23 ديسمبر، 2024 8:56 ص

من يقاتل القوات الحكومية العراقية على أرض الأنبار ؟

من يقاتل القوات الحكومية العراقية على أرض الأنبار ؟

يشغل هذا السؤال اليوم الكثير من الإعلاميين والصحافيين والمحللين السياسيين وحتى بعض الفضائيات الإعلامية العراقية والعربية وكذلك يشغل هذا السؤال الإعلام العالمي من يقاتل الآن على أرض الأنبار ,
هل هم داعش أم العشائر إذا أردنا أن نجري بحثا لمعرفة عين الحقيقة من يقاتل القوات الحكومية العراقية ونجيب عن هذا السؤال المعقد  بشكل واضح  ومفصل ونكون واضحين ونتحرى الدقة للإجابة عنه
أولا علينا إعادة شريط الأحداث من جديد لنتعرف على بداية الأزمة في الأنبار ومن المتسبب فيها ومن هي العشائر التي بادرت بإطلاق شرارة المعارك المسلحة والكل يعرف أن المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية بقيادة المالكي والعشائر كانت جذورها الحقيقية منذ البداية قصة فض ساحات الاعتصام السلمية للعشائر بالقوة وقضية الهجوم على منزل النائب الدكتور المعتقل أحمد العلواني بالعودة إلى العشائر فإن أول عشيرة شهرت السلاح دفاعا عن الأنبار هم عشيرة البوفراج إحدى قبائل  الدليم في العراق لتكون هذه العشيرة هي الأولى في اشعال شرارة المواجهات المسلحة بصورة علنية ضد القوات الأمنية العراقية لأن ساحة الاعتصام كانت بحماية هذه العشيرة وكان هنالك إلتزاما وتعهدا مسبقا من قبل هذه العشيرة بحفظها والدفاع عنها وبعد إزالتها من جانب القوات الحكومة “ساحة العزة والكرامة ” التي كان يطلق عليها ,تحولت هذه العشيرة إلى كرة من نار مسلحة فاجأت الجميع فتدحرجت هذه النار لتحرق أرض الأنبار وهذا ما تؤكده الصور والتسجيلات الفيديو عبر الانترنت و مابثته في حينها القناة التابعة للحكومة العراقية من خلال الاشتباكات العنيفة التي كانت تدور في هذه القرية الصغيرة والخسائر التي تكبدتها في قرى البوفراج واعترافها بأنها كانت تقاتل خمسين مسلحا فقط كانوا يتواجدون في جزيرة الرمادي بعدها امتدت  شرارة البوفراج الى كل القرى العشائرية المجاورة في الجزيرة كالبوعلوان ,والبوعساف ,والبو ذياب ,والبوجابر, والبوسودة ,والبوعلي الجاسم ,البوبالي,وعشائر اخرى لتشهد مناطق بعينها في الأنبار صراعا مسلحا عشائريا امتد إلى مدينة الفلوجة العراقية وهنا علينا أن نقولها واضحة صريحة أن البداية للقتال في الأنبار في مواجهة القوات الحكومة العراقية كان قتالا عشائريا بامتياز وردت فعل لإعادة هيبة الأنبار والعشائر فيها ,
أكثر من أربعة أشهر وهذه العشائر تقاتل ومستمرة بالقتال ودعوني أسلط الضوء والحديث على بداية الأزمة والتركيز الإعلامي ومن يراقب الإعلام العربي والعالمي خلال هذه الفترة ما كان يتردد عبرها كلمة أو مصطلح داعش إنما كانت أغلب المحطات الفضائية في بادئ الأمر تطلق على المسلحين في الفلوجة والرمادي ثوار العشائر ,وفجأة وبعد أيام قلائل بدأ الترويج إلى داعش والدولة الإسلامية في العراق والشام وأنها دخلت أرض الأنبار وتحديدا الفلوجة بعدماتركت الصحراء والأراضي السورية متوجهة إلى القرى والمدن في الفلوجة وبالفعل وكأن الموضوع قد ترتب من الناحية الإعلامية والعسكرية بشكل جيد لتشهد مراكز شرطة في جزيرة الرمادي وأحياء الفلوجة حرقا كاملا واحتلالا لقسم منها وسيطرة داعش عليها هنا بالفعل المتابع يلاحظ أن الإعلام بدأ بالتضليل واستخدام هذه الورقة لتكون داعش حاضرة وبقوة على لسان الحكومة والعراقية والمتعاطفين معها في كل تصريح صحفي أو ظهور إعلامي والقول أن جميع المتواجدين من حملة السلاح بالفلوجة والرمادي هم من عناصر داعش والدولة الإسلامية في العراق والشام وهي ذريعة بحسب  مايراه العديد من  المحللين   العسكريين   العراقيين   لاستخدام القوة المفرطة ضد  أهالي الأنبار وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين وكثرة استخدام كلمة داعش عبرالإعلام العالمي والعربي افسد الكثير من الآراء والحقائق حتى نحن الإعلاميون والصحافيون والمحللون والكتاب اصبح لدينا خلطا واضحا وعدم التفريق بين المسلحين من داعش والعشائر وبدأنا نرددها عبر الإعلام ونقول ياترى من يقاتل الآن على أرض الأنبار هل هم داعش فعلا الجماعة المتهمة من أطراف عشائرية مسلحة وشخصيات دينية عراقية فاعلة على أنها  صنيعة إيرانية مالكية وورقة للمالكي يتبجح بها أمام العالم لكسب تعاطفهم وهنا يغيب عن الإعلام المهني بسبب التشويش ويغيب علينا دور الميليشيات التي بدأت تبرز بشكل خطير وفاعل على الساحة العراقية الأمنية وخاصة في الأنبار لأنها لاتقل خطورة وضراروة من داعش وغيرها من الجماعات المسلحة التي ترفع السلاح الآن بمسميات كثيرة وأهداف عديدة في العراق , تؤكد مصادر من داخل الفلوجة والرمادي فاعلة على الساحة أن أغلب من يحمل السلاح الآن ويقاتل القوات الحكومية  العراقية هي نفس تلك الفصائل المسلحة التي لعبت دورا هاما وكبيرا في مقاتلة المحتل الامريكي آنذاك التي  تعددت  أسماؤها وهي معروفة لدى الكثير من العراقيين ولاحاجة لذكر الأسماء بالإضافة إلى أن المصدر يشير أن أغلب المقاتلين الاخرين في الساحة هم من الفصائل الجديدة التي تشكلت بُعيد اندلاع المواجهات المسلحة وأن غاليبيتهم من أبناء العشائر يجمعهم المجلس العسكري لثوار العراق هذا المجلس الذي يضم داخله شخصيات عراقية معروفة من الضباط الكبار السابقين ذوي الرتب الرفيعة في الجيش العراقي السابق, أما عناصر داعش والجماعات المسلحة الأخرى مثل الدولة الإسلامية  في العراق والشام هم متواجدون أيضا  لكن بنسب قليلة ولايوجد أي  تنسيق  أو تعاون  بينهم وبين  ثوار العشائر على الساحة يذكر بحسب المصدر , داعش أم العشائر تقاتل أعتقد الآن بدأت الصورة أكثر وضوحا للإعلاميين والصحافيين والمحطات الإعلامية المهمة ويجب علينا الفصل بين داعش والعشائر التي تطالب بحقوق  في مقاتلة القوات الحكومة والفصل بين المدنيين العزل والمسلحين على أرض الأنبار كذلك .