18 ديسمبر، 2024 8:38 م

من يصدق نوري المالكي ؟؟

من يصدق نوري المالكي ؟؟

لم يكن اعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي عن اكتشاف 50 الف عنصر فضائي في وزارة الدفاع تحديدا امرا مفاجئا لجميع العراقيين لانهم على دراية ومعرفة كاملة بوجود الفضائيين،كون هؤلاء يمثلون حلقة مضافة الى حلقات الفساد المالي والاداري التي كانت العنوان الابرز لمرحلة زمنية بائسة ومفجعة امتدت طوال فترة حكومة السيد المالكي وتحديدا الدورة الانتخابية الثانية،بعد ان ضرب الفساد والمحسوبية والرشوة والانكسار والهزائم كل مفصل من مفاصل الدولة.

ومع اعلان العبادي عن ارقام الفضائيين في وزارة واحدة، فقد اثبتت الوقائع بالدليل الملموس مع ما متوفر من ادلة نقليلة وعقلية وفعلية انتشار الفضائيين في كل مفصل ومؤسسة متزامنا في الوقت ذاته مع سوق العرض والطلب التي كانت رائجة في جميع الوزارات والمؤسسات بما يتعلق ببيع المناصب العسكرية والمواقع المدنية المرموقة وبالدولار يراسها عراب الصفقات المشبوهة في مكتب القائد العام للقوات المسلحة فاروق الاعرجي يساعده من وراء الكواليس محمد عارف البصري.

ومع نفي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لوجود هذا العدد في وزارة الدفاع رغم اعترافه قبل ايام بوجود الفضائيين في وزارة الداخلية الا ان هذا النفي لن يكون الا اثباتا ضده وضد مدته الزمنية التي شهدت اسوء السرقات للمال العام واسوء الانكسارات بسبب هذا الفساد بدليل ان العراق يقع في المراكز الثلاث الاخيرة عالميا بمؤشر الشفافية العالمية الى جانب افغانستان والصومال.

الامر الاكثر اهمية هو ان تصريحات رئيس الوزراء السابق كانت قبل ايام تؤكد على وجود الفضائيين لانه طالب بالقضاء عليهم وطالب بتخليص المؤسسة الامنية من اخطارهم متناسيا ان من اوجد هؤلاء هي سياساته الرعناء الخاطئة التي كلفت البلد خسائر بمئات المليارات مع إزهاق أرواح الآلاف من الأبرياء رافقه خسارة ثلث ارض العراق بعد ان انكشف زيف ادعاء تواجد مئات الالاف من المقاتلين والذين لم يظهر منهم في الميدان الا بضع ألاف اما مئات الآلاف فقد ادلوا باصواتهم في الانتخابات النيابية واختفوا بلمح البصر ولم يعد لهم وجود في ارض الواقع.

ان تصريحات المالكي بعدم وجود فضائيين في زمنه الأغبر تعتبر نكتة سمجة لا تصلح ان تبث على الهواء او تنقل من قبل وسائل الاعلام ويترفع عنها حتى الاغبياء لأنها منافية للحقائق التي أثبتتها الايام وبالادلة الرقمية وبالوثائق.

ان على المالكي ان لا يتحدث عن النزاهة والفضيلة والقيم لانها جميعا انتهت وأريقت في زمن حكومة الانتهازيين والصبية كما وصفهم الاديب من امثال احمد المالكي وفاروق الاعرجي وابن الداعية المربي عارف البصري والسماسرة المتواجدين في مكاتب إسناده وصحواته ومكاتب دولة القانون.

نفي المالكي لن يغير من الواقع شيئا ،وكان الاحرى بالمالكي ان يعتذر للشعب العراقي ولعوائل الشهداء والأرامل والأيتام عن سوء ادارته وفترة حكمه الدموية والسيئة في كل شيء،عل هذا الاعتذار يعيد اليه شيئا من انسانيته التي ذهبت الى الفضاء مع رواده الذين بلغوا عشرات بل مئات الآلاف.. اما تمرده على الواقع بالكذب والخداع وتزييف الحقائق فلن يجعله بمأمن من المسائلة والعقوبة الدنيوية عدى ما ينتظره من عقوبة ألاهية مؤكدة.