دعونا ننظر الى اين وصل الانحطاط السياسي والنكوص الخلقي والفساد في كل بقعة بهذه البلاد ، منذ تسلط جهلة السياسيين على رقاب ابناء الرافدين ، ممن لا نعرف اصلهم ولا فصلهم ، (بسلامة) امريكا راعية الديمقراطية (مال سوك مريدي) .
طبيب أسنان ، قبل اسبوع ، يتوفى متأثراً بجراحه على يد شخصين مجهولين طعنا بالسكين بعد اقتحام عيادته الواقعة وسط بغداد وتحديدا في شارع العطار في منطقة الكرادة ويسرقون مبلغ من المال كان معه ثم يلوذون بالفرار ، كأننا في دولة الفرهود ، لا دستور ، لا قوانين ، لا اجهزة امنية ، لا حكومة منتخبة ، مختصر مفيد (كلمن اله).
والا لو كانت لنا حكومة قوية ، وطنية (كدها وكدود) لسيت حكومة فساد ، ولا دولة خمط ، ولا نهج طائفي خلط الحابل بالنابل ، وحرق الاخضر بسعر اليابس ، ما كانت هذه العصابات تستفحل وتتمادى في غيها ، فتقتل وتسرق وتنهب في وضح النهار وتحت ضياء الشمس .
فاليوم سياسة الاستقصاء والتهميش ، واضيف لها سياسة القتل على كل المستويات هو الطابع السائد ، ويجري كل شيء بالبلد على وفق هذا المدلول ، وتحت معايير (سددلي واسددلك ، واخمط وانا اخمط ) وكلنا في الخمط سوا ، بوجود ساسة لا يفهمون الف باء السياسة ، واذا ظهر احدهم على احدى الفضائيات يتحدث عن الوطنية والنزاهة وعن الفساد المستشري في البلاد ، ويصف نفسه كأنه نبي منزه ومسدد من جبرائيل الامين ، حيث ينزل عليه آيات محكمات ، ويصف غيره بكل الاوصاف السيئة ، واذا ظهر سياسي آخر يعيد نفس الكلام المستنسخ ، وبالتالي يحصل لدينا ساسة نزيهون امناء على البلاد لا تشوبهم شائبة !، (ياسلام) . (لعد منهو الشرع قانون الخمط واسرق حتى يأتيك اليقين) .
نعم ، انتم نزيهون ، من ابسط مسؤول في الدولة الى رأس الهرم !! ، ونحن الشعب هو من سرق اموال الدولة وعائدات النفط وعطل المشاريع ، وانتم مساكين لا حول لكم ولا قوة ، وفوق كل هذا وذاك نفتري عليكم ، ونتهمكم بالفساد !! . ونحن الذين تسببنا في قتل هذا الطبيب المسكين ويتمنا اطفاله ورملنا زوجته ، وبعد اليوم من يعالج اسناننا ؟ ، وغدا سوف يحاسبنا الله حسابا عسيرا ، فيدخلنا النار ، واما انتم فمسكنكم ومثواكم الجنة ! .