متى يدرك الشعب العراقي نتائج افعاله ويعلم انه هو الذي يخطأ كل اربعة سنوات خطأ مصيريا جسيما لا يغتفر حين يختار كما كبيرا من النواب بيده مع سبق الاصرار والترصد ويصبح كم يزرع زرعا ويجلب بنفسه جرادا ليأكله….وما يزيد الطين بلة انه يحتفل ويسمي هذا اليوم الاسود بيوم الانتخابات الديمقراطية ولا يدري ان بريمر يضحك ملء فمه من فوق تلال الدولارات التي سرقها من قوت الشعب العراقي بفعلته الاولى حين صمم على اختيار النظام البرلماني دستورا لادارة البلاد وهو يعلم جيدا ان هذا النظام ، سيء الصيت، اداة للنهب وقد ساعده على تطبيق تلك الآفة بعض المنتفعين ، ممن جاءوا معه على ظهور الدبابات الامريكية لاحتلال العراق .
العلة تكمن ليس في مجلس النواب فحسب بل في النظام النيابي الذي يسمح بمجالس اخرى مماثلة لمجلس النواب مثل مجالس المحافظة و الاقضية والنواحي ويبيح لهم رواتب وامتيازات كبيرة ترهق الخزينة ويسمح هذا النظام ايضا بمجالس اخرى لا تعد ولا تحصى وبذلك يبرهن الشعب العراقي على خيبته امله الديمقراطية في كل دورة انتخابية وينتحر من جديد بغمس اصبعه في التخلف البنفسجي ويجدد العهد لمجموعة جديدة من تلك المجالس بتلك الامتيازات التي تنوء بها خزينة الدولة …. وان استمر هذا الحال ستكون النتائج كارثية حتما…..وبعد هذا الانتحار الاهوج يخرج هذا الشعب وهو يتباكي على فعلته الشعواء وينعت ابناء اصبعه البنفسجي بأبشع النعوت….اليس تلك مهزلة قرن العولمة والتكنولوجيا….؟
نحن اصحاب اقدم الحضارات الانسانية من المعيب جدا ان نصبح فريسة سهلة للنصب والمخاتلة والاحتيال ونتقدم شعوب المعمورة بالسذاجة والغفلة ونسرق انفسنا بانفسنا والحل بسيط وساطع كسطوع الشمس وبين أيدينا حينما نصمم على توحيد مطالبتنا بحرص في استبدال النظام البرلماني بنظام رئاسي و نتخلص من جميع الحلقات الزائدة من تلك المجالس التي تنخر في اقتصادنا … اما الرئاسات الثلاث سترشق وتكون تحت سلطة رئيس الجمهورية ،بذلك ستنحسر الفوضى السياسية حين يكون مجلس النواب مجرد موظفين لدى الحكومة براتب الوظيفة العادي وتختفي كل مظاهر الفرهود والمحاصصة المقيتة ، لنتوكل على الله ونرفع اصواتنا الثمينة بالمطالبة الجدية بالنظام الرئاسي قبل فوات الاوان .