9 أبريل، 2024 1:37 ص
Search
Close this search box.

من يقتل مشعان الجبوري !!!؟؟؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

مشعان الجبوري او مشعان ضامن ركاض ذلك الفتى القادم من اعماق الشرقاط الى وسط العاصمة ونيونها الملونة في سبعينات القرن الماضي وتحديدا في المنطقة المحصورة بين ساحة الشهداء وشارع حبيب العجمي والمتخذ من مقهى ( 14 رمضان ) مقرا له هو ورفاقه محارب وعبيد وعزاوي وعداي وخلف وخليل وغيرهم كانوا ينتظرون قبولهم في دورات خاصة لكن عيونهم كانت على مديرية المخابرات العامة حديثة التشكيل ورغم بساطتهم وتربيتهم الريفية الا ان مشعان كان اكثرهم بحثا عن علاقة بمسؤول هنا او رفيق هناك اضافة لقدرته على الحفظ وتنوع الاحاديث فاوصله هذا الى طريق لم يكن في حساباته يوم غادر الشرقاط باتجاه بغداد ولم يكن من ضمن احلامه واصبح بين ليلة وضحاها صحفيا ( كاتب تحقيقات ) في جريدة الثورة وقد يذكر جميل روفائيل المقيم في زغرب حاليا يوم كلف برعاية الصحفي الحاصل على كارت توصية من الحكومة . وهكذا سارت سفينته وسط موج هاديء حتى شب عدي عن الطوق فكان مشعان من رعايا مملكته واصبح له جراء ذلك مكتبا في الكرادة وزوار ووفود وشعراء يمدحون ويقبضون وقد يذكر ذلك كريم العماري لكن التسعينات وضخامة ارقام المبالغ التي تدخل ( مجرات ) مكتبه انقلبت وبالا عليه حتى بات خارج العراق واللعبة فشكل حزبا ضمن معارضة مخترقة وعرف الاخرون ان لمشعان حزبا من خلال قصيدة عباس جيجان التي كانت بعنوان ( الثور ) فاستقطب مشعان الاضواء وكم تباهى بجواز سفره ( العراقي ) على المعارضين الذين هربوا بدون جوازات في اروقة برنامج ( الاتجاه المعاكس ) وبعد اعلان بوش تحرير العراق وتشكيل الجمعية العامة وهي اول برلمان عراقي بعد نظام البعث كان مشعان عضوا فيها بصوت مجلجل حتى وقعت مشادة بينه وبين نوري المالكي فقال له نوري الذي كان جواد ( مشعان لاتطالب باي شيء اذهب وتغرب ثلاثين سنة مثلنا ثم تعال طالب ) ثم تعاونت عدة اطراف على كشف غسيل مشعان والذي كان قبله كشف على ايام عدي وانزوى مشعان عن الاضواء بعد قضايا اموال ومشاكل خصوصا في حمايات النفط في المناطق القريبة من سكنه الاصلي وبما ان السياسة لاقلب لها فان اليد التي دفعته للصمت والظل هي التي اعادته للاضواء وبـ(كرين كارت ) فبدأ صوته يلعلع مرة اخرى لكن بانحراف 180 درجة تاركا الصفويين ماطرا شآبيب غضبه على زملائه وشركاؤه القدامى . في النهاية مشعان ليس ظاهرة تستحق الوقوف عندها ولم تكن تصريحاته الاخيرة شعور بالذنب او صحوة ضمير او وطنية هبطت عليه غفلة وانما الرجل مثل كثير غيره نتاج تربية نظام شمولي يقترب فيه امثاله من السلطة فيكون اداة لها وتكون هي حاميا له في الحصول على مكاسب غير مشروعة وبعد انتهاء الزمن الشمولي وجد نفسه في مساحة تتيح له حركة ومكاسب في زمن فوضوي تتغير فيه مراكز القوي بين لحظة واخرى لكن اخطاؤه التي تراكمت جعلت منه منبوذا من كل الاطراف رغما انه من سنخهم وفصيلة لصوصيتهم فدفع به هذا النبذ الى محاربة طواحين الهواء مثل دون كيشوت وفي النهاية سيبح صوته ويسكت منزويا في مكان مظلم متحينا الفرص لزمن اخر او تريحه رصاصة احد افراد الحمايات .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب