18 ديسمبر، 2024 6:54 م

من يصدر الشر والعدوان لاأمان له

من يصدر الشر والعدوان لاأمان له

لئن لم يکن ماقد ذکره البنتاغون”وزارة الدفاع الامريکية”، من أن السفينة التي مصادرتها في بحر العرب وکانت محملة بالاسلحة وکانت تتجه لليمن، قد جاءت من إيران، مفاجئا للمراقبين والمحللين السياسيين المعنيين بالشأن الايراني، لکن الذي يجن أخذه بنظر الاهمية والاعتبار هو توقيت مصادرة هذه السفية حيث يجلس وفد النظام الايراني في فيينا للتفاوض بشأن برنامجه النووي، وإن واحدة من الامور التي طالما تمت إثارتها مع النظام الايراني هو التوقف عن تدخلاته في بلدان المنطقة وإيقاف دوره التخريبي فيها ولکن ومع مصادرة هذه السفينة وفي هذا الوقت تحديدا، فإنه قد أثبت هذا النظام وبصورة فعلية من إنه إذا ماکانت هناك يد له ممدودة للتصافح مع المجتمع الدولي فإن الاخرى تغدر به!
أکثر مايلفت النظر في قضية السفينة المصادرة، إنه وکما صرح مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية لـ”أسوشيتد برس” أن التحقيق الأولي للبحرية وجد أن السفينة جاءت من إيران، فإن ذلك قد أعطى تأکيدا على إن تسليح الحوثيين يأتي من النظام الايراني وإنه مواظب على ذلك، ووجه الإثارة الاکبر إن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لم ترد على مكالمات أسوشيتد برس لطلب التعليق رغم أن طهران نفت في الماضي تزويد الحوثيين بأسلحة. وهذا مايثبت مرة أخرى إن کل مايدعيه النظام الايراني بشأن عدم تدخله في بلدان المنطقة عموما وفي اليمن خصوصا، ماهو إلا محض کذب وهراء، إذ أن مزاعم وإدعاءات هذا النظام بهذا الخصوص لاتتفق أبدا مع الاعمال التي يقوم بها.
ليس وجه العجب والغرابة فقط في تزامن مصادرة هذه السفينة مع مفاوضات وفد النظام في فيينا ومايزعمه النظام بشأن سلمية برنامجه النووي وإن مايقال بشأن عدم سلمية برنامجه النووي وسعيه من أجل إنتاج الاسلحة الذرية مع إن هناك الکثير من الادلة التي تثبت خلاف مزاعم النظام الايراني، بل إن وجه العجب والغرابة الاکبر في إن مصادرة هذه السفينة التي تثبت تدخل النظام الايراني السافر في اليمن قد جاء متزامنا أيضا مع إغتيال الناشط العراقي البارز إيهاب الوزني في كربلاء فجر الأحد الماضي وإن أصابع الاتهام موجهة للميليشيات العميلة للنظام الايراني في العراق، وهو مايثبت وبصورة قاطعة لامجال فيها للمناقشة من إن النظام الايراني مستمر في نهجه التخريبي المزعزع للسلام والامن والاستقرار في المنطقة وإن کل مايقوله خلاف ذلك مجرد ذر للرماد في الاعين ليس إلا.
من يصدر الشر والعدوان لاأمان له ولايمکن أبدا الثقة والتعامل به لأنه يعمل أساسا بمنطق يتعارض مع منطق يٶمن بالسلام والامن والاستقرار.