التقارير الخبرية الاخيرة التي سلطت الاضواء على تبرم حيدر العبادي، رئيس الوزراء و إستياء فؤاد معصوم، رئيس الجمهورية من تصرفات و ممارسات نوري المالکي، نائب رئيس الجمهورية و سعيه المستمر للتصرف بمساحة و مسافة أکبر من منصبه الرمزي التشريفاتي، خصوصا من حيث إستغلاله لنفوذه في القضاء العراقي لتأخير البت في قضايا الفساد التي ادين بها ابرز رجالات الحكومة السابقة وعدم محاكمتهم، جاءت لتسلط الاضواء مجددا على حقيقة أن المالکي لن يبقى ساکنا و سوف يستمر في محاولاته من أجل قلب الطاولة على رأس العبادي.
المالکي الذي يعرف جيدا بأن التحقيق في ملفات الفساد أبان حکمه، ستقود خيوطها في نهاية المطاف إليه شخصيا، ولهذا فهو لن يبقى في موقف الدفاع السلبي وينتظر حتى يضعون القيود في يديه و يقتادونه للمحاکمة بل يتصرف بما يجده مفيدا و مناسبا له، وقد أکدنا في مقالات سابقة لنا بأن المالکي سيحاکم الآخرين ان لم يحاکموه، لأنه لابد من أن يکون هناك کبش فداء عن هذه الکارثة السياسية ـ الاقتصادية ـ الاجتماعية التي تحل بالعراق الان، ومع ان العالم کله وليس العراقيون فقط يعلمون بأن نوري المالکي هو المسؤول عن کل ذلك، لکنه و على نهج و اسلوب النظام السوري يسعى لقلب الامور رأسا على عقب ولاسيما وانه نال تفويضا من”ولي أمر المسلمين”، إمتدح فيه حکمه الفاسد و المشبوه مثلما إمتدحه شخصيا!
الزيارات الميدانية التي يقوم بها المالکي بين الفترة و الاخرى و التي تعيد الى الذاکرة زيارات صدام حسين المفاجئة، تتناغم و تتزامن مع تحرکات غير مريحة له بالنسبة للآخرين وبالاخص لحيدر العبادي الذي يبدو أن المالکي مستعجل کي(يتغذى به قبل أن يصبح بنفسه وجبة عشاء له)، ومن الواضح جدا أن تحرکات المالکي هذه و تصرفاته المريبة و المشبوهة ضد الاخرين، لايمکن أن تجري بدون علم و إطلاع طهران التي يبدو انها لم تقطع بعد حبال المودة معه و تسعى للإحتفاظ به لأکثر من سبب.
الاضرار التي لحقت بالعراق و أوصلته الى هذه المرحلة الدموية الخطيرة التي يواجه فيها تنظيما إرهابيا متطرفا، کلها کانت من جراء السياسات المشبوهة و الخاطئة للمالکي الذي لم يتصرف أبدا کرئيس وزراء وطني غيور على مصالح شعبه و وطنه بل کان همه الاکبر ولايزال هو نيل رضا المسؤولين في النظام الايراني عنه، والاخطر من کل هذا، ان المالکي لايشعر ولو بوخزة ضمير من کل هذه الکارثة الکبيرة التي الحقها بالعراق وانما يتصرف وکأن الامر لايعنيه مطلقا، او کأن انهار الدماء التي تمت إراقتها بسبب منه و من أخطائه الشنيعة هي مجرد
مياه تجري أمامه، لکن الذي يجب أن يعرفه العبادي شخصيا وکل اولئك الذين وقفوا بوجه المالکي، انهم إذا أبقوا الحال يمضي على هذا المنوال و المالکي لابث فيهم ينفذ مخططاته و دسائسه ضد الجميع، فإن عليهم أن يتحملوا عواقب إطمئنانهم لذئب وفروا له مکانا مناسبا وسط الشياه!