20 مايو، 2024 4:00 ص
Search
Close this search box.

من يقاتل من .. داخل ( العراق ) !

Facebook
Twitter
LinkedIn

بين الحق والباطل وبين الصدق والكذب وبين الخير والشر خيطٌ رفيعٌ جداً يكاد البعض لا يميزه احد .. وما يجري في (  بلدي العراق ) دائرة مغلقة لم تُحدد بها البداية أصلاً ولن تكون لها نهاية في المستقبل القريب أو البعيد .. فجميع الحروب منذ أن خلق الله آدم كانت بسبب وجيه أو غير وجيه !حتى اندلاع هذه الحرب العجيبة التي نشبت بعد انتظار طويل داخل ( العراق ) فقد كانت بلا سببٍ يُذكر .. فيالق وفرق وألوية مشاة وألوية مدرعة وألوية للقوات الخاصة وألوية للشرطة وألوية هندسية وألوية مساندة تساندها قوات جوية ومسلحون من كل دول العالم من أقصى الأرض ومن أدناها .. من الدول المجاورة وغير المجاورة .. من العرب والعجم والترك والمغول والشيشان والسكسون والفايكنغ والصينيين والأزبك والأفارقة والهنود الحمر والصفر والخضر وقنوات فضائية وكتل حزبية ونيابية وسفارات ودول لتحرير المجهول من أرضٍ مجهولة !
من يقاتل من .. داخل ( العراق ) !
نحنُ أبناء العراق وإنا واحد منهم تحديداً لا نعلم من هو المحق ومن هو المصيب ومن الذي يمثل الحق ومن يمثل الباطل .. نحنُ أهل العراق لا نعلم نعم لا نعلم ولا ندري ولا نريد أن نعلم أو ندري عن الخراب الذي أحال ( بلدنا العزيز ) إلى يباب كما يقول أحد الشعراء .. والآن أصبحت أثراً بعد عين وما زال الكذابون على كذبهم .. نفس الوجوه القديمة ونفس .. ( الأربطة ) ونفس ( الأشخاص ) ونفس الألسنة التي لا تحسن قراءة أربع كلمات تخرج وتهرج من على شاشات الفضائيات ومع أسفي الشديد .. ما زالت وستظل تكذب وتنافق لصالح شخص .. إلى الحياة أبداً ما دام النفاق والرياء والمنافع تفوقت على نفوس البعض ممن اعتقد أنه أصبح مُصلحاً وقائداً عتيداً وفيلسوفاً بصيراً !كلمةٌ صادقةٌ واحدة أو اعتراض واحدٌ منا نحنُ العزل ( الفقراء إلى الله ) لا يمكننا أن نطلقه حتى مزاحاً لأنه قد يؤدي إلى موتك أو تهجيرك أو عزلك أو إبادة عائلتك أو التنكيل بك أو خطفك أو تهديدك .. قواميس من الظلم انتشرت في سماء العراق الجديد ما بعد التغير واستبدلت سماءها الصافية بغبارٍ وسوادٍ من الحقد والغموض الخوف يمشي متأنياً مع عقرب الدقائق !العقلاء والخبراء والعلماء من أهل العراق الحقيقيين لا الدمج  استقالوا من عقولهم وارتطموا بصبات كونكريتية شامخة صنعتها يد الجهلاء والمافيا الجديدة .. حذرنا ولم يسمعنا أحد وكأننا من المريخ ولسنا من العراق !
قلنا للجميع أنَّ مجرد النظر إلى من يقودكم الآن يُجهز على بقايا نواياكم الشريفة .. فقط تصفحوا ذاكرتكم وسترون أنهم استبدلوا أقنعتهم بأقنعة جديدة .. لا ينفعنا النُصح ولا التروي لأن الكل في   (  العراق ) لا يريد أن يسمع إلا نفسه , بل ركام فوق خراب على تلال من العبث والدمار والخراب      وهنالك أكثر من مليوني مواطن يعيشون في محافظة ( الأنبار ) على امتداد مساحة تعادل أكثر من ثلث مساحة العراق وثروات معدنية وزراعية واقتصادية وبشرية وموارد مائية لا يوجد لها مثيل في أكثر مدن العالم .. ومنافذ حدودية وتاريخ عظيم تعبق بالحاضرة الأولى لبني العباس حين اختاروا ( الأنبار) عاصمةً أولى لهم .. ونهر الفرات الخالد يشقُّ سفوح هذه المدينة من غربها إلى شرقها وبحيرات ومسطحات وبوادي جميلة ..الأنبار صومعة الشجعان ومثابة الكرم وطريق المجد الذي تعبد بشهدائها .. تعاني من الإهمال المقصود والمتعمد لأبنائها المبدعين من العلماء والكتاب والصحفيين والإعلاميين والفنانين والشعراء والرياضيين منذ عام التغير
( 2003 )  طيلة (13) عاماً .. ولم يجد أحداً من يكرمهم  ولو بكلمة طيبة ليس إلا .. ولم نجد لهم مشاركات فعلية بالايفادات الخارجية , ولا انسي الوفد الذي ذهب إلى لبنان قبل عامين من السادة أعضاء المجلس وأقاربهم للمشاركة في دورة الأعداد الصحفي والإعلامي المهني وشارك في الدورة عدد من أعضاء المجلس وسواقهم ومرافقيهم الكرام من هو اقرب لهم  ناهيك عن الوفد الأخير الذي ذهب إلى ألمانيا لتطوير العلاقات الخاصة الحميمة ..  وتعاني  أيضا
( الأنبار ) من ظهور رموزٍ وشخصيات لا يمثلون أهلها أو تاريخها المجيد  من ( الدواعش ) الحكوميين السراق .. تفاقم في الآونة الخيرة بعد انتشار كوارث التصريحات المجانية سياسياً واقتصاديا وثقافياً وإعلاميا .. فكيفَ يمكن لمحافظة بمثل هذا الحجم وهذا التاريخ وتلك السعة يمثلها من على شاشات القنوات الفضائية من لا يحسن لفظ عشر كلمات بشكلها الصحيح  !مختلف ( القشامر)  من يدعي انه من  السياسيين والعشائريين والمواطنين العاديين جعل أهل العراق ينظرون إلى  ( الأنبار ) على أنهم لا يحسنون الحوار أو النقاش أو النقد أو إبداء الرأي والسبب يعود أولاً وأخيراً على هؤلاء وما اقترفوه من ذنبٍ على ( الأنبار)  وأهلها .. لماذا لم يتعلم هؤلاء مثلما تعلمنا ويقرؤون مثلما قرأنا ويسألون مثلما سألنا ويدرسون مثلما درسنا ويصبرون مثلما صبرنا ويعانون مثلما عانينا .. من أعطى
( الصلاحيات ) لهذا العشائري أو السياسي أو القبلي  أو المسؤول ( الآن ) من غير أهل الأنبار كي يظهر ممثلاً لأهل ( الأنبار ) في البرلمان .. وهو لا يحسن غير التلعثم .. ثم ما يلبث حديثه أن يتحول إلى نكتٍ مضحكة لكنها موجعة على أهلي في ( الأنبار )  أنا لا أضع اللوم على هؤلاء فقط بل على الناس الّذين انتخبوهم أو اختاروهم شيوخاً للعشائر أو مسؤولين ..إنها دعوة لمن يريد الشهرة من أبناء المحافظة أن يبتعد عن تمثيل أهل
( الأنبار ) والأنبار القادمة بأذن الله لا يمثلها الا ابنائها الرائعين من الطبقة المثقفة والمتعلمة من النخب المبدعة من يحملون الشهادات العليا من العلماء والمثقفين وأساتذة الجامعات .. وأدعو الرعاع والمارقين والمطبلين والبوقجية والحرامية وسراق المال العام  أن يختاروا برنامجاً للمسابقات أو للتسلية  في الفضائيات .. لا أن يضع نفسه في الواجهة أمام الملايين من العراقيين والعرب وهو يرتجف رعباً من الكاميرات أو يخلط في كلامه الحابل بالنابل .. دعوةٌ كريمةٌ لهؤلاء أن يقضوا أوقاتهم وسهراتهم وسجلاتهم في  فنادق عمان واربيل وبغداد والإمارات وبيروت والحارثية والمنصور ودواوين العشائر والمضايف وليتحدثوا هناك بما شاءوا ..   

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب