18 ديسمبر، 2024 8:04 م

من يشكل الكتلة الاكبر

من يشكل الكتلة الاكبر

بالرغم من مقاطعة الشعب الواسعة للانتخابات . وبالرغم من الاستياء الشعبي الكبير والذي تمخض عن انتفاضات جماهرية في جنوب العراق
وخصوصا البصرة الفيحاء وسقوط عدد كبير من الشهداء . نرى الاحزاب الحاكمة مازالت على ضلالها القديم ، وهي تتنافس للحصول على الكتلة الاكبر وبالتالي تحصل على مكاسب مادية ومعنوية وسلطوية اكثر على حساب مصلحة الشعب الاساسية في العيش كبشر على اقل تقدير . لان اولئك المتربعين على عرش السلطة نسوا كيف كانوا ومن اوصلهم الى سدة الحكم ونكرانهم للجميل دفعهم ليس للاستهانة بالشعب فقط وانما معاداته والقضاء على اي متنفس للناس للاعتراض على فسادهم وادارتهم السيئة . وكان الاجدر بهم لو كانوا على ادنى درجة من الوعي ان يتداركوا المصيبة التي ستقع على رؤوسهم في نهاية الامر ، ويجملوا انفسهم على الاقل ببعض الخدمات الاساسية للمواطنين لتكون لبنة للتصالح مع جماهيرهم . ولكنهم مازالوا على غيهم القديم . ويبقى الفاسد فاسد ولا امل في اصلاحه
لقد اعلن السيد السيستاني مؤخرا الفيتو على بعض الاسماء المرشحة لرئاسة الوزراء ومنهم السيد حيدر العبادي . وبدلا من تبني هذا المطلب والاستجابة لمطالب الجماهير ، فان رؤساء الاحزاب والكتل التي تدعي فوزها بالانتخابات مازالوا مصرين على ان يكون رئيس الوزراء واحدا منهم ليستولوا على ماتبقى من الدولة اموالا ونفوذا وتسلطا على رقاب الناس ولاربع سنوات عجاف اخرى ، وهم بهذا الصدد يبحثون عن وجوه قديمة من داخل احزابهم ليسقطوا عليها المواصفات المطلوبة لرئيس الوزراء من الامانة وقوة الشخصية والحزم لاتخاذ خطوات جادة للقضاء على الفاسدين . ولكننا سنجد في نهاية المطاف نسخا جديدة من المالكي او العبادي او حتى الجعفري الذي اصبح مثار تندر المواطنين في هلوسته . هكذا ستخرج علينا الحكومة العتيدة. ! . وكانك يابو زيد ماغزيت
وفي المقابل نجد قمع التظاهرات بقسوة تفوق ماكنا نراه في الايام الغابرة . واتهامهم بانهم بعثيون وعملاء ومندسين . او التصريح بانهم سيعاملون معاملة الدواعش ، هكذا ومن دون اي ذنب ارتكبوه ، اللهم الا المطالبة بحقوقهم الاساسية البسيطة
كما ان الاحزاب المتنافسة اخذت تتبارى في الادعاء بتبني مطالب المتظاهرين رياء وكذبا من اجل تصفية خصومهم السياسيين ، اصدقاء الامس لسحب بساط السلطة من تحت اقدامهم
ومن جانب اخر تصر امريكا على موضوع الكتلة الاكبر لحسم موضوع رئيس الوزراء باي طريقة كانت حتى لوجاء شخصا ضعيفا غير كفوء على شاكلة العبادي او غيره بشرط تنفيذ متطلبات السياسة الامريكية في العراق . حيث ان امريكا مازالت تعتقد خطأ بان الوضع في العراق يمكن اصلاحه على مر الايام

اما الجارة ايران فمازالت لاتقيم وزنا لا للمرجع الديني ولا للمظاهرات
وكل مايهمها وجود شخص موالي لها ، تستطيع من خلاله التهرب ولو قليلا من العقوبات الامريكية، ويساعدها على انقاذ التومان من الانهيار التام . ونراها الان تهاجم الشعب العراقي بالقول والفعل للضغط عليه لتحقيق مآربها هذه حتى لو اقتضى الامر ابادة الشعب البصراوي بقطع المياه عنه او تلويثها بالمخلفات الكيمياوية او النووية . او قطع الطاقة الكهربائية . واخيرا تهديدهم بادخال الحرس الثوري الايراني الى المناطق الجنوبية للعراق والقضاء على ماسموها الفتنة او مؤامرة الاستكبار العالمي
ان المطلب الايراني هذا يتعارض بالتاكيد مع المطالب الامريكية . . فسقط العراق في براثن الامريكان والايرانيين واصبح ساحة لتصفية
الحسابات بينهما
فاصبحنا بين فكي كماشة . . وليس هنالك في احزاب السلطة الحاكمة من نأتمنه على مصالح هذا البلد الجريح
والحل الوحيد للتخلص من هذه الطغمة الفاسدة والتدخلات الاجنبية
يكمن في الاستمرار بالاحتجاجات والتظاهرات في كل مدن وقصبات وقرى العراق والعمل على حث الشعب كل الشعب المظلوم والمبتلى بالفقر والقهر والجوع والمرض بالتظاهر بكتلة كبيرة . فلا صوت يعلوا على صوت الشعب بشرط خروج جماهير غفيرة في انتفاضة شعبية عامة
تفرض نفسها على الجميع في الداخل والخارج . ان الكتلة الاكبر الواجبة
التقدير والاحترام في هذه المرحلة ليست الكتلة البرلمانية المزورة وانما كتلة الشعب المنتفض في الشارع العراقي وفي عموم العراق . ان كتلة الشعب الكبرى هذه هي الكتلة التي ستفرض نفسها ليس على الاحزاب الفاسدة او الايرانيين المنتفعين من دماء الشعب فقط وانما حتى على الامريكان ليبدلوا خططهم من تخدير الشعب بالديموقراطية الزائفة الشكلية الى فعل ايجابي يحقق ولو بعض طموحات الشعب العراقي في دولة مستقلة وادارتها بنخب سياسية كفوءة ونزيهة ، بدلا من اشباه الرجال الذين فرضوا على الشعب منذ الاحتلال الامريكي الى يومنا الحاضر ويجري تدويرهم كالنفايات كل اربع سنوات

وبعكسه فان الشعب اذا ما استكان واذعن لهذه الطغمة الحاكمة فان الاوضاع السياسية والخدمية البائسة والتعيسة الحالية ستبقى كما هي عليه الان ، لا بل ستزداد سوءا وستمدد الى خمسة عشر عاما اخرى من الجوع والقتل وانعدام الخدمات العامة اضافة الى التهجير والمرض
والامية . . خصوصا اذا ماعلمنا ان بعض اللصوص قد رشحوا لرئاسة مجلس النواب . وان واحدا من المراوغين او الخونة سيكون رئيسا للجمهورية . اما رئيس الوزراء فلا تتوقعوا غير شخصا جاهلا اميا ، ان لم يكن مهووسا بنظريات فانتازية . والجميع تديرهم الدولة العميقة القائمة على المافيات الحزبية

ان الوضع قد اصبح على درجة كبيرة من الخطورة ، ويهدد الوجود العراقي ارضا وشعبا ويستدعي عاجلا وليس آجلا خروج الناس كل الناس الى الشارع احتجاجا على الاوضاع السيئة . ورفع شعار اسقاط الحكومة والرئاسات الثلاث . وعندئذ فقط سيرضخ الفاسدون والايرانيون والسلطات الامريكية الغاشمة لارادة الشعب وبعكسه فلا تنتظروا الخلاص من احد . ان الكتلة الاكبر يجب ان يشكلها الشعب بكل طوائفه وقومياته في الشمال والوسط والجنوب . وليست الكتلة الاكبر من الاحزاب والتكتلات الفاسدة العدوة للشعب . . ولا خلاص الا بالانتفاصة الشعبية الشاملة . ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر