7 أبريل، 2024 9:22 م
Search
Close this search box.

من يصدق مايقوله العبادي؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس هناك موضوع يثير الشکوك و التوجسات الى أبعد حد کما هو الحال مع موضوع العلاقات غير الطبيعية للحکومات العراقية التي يقودها رؤساء وزراء من حزب الدعوة التي يکاد المرء أن يسميها”الايراني” بدل”الاسلامي”، فقد ساعد هذا الحزب أکثر من أي طرف آخر على ترسيخ و توسيع النفوذ الايراني في العراق الى الحد الذي يمکننا القول فيه بأنه صار ينافس حتى تلك الاحزاب و الجماعات التي أسسها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في إيران أو في العراق على الولاء الاکبر لطهران.
في ضوء تهافت هذه الحکومات المتعاقبة على خضوعها و تبعيتها للنظام الايراني و تماديها في ذلك بحيث يحضر قائد قوات التعبئة الايراني و السفير الايراني في بغداد لإجتماع قائمة الفتح الانتخابية، فإن من حق بلدان المنطقة و العالم على إبداء تساؤلات و شکوك بخصوص هذا الموضو، ولکن عندما يؤکد حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي بهذا الصدد وخلال إتصال هاتفي له مع الرئيس الامريکي ترامب من إن”رؤية العراق للتعاون والتنسيق الإقليمي ورغبته بعلاقات متوازنة مع جميع جيرانه بما يعزز الامن والاستقرار للمنطقة والعالم”، فإن کلامه هذا ضحك على ذقنه و ذقن حزب الدعوة فقط ولايصدقه أحد ولاسيما شخص مثل ترامب الذي سبق له وأن أطلق تعليق لاذع على وفد عراقي زاره في واشنطن بشأن فسادهم!
الاوضاع الصعبة جدا التي يواجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبعد أن صار معروفا و مکشوفا بنواياه و مآربه الخبيثة و المشبوهة من وراء نفوذه في بلدان المنطقة وعلى رأسها وفي مقدمتها العراق، يريد أن يعبر و يتجاوز هذه الاوضاع التي ترعبه کثيرا بتجنيد العراق و جعله جسرا للعبور، تماما کما فعل أيام العقوبات النفطية و الحصار الذي کان مفروضا عليه قبل الاتفاق النووي ببرکة حکومة الفساد الکبرى برئاسة الفاشل نوري المالکي الذي لايزال المرشد الاعلى للنظام الايراني يمدح و يمجد به و يعتبره شخصية مخلصة لشعبه!!
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبعد أن قام بتأسيس أحزاب و جماعات و ميليشيات عميلة لها في بلدان المنطقة الخاضعة لنفوذه لکي تدير الامور و الاوضاع في هذه البلدان بالوکالة نيابة عنه وتکون کأذرعه تماما فيها، سبق وأن تم التحذير من هذه الاذرع و الخطورة التي تشکلها على هذه البلدان و بشکل خاص، وإن مراجعة مواقف المقاومة الايرانية منذ الاحتلال الامريکي للعراق وحتى يومنا هذا يؤکد ذلك ولاسيما عندما أکدت بأنه ومن دون قطع هذه الاذرع لن تنعم شعوب بلدان المنطقة بالامن و الاستقرار الحقيقي، فهذه الاذرع ليست في حقيقة أمرها سوى عقارب و ثعابين لهذا النظام!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب