لا تزال تداعيات القصف الصاروخي الهجومي الذي طال المنطقة الخضراء ، وبعض مدن كردستان الامنه , فقد دخل فصيل مجهول آخر على الخط ، الذي وقع ضحيته عشرات الشهداء والجرحى الأبرياء وتدمير أبنية سكنية وممتلكات عامة يضع أمامنا عددا من الأسئلة التي لا بد أن تجيب عنها وزارتا الداخلية والدفاع واللجان الأمنية في مجلس النواب العراقي ومجلس محافظة بغداد .. ولا بد من الإشارة هنا بأن أغلب المسؤولين الأمنيين وبعض المتحدثين عن الكتل والأحزاب السياسية دأبوا سابقا على إطلاق الاتهامات غير المبنية على أسس منطقية أو واقعية .. لعل من أبرزها إلصاق التهمة ( ؟ ) ما منح إرهابيي ( داعش ) مساحة كبيرة للتحرك في مواقع ومكانات بعيدة عن المتابعة والمراقبة .. ووقوع هذا الحادث المأساوي لا بد أن يسدل الستار على مصدر الإتهامات القديم والإلتفات المركب على أبعاد وطنية إلى كل العاملين في المجال الأمني قبل غيرهم وبخاصة الرؤوس التي تعتقد أنها بعيدة عن المحاسبة والمراقبة كالوزراء ووكلائهم والمدراء العامين والقادة وأمراء الألوية الموجودين داخل العاصمة بغداد وإستبدال القطعات العسكرية والأمنية داخل العاصمة بشكل دوري .. وما أذكره مقترحات من المفترض أن تأخذ بها الحكومة كما قدم غيري الكثير من الآراء والمقترحات الكفيلة بمعالجة ثغرة أمنية قد تسبب في المستقبل كوارث أكبر بعد أن إمتدت يد الإرهاب إلى ( مدن كردستان العراق ) التي تمثل النسيج المجتمعي العراقي بأجمل صوره .. كما يفتح هذا العمل الإرهابي الجبان أمامنا أسئلة مصيرية لعل من أهمها ضرورة كشف وقطع شرايين وأوردة الفساد المنتشرة داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية المسؤولة عن أمن بغداد بعد فشل قيادة عمليات بغداد والشرطة الاتحادية ومئات السيطرات ونقاط التفتيش بالتصدي للعمل الاجرامي , و تصاعدت وتيرة العنف الدموي والوحشي من جديد في كافة إرجاء مدن العراق ، بعد أن شهدت العاصمة الحبيبة ( بغداد ) تفجيرات وهجومات منظمة راح ضحيتها العشرات والمئات من أبناء شعبنا المسكين الذي لا حول لهم ولا قوة , الكل في العراق اليوم يتهم من يريد أن يتهم في الداخل والخارج بافتعال هذه الأعمال بعد أن اتضحت للعيان صورة العمليات المسلحة الأخيرة التي قامت بها الجماعات المتطرفة التي تنتمي إلى الأحزاب السياسية العراقية والى فصائل تنظيم يعود إلى دول كبرى الهجوم الغير مبرر على مناطق الخضراء واربيل والسليمانية والشعب وراح ضحية الاستهداف عدد كبير من أبناء العراق الميامين .. وعادت قوات وخفافيش المحتل من جديد لتنشر الرعب بين الناس بافتعال الطائفية الدينية واستهداف المواطنين .. وجدتني مضطراً من جديد إلى الكتابة من أجل أن يعرف العالم اليوم قصة مدن العراق وحكاية وقصة شعب يموت في وضح النهار وفرط ما تعانيه في كل ساعة ودقيقة وثانية من تدميرٍ مبرمج وضياعٍ لا حصر له لمعالم مدن السلام في العراق تقع على مفترق طرقٍ تبدأ من الشرق ولا تنتهي إلا في البيوت العامرة قبل أن تدنسها أقدام الاحتلال وعملاءهم لتعيد الحرب الطائفية من جديد وتشعل الفتنة بين أبناء الشعب الواحد لكي نعيد تلطيخ قميص سيدنا عثمان رضي الله عنه بالدم من جديد مع أن الخليفة الرابع للمسلمين علياً بن أبي طالب رضي الله عنه لم يبايع الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ألا بعد ستة أشهر من مبايعة غالبية المهاجرين والأنصار له ، لكن لم يمنع هذا الأمر علياً من أن يدافع هو وسبطي الرسول صلى الله عليه وسلم ، الحسن والحسين رضي الله عنهما ، أيام الفتنة الكبرى ومحاصرة منزل الخلافة ثم قتل عثمان على يد المتمردين من المصريين بعد حادثة تزوير كتاب تولية محمد بن أبي بكر وكثيرٌ من الروايات نسجها الخيال أو صنعتها المصالح والارتباطات السياسية لكثير من المؤرخين ، لكنهم اجتمعوا على أن علياً وأبنه الحسن كانا من بين القليل من الرجال الّذين حملوا نعش عثمان بصمت ودفنوه في وادي البقيع وفي منطقةٍ تسمى (حشا كوكب)
عليٌ المعارض وعثمان الشهيد، مقطع الأوصال يتآخيان لحظتئذ لوأد ودحر الفتنة فحمل عليٌ رفيق دربه في مسيرة الوحدانية القاسية وصحبتهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، على خشبةٍ كي يدفن بهدوء..
بقيَ في دار عثمان قميصه الذي قتل به والذي كان من المفترض أن يدفن معه كونه قتل شهيداً !
أمران أذن لم يحسب لهما الهاشميون وقريش والأنصار أي حساب ، القميص الممزق بالسيوف والملطخ بدم عثمان والمصحف المدمي !
لا يعلم أحد من استلهما من الدار ثم أوصلهما إلى الشام (هكذا).. القميص يصل إلى الشام كي تبدأ رحلة للفتنة لم ولن تنتهي.. بدأ معاوية وبنو أمية بحشد تأييد الناس واستمالة قلوبهم واستفزاز مشاعرهم بعرض القميص على منابر الخطباء في الجوامع ، بين جامع وجامع ومسجدٍ ومسجد وحيٍ وحي في الشام، والناس تبكي وتنظر بحزنٍ واستياء وستهجان على قميص خليفة رسول الله وقد تقطع وتشقق وامتلأ بدمه ، في الوقت الذي لم يقم أحدٌ من بني أمية بذكر أن علياً وابنه كانا من الأقلية التي دفنت عثمان !
أي أن هناك هدفاً آخر لاستقطاب الرأي العام في الشام ونزع القميص وإيصاله وهو الخلافة، وبالها من خلافة بعد أن بويع علياً وبدء الاضطرابات والجمل وصفين وظهور الخوارج وقتل علي ثم قتل الحسين.. ثم – ثم – ثم تقطيع الأمة وتمزيقها إلى طوائف ومذاهب سياسية وعرقية نكتوي بجمرها لحد الآن .. التاريخ يعيد نفسه، وبعيداً عن التشبيهات طبعا ، العراق الذي أسقطته قوات الاحتلال الأمريكي وأَسَرَتْهُ، وحاكمته برسومٍ عراقية متحركة وتسليمه إلى حكومة دولة القانون ولا يطبق فيها القانون بعد صدور حكم الإعدام على هذا الشعب المسكين ، أختار الجلادون السياسيون في العراق أن يصعد هذا الشعب بعد الانتخابات على منصة الموت ولف حبل الشنق حول عنقه !