23 ديسمبر، 2024 9:52 م

من يفعل فعل السادات فيترك داعش وشأنها لكشف أميركا؟

من يفعل فعل السادات فيترك داعش وشأنها لكشف أميركا؟

يتّهمون داعش بقطع الرؤوس وقتل “الآلاف”, نعم نوافق قولك سيّد “الجبوري”, لكن كم أعدمتم من المواطنين ولازال الألوف ينتظر دوره ولا نعلم الأسباب الحقيقيّة لإعدامهم وكم بعشرات الألوف تمتلئ بهم معتقلات الدولة دون أدلّة ومنذ 12 سنة.. ومن أفرغ السجون بحجّة الهرب وهم الهاربون شكّلوا داعش؟.. ثمّ ما فرق هؤلاء عن أولئك عن إسرائيل عن داعش؟, لكن كم هي مثيرة للأعصاب تلك الجُمل الّتي يطلقها العبادي وبعض ساسة “القجغ” استسهلوا ادّعاء: “العراق يقاتل داعش نيابةً عن أميركا والعالم” ..أنا وغيري كثير قد نتفهّم الأسباب الّتي تدفع العبادي لترديد هذا الادّعاء رغم ما يحمل من استفزاز لكنّ أغلبيّة الشعب يتفجّر غيضًا لسماعه وكأنّ هذا الرغو الإعلامي, الاستهلاكي, بتصوّره هو من جرّ على العراقيين كلّ هذه الويلات, رغم أنّ إطلاقه لدواع معروفة وهنا بيت القصيد.. العبادي وبقيّة ساسة “لكنّ الله سلّم” ليسوا مجبرين على البقاء في السلطة إذا ما أرادوا فعلًا إنقاذ العراق وإنقاذ الشعب, هم أساسًا كانوا خارج البلاد منذ نصف قرن حتّى نسوا العراق لولا المصالح الأميركيّة الّتي أيقظتهم فجأة على أساس “تحرير العراق” ,فما يفرق لديهم شيئًا إن تركوا ذكرى طيّبة لدى العراقيّين لن ينسوها لهم, فسواء اليوم إن حكم العراق هؤلاء لا تصلح تسمية العراق بهم سوى جمهوريّة الفساد, أم حكم داعش, كليهما حكم ثيوقراطي هؤلاء معمّمون وداعش معمّمة وكليهما عتمةُ وظلام, فإذًا ما فرق هؤلاء عن أولئك؟ ,عشمنا بهؤلاء لديهم جوازات سفرهم الغربيّة بعطر الورد يعودون بها من حيث أتوا ويدعون الشعب يعاود من جديد تأليف القصص والأساطير عن كان يا ما كان كانت هناك بنت وحيدة للسلطان, بطبعة جديدة تلغي حكايات ألف ليلة وليلة يلوك بها العالم دهرًا آخر.. وبذلك فإنّ تصريحات “ساستنا” بداعي “الخوف على مستقبل العالم الحرّ” تصبّ في مصلحة أميركا والغرب ,أقلّها تديم وجود هذه الحكومة “تتسلّح” بثروات الشعب وتبدّدها باستمرار وعن قصد بما يضمن لدوائر القرار هرع العراقي يوميًّا هربًا يتّقي حرارة أوشكت تصحّر البلد وإن هي إلّا مسألة وقت, وهربًا من جوع قاس بالبحث عن كلّ ما يقيه غائلة أسعار هي الأعلى عالميًّا بمقابل رواتب دون للأغلبيّة, الّذين بدأت تلتهم ما بقى بأيديهم ضرائب “نيابةً عن رواتب الرئاسات الثلاث” ..إلّا إن كانوا مجبرين التشبّث بالسلطة “فهل يا ترى وقّعوا عقد سرّي مع جهات منتفعة من وجودهم” وذلك ليس بمستبعد ,ولو أنّ الحكم “توريط” بحدّ ذاته خاصّةً من نمط ساسة كهؤلاء سرعان ما ينقلب لسوء عاقبة انفعالات غاضبة قد تجرفهم بأيّة لحظة, ذلك إن كانت لدى هؤلاء بقيّة من ضمير يوخز يأخذوا انفعالات الشعب محمل الجدّ.. وفي حقيقة الأمر ,ما يعنينا الفرق بين حكومة بهذه البشاعة وبين حكومة لداعش؟ بات العراقيّون يتكلّمون دون حرج في أكثر من مكان ,في البصرة مؤخّرًا: “داعش أرحم من هؤلاء”.. ربّما يحدو من يتمنّى داعش بديلًا أملًا أشبه بسراب بتوقّف نزيف ثروات البلد على حرب ليست حربهم.. ثمّ أنّ العراقيين أصبح أمر الخدمات وفقدانها بالنسبة إليهم سيان, بتكنولوجيا أم بدونها ,فالحياة تسير وإن للأسوأ “فهي سائرة” ,على “المهفّة” بدون “تبريد” على “الصياح” بدل الهاتف النقّال الباهض المهيض ..باعتقادي سيوقف قرار جريء كهذا, وهو يبدو الآن بعيد المنال, تتّخذه الحكومة شرط لو رجّحت الحكمة الصالح العام لإيقاف تبديد مليارات الدولارات دون طائل سوى “يقاتل الإرهاب نيابةً!” ويوقف مزادات أميركا التخمينيّة ب”30 سنة” للقضاء على داعش” وقد يتوقف جفاف البلد وإنقاذه من ضياع حقيقي.. وهل هناك ثمّة من يظنّ أنّ حكومات ما بعد الاحتلال أفضل من داعش؟ بل أسوأ بكثير, لديماغوجيّتها..