الخطيرة التي ذهب ضحيتها الألأف من أفراد الشعب العراقي المظلوم ، أن الحكومة العراقية وأغلب السياسين المتصدين في العملية السياسية يغطون في نوم عميق في منطقتهم المظللة الخضراء وإذا أهتم أحدهم بمعانات الشعب وجراحاته فيرفع رأسه ليشاهد الأحداث من خلال نافذة قصره المظلل خوفاً من الإرهاب ، وأما الذي أحس بفقدان شعبيته فخاطرة من أجلها وذهب الى فواتح الشهداء تحت الحماية المشددة والسيارات المصفحة ولكن هذه المرة الشعب رفضه وأعاده الى قصره المظلل جبراً تحت وطئت الحجارة والسباب واللعن ، وهكذا يتسائل الجميع أين حكومة العراق والقيادات السياسية من كل هذا فهل هي حقاً تقود العراق أم الإرهاب ومن يدعمه سؤال يجب أن يعرف إجابته الشعب العراقي قبل فوات الأوان ؟