يعتبر تنظيم القاعدة من اكثر التنظيمات المسلحة في العالم من حيث امتلاكه الاموال وحساباته الجارية في البنوك والاستثمارات الضخمة في امريكا واوربا تحت مسميات معروفة ،وباتت ارصدته لا تخفى على حكومات العالم حتى منظمة ( فاتاف ) المتخصصة بمتابعة تحويل الاموال بين البنوك في العالم ورصد غسيل الاموال والمتاجرة بالمخدرات ، مما شكلت هذه الرساميل عوامل اساسية في تطوير قدرات واداء التنظيم بتشكيلاته المتعددة والمنتشرة في انحاء العالم . وكانت السعودية وامريكا من اوائل الدول التي قدمت الحماية لاموال تنظيم القاعدة سواءاً في بنوكها او الدول الموالية لها في ثمانينيات القرن الماضي بعد الاشتراك علناً مع تنظيم القاعدة في مقاتلة الروس بافغانستان ، وبالتالي كانتا تعرفان حجم الاموال ومعدل الصرف والانفاق . وبعد تعرض بعض من قادة التنظيم الى القبض عليهم في بلدان عديدة وايداعهم السجون وحكم عليهم بالاعدام ، مما أثر على التنظيم في تسريب معلومات مهمة تشترك بها المخابرات الامريكية والاقليمية ، بالرغم من استخدام التنظيم الاسلوب الخيطي في ادارة معلوماته وتنفيذ عملياته خوفاً من الاختراق والقبض عليهم . وجراء وجود اعداد كبيرة من قادته في السجون تبنى تنظيم القاعدة استراتيجية جديدة لتخليص اتباعه منها . وتشير تقاريرسرية جرى الكشف عنها ان التنظيم استشار المخابرات الامريكية بشأن الخروج من هذا المأزق وتم الاتفاق معها على التعاون من خلال اعداد خطط لتحرير عناصره في العراق وافغانستان وباكستان وسوريا والجزائر ومالي ، على ان تقدم المخابرات الامريكية الدعم الاستخباراتي لها والضغط على بعض المسؤولين الموالين لها في ادارة السجون لاعطاء الضوء الاخضر وتحديد ساعة الصفر . وتم فعلاً تنفيذ هجمات في العراق وليبيا وكان اخر الهجمات يوم الثلاثاء 30 تموز 2013 على سجن في باكستان وتم تحرير ( 250) سجيناً من عناصره ، مما شكل صدمة لدى الاجهزة الامنية الباكستانية من حيث دقة التنفيذ والعمليات فضلاً عن الصفحات اللاحقة بالعملية في تأمين تحريرهم وايصالهم الى مواقع امينة .اعتقد ان المخابرات الامريكية في حالة حرج جراء تسريب هذه المعلومات والتعاون مع القاعدة . ان السبب الذي دعا المخابرات الامريكية الى التعاون مع التنظيم في اطلاق سراح قادته يكمن في تنفيذ اجندتها في اي مكان في العالم باعتبارهم اوراق ضغط مطلبية على الانظمة الموالية لها او المارقة . السؤال المطروح الى اي مدى ستبقى امريكا تتاجر بدماء ابرياء العالم وترعى اموال وعمليات تنظيم القاعدة ما وراء الحدود لتأمين مصالحها وهي تُعلن في نفس الوقت مكافحة ( الارهاب الاسلامي ) علناً .