قالها السيد بايدن قبل اربع سنوات حين دعا الى انشاء ثلاث كونفدراليات في العراق على اساس طائفي وجغرافي، لكن دعوته وقتها جوبهت بموجة عارمة من الاعتراضات والتنديد من الاطراف السياسية كلها، باستثناء حكومة الاقليم التي لم تعلق على الدعوة واكتفت بالقول: إن تقرير المصير من حق الشعوب.
وبعد سنوات من تلك الدعوة وبعد اشتداد الاقتتال وتغذية الطائفية من بعض الرموز السياسية المحلية والاقليمة والدولية، بدأنا نسمع جهاراً نهاراً من وسط البلاد وجنوبها، ومن غربها وشرقها، وكردستانها دعوات واضحة صريحة لاغبار عليها بالانفصال، وتقرير المصير وانشاء كونتونات مستقلة هنا وهناك يحكمها امراء الحرب والفساد المنتشرون في ارض العراق، فإبن البصرة والناصرية والعمارة بدأ يرفع صوته عاليا ويتساءل: الى متى نبقى بقرة حلوب ننتج النفط ونعطيه لآخرين ؟ نرى سهام بعضهم توجه الى اكبادنا، ويستهدفون ابناء جيشنا، ويحرقون منشآت الدولة، ويدمرون جسورها، ويفتكون بأهلها. إن البلد لن يحكم بعقلية الانتقام والاستئثار بالحكم، والاعتقاد بأن التيجان الذهبية لاتصلح سوى لفئة من الناس.
إن الشعب غير مستعد للانتظار الى وقت طويل وصبره بدأ ينفد، فما الفرق بيننا وبين الكويت ؟ هم ونحن نتقاسم البحر لكنهم يشربون الماء الزلال ، ونحن نشرب الماء الاجاج، لماذا هم يسكنون البيوت الفارهة، ونحن نتحسر على بيوت الصفيح؟ هل العلة فينا نحن افراد الشعب لاننا نطبل ونزمر ونمجد للطواغيت أم العلة بقائد ضرورة الزمان؟!
أما تتحرك الضمائر لكي تنقذ مدينة البصرة من الماء الاجاج ؟ أما تتحرك الظمائر الحية لانقاذ مدن الجنوب التي تنتج النفظ من مآسي الفقر والدمار التي لحقت بمدنهم ؟ أما تتحرك الضمائر لإنقاذ النازحين الذين شردهم الارهاب؟
ايها الناس، اقولها بصراحة: إن الشيعة اينما كانوا متعاطفون مع الحوثيين ويصف اغلبهم الحملة السعودية بأنها عدواناً غاشماً، في حين يصفها “السُنة ” بالمباركة ومن يقول غير ذلك فنقول له عذراً انك غير دقيق، إلاّ استثناءات هنا وهناك. فأي وطن موحد هذا الذي نعيش فيه، منقسمين على مشاكل الغير، ونموت من اجل الغير، ونبدد ثرواتنا لاجل الغير ونحب الغير، اكثر من حبنا لارضنا وشعبنا واهلنا ؟
الحقيقة مرة اخواني، تذوقوا مرارتها عن قرب حين تعرفون صورة الجمهورية الاسلامية لدى سكان الانبار ؟ وصورة دول الخليج وتحديدا السعودية لدى ابناء الوسط والجنوب ؟ الحديث لن ينتهي لان نهايته حنظل !!