18 نوفمبر، 2024 12:54 ص
Search
Close this search box.

من ( يعوض ) كارثة المدنيين في مدينة ( الرمادي ) المنكوبة!

من ( يعوض ) كارثة المدنيين في مدينة ( الرمادي ) المنكوبة!

ما حدثَ في مدينة ( الرمادي ) كبرى مدن محافظة الأنبار  لا يُمكن تبريره من الحكومة العراقية أو حكومة الأنبار أو الجهات الرسمية الأخرى بهذا التلاعب بالألفاظ وإسقاط المسؤولية عن المسبب والسبب لهذه الجريمة البشعة والبحث عن تبريرات غير مقنعة ومضحكة بعد إستشهاد عشرات الأبرياء العزَّل من بينهم نساء وأطفال في تلك المدينة الخالدة الحكومة  العراقية  والتحالف الدولي يُبرر قصف مناطق حي الضباط والبكر بوجود عناصر من المجرمين الدواعش في الدور والأبنية  وهو ما يتناقض تماماً مع عدد كبير من الصور والشهادات لمواطني المدينة ومنظمات إنسانية أخرى أكدت أنَّ المنطقة التي أستهدفها القصف بطائرات العراقية  والأجنبية هي دور المواطنين كبير .. نداءات التنديد وصيحات الإحتجاج والدعوات بفتح تحقيق فوري بمن تسببَ بوقوع هذه الجريمة لا تكفي .. فردود الحكومة العراقية ومتابعتها للموضوع عبرت بلا أدنى شك عن عدم إهتمامها والإكتفاء ببعض التصريحات الغامضة أو المتشكك فضلاً عن السكوت المتعمد من قبل أعيان تلك المدينة الخالدة من مرجعيات دينية وعشائرية وأدباء ومثقفين ومع أسفي الشديد لأسباب معروفة لدى الجميع .. 

ولمن ليست لديه معلومات كافية عن مدينة الرمادي لابد لنا من التذكير بأن ( الرمادي ) أحد أكبر أقضية محافظة الأنبار وعاصمة محافظة ( الأنبار )  ويعيش فيها  من المواطنين العراقيين من مختلف القوميات والطوائف والعشائر وهي مجمع كبير لجميع دوائر المحافظة والمركز الكبير للمدينة الجامعية الكبرى وهي ( جامعة الأنبار ) قوات الإحتلال الداعشي ومن شاركهم من  العملاء من أبناء العم ( خلف ) أسقطت المدينة في تاريخ الجمعة  (15 – 5 – 2015  ) بعد معارك ضارية مع قوات جيشنا الباسل  والقوات الأمنية ومن ثم الهيمنة على مناطق أخرى قريبة من المدينة لكي تكتمل في أواخر عام 2016 مؤامرة  كبيرة على تلك المدينة من اجل الخراب والدمار فيها .. والإعلام الداعشي إستغلَّ هذه الجريمة البشعة لصالحه وعرض من إحدى قنواته الإعلامية مشاهد لسقوط مدنيين وتدمير أبنية وسيارات ومحلات للمواطنين وحاول قدر الإمكان إبعاد مقاتليه عن الظهور في اللقطات التي تمَّ عرضها.. الإعلام العراقي إختلفت وتناقضت تصريحاته وتقييمه لهذه الجريمة.. وبدأ العراك السياسي والحزبي يلوح واضحاً في أفق ما تحدث به المسؤولون.. فرئيس البرلمان العراقي وعدد قليل من أعضاء مجلس النواب عن محافظة الأنبار ومجلس محافظة الأنبار حمّلوا الحكومة العراقية مسؤولية ما حدث والتأكيد على ضرورة تحقيق سريع لتحديد المسببين بوقوع هذه الجريمة بحقَّ الأبرياء العزل من أبناء مدينة ( الرمادي ) لكنّي على يقين تام أنَّ الموضوع سوف يُهمل ويُنسى خلال أيام إن لم يكن ساعات !  هذه الجرائم لا تمنح الحقَّ لأيٍ كان أن يتعامل مع الأبرياء وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم بحجة مقاتلة الدواعش ومطاردتهم فما حدث يُعبر بلا أدنى شك عن ضعفٍ كبير في الميدان الإستخباري العسكري وعن ضعفٍ أكبر في الطرق القتالية وقصف الأهداف المعادية بعد أن وصلَّ التطور في هذا المجال إلى تحديد أهداف معادية بالأمتار كي يتم تدميرها بعيداً عن التأثير أو تضرر المواطنين الأبرياء فهدف الدواعش الإحتماء بين صفوف المدنيين وهو ما يجب أن تنتبه إليه القوات العراقية وقادتها تطبيقاً على الأرض وليس من خلال التصريحات المتكررة فقط .. الرحمة لشهداء مجزرة مدينة الرمادي  الأبرياء ..

أحدث المقالات