23 ديسمبر، 2024 1:45 م

من يـــــــــــــوجه داعش ؟!!

من يـــــــــــــوجه داعش ؟!!

التصريحات الأخيرة للشيخ العلامة عبد الملك السعدي ، والذي يعتبر من كبار علماء أهل السنة والجماعة ، والتي قال فيها أنه “نستطيع التفاهم مع داعش بشرط أن تعطونا حقوقنا” في أشارة واضحة إلى قدرته التفاهم معهم وربما يحاورهم لأجل التخفيف من ضرب القوات الأمنية ، وقتل الأبرياء وتهجير العوائل على خلفيات طائفية وقومية وأثنية ، كما أن خطابه الذي يعتبر فيه أن الحوار معهم جائز ومثمر يثير بعض التساؤلات عن مدى العلاقة بين الشيخ السعدي وبين عصابات ” داعش” الإرهابية  ؟!!
هنا نسأل سماحة الشيخ السعدي يا ترى مع من تتحاورون وتتفاهمون ،هل مع الإرهابيين من الشيشان أم الصين أم مع الأفغان أم السعوديين أم السوريين ، والقائمة طويلة ، وهل تتحاورون مع من هتك الحرمات في مدن العراق ( الموصل والانبار ) أم مع من يذبح كل من يختلف معه ، وآخرها جريمة قتل المئات من عشائر “البونمر” في هيت ورواة ، ولا ذنب لهم سوى طردهم للأغراب مع مدنهم واقضيتهم التي سقطت بيد الدواعش والمتآمرين الذين سهلوا دخولهم إلى الانبار من أجل أشعال الحرب الطائفية بين السنة والشيعة ، وإحراق العراق ليبقى يعيش في دوامة العنف الطائفي ، أو إعادة
المعادلة الظالمة والتي كان الكثيرين منه شيوخ الفتنة أبواق تمجد وتمسح الأكتاف من أجل رضى الحكم الجائر دون وازع خوف أو ضمير .
أن المشروع الطائفي الذي يتخذ من الصداميين وبقايا أيتام البعث أدوات له والذي كشف أخيراً عن وجهه الحقيقي الداعي لتدمير العملية السياسية وإلغاء الدستور وإعادة البلاد لعهد الدكتاتورية البغيضة ، كما أن قادة المشروع المذكور ركبوا موجة التظاهرات في بادئ الأمر لاعتلاء منصات الخطاب وتحويلها إلى منابر يدعى من خلالها لتقسيم العراق وفرض خارطة جديدة للمنطقة تمزق فيها البلاد على أساس طائفي بعيدا عن طموحات الشعب العراقي في الوحدة والتآلف .
اللافت أن «القاعدة» وتحت عناوين أخرى (النصرة وداعش والجبهة الإسلامية… وغيرها) باتت مكوّناً مقبولاً سواءً في التداول الإعلامي والديني اليومي، أو في  المجتمعات والحواضن المقبولة لديها ، فنجد أن الموصل سقطت في اقل من خمس ساعات ، لهذا لم تعد ظاهرة منبوذة أو ناشزة، لذلك يستنفر بعض المشايخ الوهابيين للدفاع عنها، ولم يترددوا في إعلان دعمهم لتنظيم «داعش»، وإن تخفى خلف عناوين أخرى، حين رأى أن حملة الجيش العراقي على مقاتلي التنظيم استهداف للسنة في العراق، وخاصة في الأنبار. وقال في تغريدة لبعض مشايخ الوهابية «ما يقع في أنبار العراق من
أعظم المصائب». ودعا إلى نصرة مقاتلي «داعش» وأيضاً بالتخفي خلف عناوين مختلفة مثل «أهل السنة، وأهلنا في العراق»، واستعمال مفردات تحريضية من قبيل أن أهل الأنبار يتعرضون للقتل والتشريد والتجويع وهكذا من أجل أثارة الروح العدائية ضد الحكومة العراقية من جهة وضرب العملية السياسية ، وأحداث فرقة شيعية سنية تؤدي بالنتيجة إلى حرب أهلية تحرق الأخضر مع اليابس .
في المقابل هناك الكثير من الأصوات السنية ومن علماء السنة والجماعة ، والذين تميزوا بالخطاب الوطني المعتدل والذي من شأنه تقليل حدة التشنج الطائفي في البلاد .
لهذا يجب على علماء الدين السنة أن يأخذوا دورهم التصحيحي من أجل فضح التصريحات الطائفية التي صدرت وتصدر سواء من السعدي أو من غيره من شيوخ الفتنة ، لان الفتنة أن  اشتعلت فإنها تحرق الجميع بدون استثناء ، ونجد أن السعدي وغيره من خطباء ساحات الاعتصام قد هربوا إلى فنادق عمان وترك المعركة للجهلاء والناعقين مع كل ناعق .
كما أن على الإعلام أن يأخذ دوره في كشف مخططات داعش الخبيثة التي تريد الخراب والتدمير لبلد الحضارات والأولياء والعلماء ، وكيف يستخدم الدين ورجال الدين الذين باعوا ضمائرهم من اجل حقد طائفي أو قومي ، آو مخطط دولي مدعوم إقليمي لتغيير خارطة المنطقة ، والسعي من أجل تقسيم العراق وفق كانتونات طائفية من أجل أضعافه ومحو أي دور له بالمنقطة .