23 ديسمبر، 2024 9:33 ص

من يقتل الشعب السوري؟!

من يقتل الشعب السوري؟!

بعد مضي حوالي 7سنوات على الثورة في سوريا، لاتزال الاوضاع في سوريا على سابق حالها متمثلة في المواجهة بين الشعب و الدکتاتور الحاکم في بلادهموالذي لاشك فيه أنه لو لم يكن هاك من دعم النظام الإيراني غير المحدود لکان قد سقط الأسد خلال أشهر و إنتصر الشعب السوري. غير إن التدخل الايراني صار عاملا لقتل الشعب و إستمرار ذلك حتى اليوم و خلال ذلك فرض داعش وجوده.

حسب الأنباء المنتشرة ارتكبت ميليشيات الأسد المجرمة يوم 26/سبتمبر-أيلول 2017 مجزرة جديدة في منطقة وادي العذيب شرق حماه، مما أدى إلى مقتل حوالي 100مواطن بينهم عدد من النساء والأطفال (قناة أورينت 26/سبتمبر-أيلول) .

و قال أحمد الحمودي رئيس مجلس القيربات : « تزامنا مع الاشتباكات في القيربات حاصرت قوات نظام الأسد هؤلاء النازحين الذين كان عددهم في البداية 8000مواطن في هذه الصحراء حيث قتلت أكثر من 80 من المحاصرين أثناء الفرار. هناك أخبار أخرى تتحدث عن القيام بحوالي 1500هجوم متوالي من قبل القوات الروسية و الأسد خلال 11يوما ضد المناطق السكنية لهذه المحافظات .

هذا و أفادت ”هيومن رايتس ووتش “ يوم 1/ أكتوبر –تشرين الأول عن قيام فرقة الفاطميين التابعة لحرس النظام الإيراني بإستخدام الأطفال الأفغان المهاجرين الساكنين في إيران في أعمار14سنة لآتون الحرب في سوريه على الرغم من حظر استخدام الأطفال تحت سن15عاما في الحرب باعتباره جريمة حرب.

يقول مايكل بريجنت الخبير البارز في مؤسسة ” هادسن“ و العائد أخيرا من العراق:

« لقد تمكن النظام الإيراني من الوصول إلى سوريا عبر ثلاثة محاور، محورين من بغداد، والثالث عن طريق الموصل التي تحررت أخيرا من ” داعش» و أضاف قائلا: ” هناك دور حيوي للشرطة العراقية التي تعمل بأمرة وزارة الداخلية في العراق و قوات في الجيش العراقي الى جانب الحشد الشعبي، في عمليات نقل قوات الحرس الإيراني لإيصال التجهيزات والأشخاص إلى سوريا “ .

بحسب مايقول المراقبين لحقوق الإنسان في سوريا، كان شهر سبتمبر 2017أكثر الشهور دموية في هذه السنة حيث سقط على أقل تقدير 3000قتيل بينهم 955مواطن مدني من بينهم جثامين 207طفل سوري. حسب الإحصائيات المعلنة لحد الان هناك 500ألف قتيل وحوالي 14مليون مشرد معظمهم من النساء و الأطفال.

لم يبقى هناك من شك في حقيقة أن المسبب الرئيس للجرائم في سوريا، الدكتاتورية الدينية في إيران و التي قامت بكل ما بوسعها من أجل دعم الدكتاتورية السورية ماديا ولوجستيا من خلال صرف الميليارات من الدولارات سنويا، والسبب الرئيس في هذا الدعم يكمن فقط في تخوف النظام الإيراني من سقوطه ليس إلا.

كما أعلن علي خامنئي يوم 18حزيران 2017قال: « لو لم يقاتل حرس النظام في سوريا لكان علينا القتال في المدن الإيرانية » كما قال خامنئي يوم 18حزيران : ” لو لم نقف بوجه العدو في سوريا لكان لزاما علينا أن نتصدى لهم في طهران و فارس و خراسان و إصفهان “ .

كما قال الملا حسن روحاني يوم 8/فبراير /شباط 2016: « لو لم يصمدوا قادتنا البواسل في بغداد وسامراء والفلوجة والرمادي ، ولو لم نقدم الدعم في دمشق وحلب للحكومة السورية لما كنا ننعم بالامن و نتمکن من إجراء المفاوضات بهذه البساطة'”

كما أكد المجرم الملا علي سعيدي ممثل خامنئي في فيلق الحرس يوم 13/سبتمبر –أيلول2016قائلا:

« إن حماية بشارالأسد الخط الأحمر لنظام الملالي في سوريا » .

واعتبرولايتي وهو مستشار خامنئي في يوم 19/ديسمبر –كانون الأول 2015 المعافظة على بشار الأسد والحكومة السورية الخط الأحمرلنظام الملالي في سوريا قائلا: « الشعب السوري لايستطيع أبدا أن يجد مثل الاسد وفيا له» . في نفس هذا الوقت أكد الحرسي جعفري قائد فيلق الحرس وفي إشارة إلى مقتل الحرسي ” همداني“ في سوريا قائلا: ” لو لم يقتل همداني في سوريا لسقط نظام الأسد قبل عامين أو3أعوام ولا شك أن هذا الأمر كان سيؤثر مباشرة على أمننا.

كما قال الحرسي ” شمخاني“ السكرتير للمجلس الأعلى للأمن القومي للنظام الإيراني يوم29ديسمبر2014:

« لولم نقاتل في العراق وسوريا، فعلينا أن نقدم دماء في سيستان وآذربيجان وشيراز وإصفهان». هذا وكتبت وسائل إعلام النظام الإيراني يوم 6/أكتوبر –تشرين الأول 2015 : « في بداية عام 2013کان الإرهابيون (إقرأوا الجيش السوري الحر) على وشك الانتصار حيث استطاعوا من تضييق الحصار والتقرب من قصرالرئاسة السوري في دمشق ليسيطروا عليه كما اعتبر بشارالأسد بأنه قد قضي الامر وكان في صدد مغادرة سوريا متجها إلى بلد آخر» .

إن هذه الاعترافات التي تشكل نماذجا ضئيلا مما يذعن به أزلام النظام الإيراني ، خير دليل على أنه ما دام يتواجد حرس النظام وميليشباته في سوريا تستمر أزمة سوريا فعليه إن أول خطوة ضرورية لإحلال السلام والاستقرار والهدوء في سورية قطع دابر نظام الملالي من هذا البلد وطرد فيلق الحرس وميليشياته منها كما إحلال داعش مع الحرس و الميليشيات في سوريا أو العراق استغلالا من ظروف التحالف الدولي يشكل أكبر خطر يهدد المنطقه اليوم بالذات .

هذه الاعترافات التي هي نماذج من آلاف المواقف المشابهة من جانب قادة النظام، تعبر عن حقيقة إنه طالما بقي الحرس الثوري و الميليشەات التابعة للنظام الايراني في سوريا، فإن الازمة السورية ستستمر. قطع يد نظام الملالي و إخراج الحرس الثوري و الميليشيات التابعة لهم من سوريا، بمثابة أول خطوة ضرورية من أجل السلام و الامن في سوريا. اليوم يعتبر، إحلال الحرس الثوري أو الميليشيات مکان داعش في سوريا أو العراق بالاستفادة من الاوضاع التي توفره التحالف الدولي، بمثابة أکبر خطر يهدد المنطقة.

هذه الاعترافات تعتبر وثائق “جرائم ضد الإنسانية “ لنظام يعتمد حتى في داخل إيران من أجل بقائه على ارتكاب جرائم ضدالإنسانية وجرائم الابادة أيضا والتي أصبحت حاليا مطروحة على طاولة المجتمع الدولي . ارتكاب الجرائم من قبل هذا النظام في خارج و داخل إيران، يعتبر وجهان لعملة واحدة تجسد ماهية نظام معادي للإنسانية المعاصرة جمعاء فيجب إزالته من الوجود . هذا ليس فقط مطلب الشعب الإيراني لوحده فحسب و إنما تطالب به شعوب المنطقة کلها وأصحاب الضمائر الحية المحبة للإنسانية أيضا.

على الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة التي منهمكة حاليا في إقامة اجتماعها السنوي حول انتهاك حقوق الإنسان في العالم، أن تبادر بالاضافة الى الإدانة السنوية ضد دكتاتورية إيران الدينية، أن تدرج في منهاجها السنوي، تشكيل لجنة مستقلة دولية حول جرائم هذا النظام و ارتكابه مجزرة ضد 30ألف من السجناء السياسيين في عام 1988في إيران بالذات و إدراجه في بيانه السنوي أيضا ليكون خطوة لشق الطريق من أجل فتح ملفات مغلقة لم تفتح بسبب اعتماد الغرب سياسة الاسترضاء. هذه الخطوة ضرورية لتحقيق مطلب الشعب الإيراني الرئيسي أي تغيير النظام في إيران في أقصر زمن ممكن و لينقذ الشرق الأوسط من المجازر و و عدم الاستقرار.