قبل فترة ليس ببعيدة ‘ اطلعت ومعي الكثيرون من الناس على برنامج ( الا تجاه المعاكس ) الذي تم من خلاله تبادل الاراء عن مسألة القومية الكٌردية تحت عنوان ( هل يستثمر الآكراد في مأسي العرب) ‘ وكمنتم الى تلك القومية العريقة ( ومظلومة بحكم الجغرافيا ونتيجة لعدوانية الغرب المدعي حامي حقوق البشرية متظاهراً برؤية الانسانية وفي الواقع مسبباً كل الظلم الذي يحصل في الشرق الاوسط منذ نهاية القرن التاسع عشر واكثرهم تضرراً هم الكرد ) . بدءاً ‘ اشعر بفرح عندما ارى الاهتمام بمناقشة قضيتنا من خلال مصادر المعلوماتية ( مع اني لي شك مشروع بما تتعرض له قناة الجزيرة شبيهة تماما بالاعلام الصهويني مهمتها نشر القلق والشك والريبة لدى الاخرين لغاية في عقل مجموعة من الامراء اصبحوا من اصحاب السلطة وهم لايستحقونه بمقايس كل المباديء الاساسية الايجابية من السماء والارض لخدمة البشرية) ‘ ولكني تابعت البرنامج بدقة وبعد الانتهاء من البرنامج ظهر انه يدخل ضمن حمله منظمة بدقة ضد كل ترابط تاريخي وديني بين المكونات المتعايشه في منطفة الشرق الاوسط عموما وبين اربعة من الشعوب المؤثره في وضع المنطقة : العرب والفرس والترك والكرد وان نشر خبر في موقع الجزيرة نت تحت عنوان (هل يستثمر الاكراد في مآسي العرب؟ ) دليل واضح على ذلك ‘ و حتى الجاهل بالتعقيديات السياسية يعرف ان وضع الكرد (منقسم ارضاً وشعباً ) نفذه بتخطيط الغرب وانهم ليسوا متعايشين فقط مع العرب بل مع القوميتين الفرس والترك كذلك ‘ ولكن من الغريب هناك ومنذ 2003 هجمة منظمة ودقيقه ايضا يريد نشر الاكاذيب ليظهر : ان العرب والاسلام فقط مسؤولوا عن ماساة الكرد مع ان التاريخ سجل اكثر من عملية انفال مورست ضد وجود الكرد في ايران الشاه بداً من مذبحة ال سمكو ولم ينته بمذبحة مهاباد وشنق قادة الكرد امام العالم وللان ان الكرد مضطهدون قومياً هناك ‘ وتركيا الكمالية الذي سمى هذه القومية باتراك الجبل ولا يزال مضطهداً ومطارداً ‘ ولكن المشارك الاول في برنامج
( غير معاكس في الهدف المشبوه …! ) المشكلة القومية الكردية بعلاقتها مع العرب وإنتمائها للدين الاسلامي فقط عندما قال : ( أن الامةالعربية المسلمة تتقاسم مع الأكراد الثقافة والجوار والمذهب السني.) وتساءل ( ما الضير في أن تكون دولة جارة إلى جانب 22 دولة عربية ؟ ) ، وأن ( تضاف لمنظمة التعاون الإسلامي……!!). بعد ذلك وجه سؤاله المشبوه : (ولماذا يتوقع العرب أن الأكراد سيناضلون بالنيابة عنهم ؟ ) كما ا شرنا في البداية ان التركيز على ان مظلومية الكرد تقع على العرب و بعد ذلك الإسلام ‘ بداء منذ عام 2003 وبعد احتلال العراق مباشرة واخذ شكل منظماً وتقوم كل الاجهزة الاعلامية مؤيدة بشكل مباشر واخرى من خلف الستار لمدرسة الاعلام الغربي عموماً والصهويني ودويلتها العبرية خصوصاً يركز على جريمتين شنيعتين فقط اللتين ارتكبهما النظام العراقي في نهاية الثمانينيات القرن الماضي بحق الكرد ( الانفال و ضرب الكيمياوي ) بشكل يوحي بانهم جرمتين وحيدتين نفذا بحق القومية الكردية منذ تنفيذ سايكسبيكو وتقسيم اراضي الكرد والعرب (فقط ..!) ‘ كأن الكرد في جزئين الاخيرين من وطنه المقسم كانت تعيش في النعيم …!! والغريب ان جهات معروفة اقليمياً ‘ في تركيا خصوصاً له مساهمة خبيثة في هذه الحملة كانهم يريدون الانتقام من التاريخ العربي بعد مساهمتهم في اسقاط امبراطوريتهم العنصرية المتخلفة ‘ علماً وكما وضحنا في تحليل اخر حول حق تقرير المصير الكرد ان تاريخ النضال الكردي في العراق يشهد ان العرب كشعب و ككثير من المنظمات الشعبية ومنذ تاسيس الدولة العراقية كانوا مناصرين لنضال الكرد وأنه و (بعد سقوط العثمانيين وغدر الانكليز بحق الشيخ محمود الحفيد ، أخذت الحركة القومية الكردية في كردستان الجنوبي (العراق ) طابعاَ أكثر موضوعية في النظر إلى الأمور السياسية والموقف والموقع الكردي في ما يحدث في العراق بعد تأسيس الحكم الوطني فيها ، حيث عندما نقرأ تأريخ ظهور التوجهات القومية من قبل الكرد في أجزاءها الثلاثة المقسمة على العراق وتركيا وإيران ، نرى أن هذه التوجهات وبعد الحرب العالمية الأولى والثانية : سحقت في إيران وتركيا من قبل القوة القومية الفارسية في إيران الشاه جمورية مهاباد والقوة القومية العنصرية التركية بقيادة مصطفى كمال عندما تراجع عن وعده للكرد بتحقيق أمنياتهم القومية بعد تأسيس دولة تركيا حيث بدل ذلك قام بسحق قوتهم وإعدام قادتهم الشيخ سعيد والدكتور فؤاد والآخرين ، أما في الجزء الملحق بالعراق عند ظهور القوة القومية الكردية
مطالبة بحق تقرير المصير بقيادة الشيخ الحفيد وأعلن تأسيس الحكومة في السليمانية ، سحقاً هذا المشروع بالقوة الانكليزية وليس القوة العراقية ، وبذلك فتح باب إلحاق منطقتهم بالعراق ، لذلك رأينا ظاهرتين في حياة الحركة السياسية في العراق في تلك المرحلة : الأولى تأييد بل المشاركة الكردية في ثورة العشرين العراقية من خلال تدخل القوة الشخصية للشيخ الحفيد ، ثانياً عندما تم تأسيس الدولة العراقية في 1921 كان للكرد دور الشريك وليس الاشتراك ! في تأسيس تلك الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية أيضاً وبشكل ممكن أن نعتبره متميز ، من هنا فإن وضع إقليم كردستان العراق بعد تأسيس الدولة متميزاَ أيضاَ حيث سلم إدارة المدن الكردستانية الكبيرة بما فيها كركوك لأهلها واعتبرت اللغة الكردية اللغة الرسمية في الاقليم والدراسة في مرحلة الابتدائية باللغة الكردية في المنطقة بما فيها كركوك ..! ويعود حصول هذه المكاسب في رأينا المتواضع لسببين : الأول أن حركة القومية الكردية في تلك المرحلة لم تواجه بالتعصب من قبل سلطة تمثل عرب العراق ، والثاني يعود لحكمة الملك فيصل الأول في تعامله وبذكاء مع كل الأطياف العراقية ) قبل ايام تفاجأت باعلان في بعض مواقع التواصل الاجتماعي لدعوة مفتوحة لتاسيس منظمة تكون مهمتها (طرد المسلمين المناصرين للتعريب في اقليم كردستان ….!!! ) مازاد اعتقادي ان حملة تشجيع روح العدوانية العنصرية بين الكرد والعرب بحيث ينسى الجيل الكردي الجديد ( من بعد تسعينات القرن الماضي ) كل تاريخ اضطهاده القومي في الاجزاء الاخرى من وطنه المجزء رغم استمرارية اضطهادهم و انتهائه في العراق ( من قبل السلطة العربية ) عملية منظمة متعمدة وراءها مقاصد خبيثة سيكون ضررها على الكرد لايقل على العرب ‘ ليس اقلها فتح شهية العنصريين بين الفرس والترك للتفكير والبحث عن طريقة استغلال هذه الحملة ويفتحون طريق الهيمنة على مقدارات القومية الكردية …!
اننا تعتقد ان من يعتبر نفسه صديق للامة الكردية ويتمنى ان ياتي يوم ان تنضج التجربة الفدرالية الكردية في اقليم كردستان العراق ليكون نواة لتحقيق امنية الكرد لتقرير مصيرهم ‘ عليه اننا نرى ان من يريد ان يشجع الكرد حفاظا على هذه التجربة عليه ان يساعدها على بناء متين وليس فقط يشجع عواطف الناس مستغلاً وضع متازم في المنطقة ويدفع مندفعين للمغامرة معتمداً على مكاسب الشعب الذي حصل علية بالدم ‘ ان المخلصين من الكرد
يعرفون ان الوضع في الاقليم ليس مهيأه ابداً لاي اندفاع يعتمد على عواطف الشعب المشروعة فقط دون المستلزمات الاخرى ‘ لان هذه التجربة مع الاسف بنيانه ليس بقوة تتحمل اي خطوه غير محسوبه ‘ واننا نأسف ان نتطرق الى بعض الحقائق تؤكد وجهة نظرنا :
· عضو ناشط في البرلمان (معطل بطريقة غيره مشروعة ) لاقليم كردستان يصرح يوم 10 نيسان لمصدر اعلامي بان 53 % من الاراضي الكردستانية مبيوع للشركات الاجنبية وبطريقة غير مشروعة ونتيجة لهذه العملية التي تم بطريقة عشوائية ادى الى تضرر البيئة في الاقليم ويكلف 11 مليار دولار …!! وفي نفس اليوم صرح عضو برلماني اخر حول ادعاء بعض المسؤولين بانهم يريدون الاصلاح بمايلي : ان قدرة المافيا والفاسدين في الاقليم اقوى من ان يتجرأ اي مسؤول ان يقوم باي خطوة اصلاحية …( نشر المعلومتين باسماء صريحة لعضوي البرلمان في موقع لفين بريس الكردية ) في وضعية كهذه ان من يتعاطف مع الكرد علية ان يساعد الخيرين منهم ان يوحدوا صفوفهم من اجل مستقبل بناء وليس تحركهم بدواعي مشبوهة تحت عنوان ( حق تقرير المصير) ويكون عنوان هذا الحق زرع الحقد تجاه العرب والاسلام .ما يهمنا مستقبل الكرد ، أن هذا الشعب العريق الذي لولا لعبة الغرب وتعصب الإدارات الإقليمية في الشرق المتوسط ، لكان له الحق في أن يكون أحد الدول الإقليمية المؤثرة والمشاركة في بناء الاستقرار والعيش الكريم بالتعاون مع شعوب المنطقة ( وتحقيق هذا الحلم ليس منه على الكرد بل حقه المشروع بمقاييس حق السماء والأرض) ولكن تآمر وأطماع الغرب وتعصب الحكام الترك والفرس والعرب ( نؤكد الحكام ) أدى إلى استمرار التقسيم كما هو الآن .. وقمة المأساة في قراءة أسطورة الكرد المجزأ والعرب المقسم ، لا ترى وثيقة يعترف فيها الغرب بأنهم مسؤولون عن هذه المأساة ، بل مواثيقهم تؤكد مسؤولية الكرد أنفسهم عن الحال الذي هم فيه ….!! حيث كتبوا في تحليلاتهم : ( لابد من الاعتراف بأن الكرد بعد الحرب العالمية الأولى كانوا يفتقرون إلى مشروع سياسي يوحدهم وقيادة كاريزمية ومبادرة بعيدة النظر تستطيع توحيد صفوفهم وتقودهم نحو تحقيق أهدافهم . وقد شخصت صانعة الملوك في الشرق الأوسط المس
بيل في بداية العشرينات من القرن الماضي هذا القصور عند الكرد بقولها : الكرد شعب يفتقر إلى قيادة …) . وظاهر ان احفاد اصحاب هذه التحليلات هم انفسهم اليوم ينسقون لنشر احقاد بين شعوب المنطقة في هذه المرحلة الدقيقة في حياتهم والآن ، نقول مخلصاً لمستقبل شعب رأى الكثير الكثير من المآسي إلى أن حصل ما حصل عليه من الحقوق المشروعة في جزء من أراضيه ( إقليم كردستان العراق ) حصلها بالدم والدموع ودعم الخيرين أيضاً في العراق ، نقول كمواطن منتمي لهذه الأرض والشعب وعلمتنا الدنيا قليلاَ من قدرة القراءة : ( أن على المتنفذين الكرد عدم الاعتماد على بعض التصريحات الغربية عموماً والأمريكيين على وجه التحديد من أمثال زلماي خليل زاد الذي لا يشعر بالانتماء لا إلى أرضه ولا إلى شعبه ولا إلى دينه بل كان عراباً للأمريكان لتحطيم بلده الفقير وشعبه الجوعان ، فكيف يكون نصيراً للشعب الكردي وهو يعرف من ابتلاء هذا الشعب بشر التمزق والانقسام ، ومثل الذي يقول ( لا يستطيع أحد أن يحك رأسك بحنية إلا يدك ) هو مثل كردي أصيل ) فليس امام القومية الكردية في اجزاءها الاربعة في هذا الظرف الذي يصر قوى الإستكبار في العالم على ادامة الفوضى في المنطقة الذي يعيش الكرد ضمنها الى مدى لايعلمة الا الله ‘ ليست امامها إلا إختيارين : فإما ان تكون قادتهم في مستوى المسؤولية القومية العليا وهو السير نحو تحقيق حق تقرير المصير بتوحيد التوجه القومي الموحد الذي يستطيع فرض قدرته على ارض الواقع يجبر الاخرين على التعامل معهم كقيادة قومية موحدة ‘ وإما تتوحد الصفوف في كل بلد من البلدان الذي تشاركهم المصير : العراق وايران وتركيا وسوريا مع القوى الوطنية المؤمنة بالعيش المشترك ضامناً كل حقوقها المشروعة كما تختار مشــاركاً في البناء حقوقاً وواجبا.