20 ديسمبر، 2024 1:06 ص

من يصنع ديمقراطية العراق ؟!!

من يصنع ديمقراطية العراق ؟!!

الملاحظ على الخارطة السياسية للعراق نجد هناك الكثير من المفارقات الغريبة ، وعندما ندقق اكثر نجد هناك العديد من المحطات السياسية الخطيرة في مستقبل العراق الديمقراطي ومع كل مراحل الديمقراطية التي مر بها العراق ، الا ان الملاحظ ان هذه المراحل كانت بالفعل تفتقد لأبسط مقومات هذه الديمقراطية ، فالساحة السياسية العراقية يمكن التعبير عنها بالتيارات البحرية المتلاطمة ، اذ مرة تراها مداً ومرة تراها جزراً ، وهي تتأثر بكل المؤثرات الداخلية والخارجية ، فنجد ان الانتخابات في البلاد تخضع لعدة مؤثرات ، اولها التأثير على نتائج الانتخابات وهذا نا شهدناه فعلاً في الانتخابات الاخيرة التي جرت في ايار الماضي ، والتي كانت بالفعل انتخابات هزيلة تفتقد لأبسط مقومات الشفافية والنزاهة .
الانتخابات تمثل وجه البلاد ودرجة تقدّم ورقي شعبها والذي يمعن النظر في الانتخابات العراقية يجد انها مفصلة على هولاء السياسين وليس العكس ، وهذا ما يجعلنا لا نرى وجه من وجوه التغيير سواء على المدى القريب ام البعيد ، ما يؤكد هذا الادعاء ، خطاب المرجعية الدينية قبل الانتخابات التي دعت فيها الشعب العراقي الى الحرية في المشاركة في الانتخابات من عدمه ، وإنها تتحمل مسؤولية هذا الاختيار ، وهذا ما يعطي ايحاءات ان الانتخابات العراقية ما هي الا مسرحية سمجة يتحكم فيها ممثلون وأبطال أقوياء من الخارج ، ويحركون دمى في داخل هذه المسرحية ، ونحن نشاهد اليوم كيف يتم التلاعب بأصوات الناخبين ، حتى وصل الحال الى حرق الصناديق ، والتهديد بإلغاء هذا المركز او ذاك ، وهو مؤشر خطير ان الديمقراطية العراقية ما هي الا ورقة يتلاعب بها اللاعب الاقليمي والدولي ، فنشهد ان أي انتخابات تجري في العراق ، ما هي الا انعكاس واقعي لمدى تأثير هذا الجانب أو ذاك في الشأن العراقي الداخلي .
أن عملية اختيار النواب هو الآخر يخضع لمدى تأثير الخارج ، فنجد ان هناك نواب خسروا في الانتخابات الاخيرة ، وهم أسماء لامعة ، ومناصب حكومية رفيعة جداً سواءً في البرلمان ، او الحكومة ، نجد اليوم ان الكتل السياسية تحاول اعادة هولاء من خلال السيطرة على أصوات الخارج ، وتغيير المعادلة لصالحهم ، وهذا ما تم بالفعل ، وهذا ما يرجح قرار الكتل إعادة (11) نائباً خسروا في الانتخابات ، الى البرلمان عن طريق أصوات الخارج ، وسيعودون لا محالة ، لأنهم رعايا هذه الدولة أو تلك ، لهذا يبقى اللاعب الاساسي في اللعبة السياسية العراقية هو اللاعب الامريكي والإيراني ، وهم من يتحكمون بأي تغيير فيها ، وان التأثير المباشر لهما موجود على الارض ، وواقعي ملموس ، وان نجاح هذا الطرف او تلك يعتمد على قوة وسيطرته على خيوط اللعبة ( السياسيون ) ، وان كنت أرى من وجهة نظري ان “اللاعب الايراني انتصر في العراق ” لأسباب عديدة ومهمة يطول شرحها او سنتناولها في مقال آخر قريباً ، لهذا فأن أي تحول ديمقراطي في العراق متأثر بقوة هذين الطرفين ، وان صعود أي طرف في المعادلة يرجع الى نجاح المتحكم في اللعبة السياسية العراقية ، ويمكن القول ان الانتخابات العراقية سواءً في المرحلة السابقة او حتى اللاحقة لايمكن لها ان تعكس واقع سياسي متطور ، او وعي ديمقراطي لدى الجمهور .

أحدث المقالات

أحدث المقالات